كابوس رفح.. لوتان: الخط الأحمر المتذبذب لجو بايدن | سياسة سام نيوز اخبار
اعلنت صحيفة لوتان إن إسرائيل كان يفترض ان ترد بشكل حاسم على هجـوم “رأس الحربة” حماس فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول 2023، ولكنها بعد 7 اشهر مـن الحرب لا تزال متعثرة فى ذلك، وها هى تخلف كابوسا برفح، بينما ان الرئيس الأميركي جو بايدن ما زال مكتفيا بالطلقات التحذيرية.
هذا ما يمكن ان يلخص ما جاء فى تقريرين بهذه الصحيفه السويسرية، التى استغربت قيام الجيش الإسرائيلي بالهجوم على رفح رغم قبول حماس أول الامس الاثنين بهدنة مقابل الاعلان سراح المحتجزين فى غزة.
وفي أحد تقريريها، ذهبت الصحيفه الي ان إسرائيل لو كانـت راغبة حقا فى محاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحرير المحتجزين وتهدئة المنطقة، لقامت بأمرين مـن الناحية المنطقية، أولهما استهداف زعماء حماس فقط، ثم تقديم ضمان لكل الفلسطينيين بأن أحوالهم سوف تتحسن إذا اختفت حماس.
وكان ينبغي ان يحدث ذلك -كَمَا تقول الصحيفه- مـن اثناء الاستجابة الواسعة للاحتياجات الإنسانية للسكان، وإطلاق مبادرات سياسية تحدد بشكل ثابت “اليـوم القادم” وهو ما اعلنت الصحيفه إن الفلسطينيين لم يكونوا ليعارضوه، ولكن إسرائيل فعلت العكس تماما طيلة 7 اشهر، وفقا للوتان.
ولا شك ان الدبابات التى دمَّرت فى الساعات الاخيره آخر علامة للحياة والأمل عند معبر رفح على الحدود المصرية، وهي تلوح بأعلام إسرائيلية كبيرة بالقرب مـن السكان الذين يتضورون جوعا، تمثل أحدث تطبيق لهذه النية المعلنة مـن إسرائيل فى استئصال “الإرهاب” وتحقيق “النصر الكامل” فى غزة.
هل بايدن مستعد لإسماع صوته؟
غير ان العمليات الإسرائيلية لها عواقب تتجاوز قطاع غزة المدمر، إذ إنها تدرج الأمم المتحدة والحرم الجامعي بالولايات المتحدة فى معسكر “معاداة السامية” وحتى واشنطن التى صرفت للتو 14 مليار دولار لتزويد إسرائيل بالقنابل، بعيدة كل البعد عَنْ الهدف فى نظر الإسرائيليين.
ويبدو ان منطق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان إسرائيل عازمة على “الدفـاع عَنْ نفسها” حتـى لو كان عليها “البقاء بمفردها” وأنها على حق امام الجميع، ولكن المفارقة أنه وغيره مـن المسؤولين الإسرائيليين لا يتوقفون أبدا عَنْ السعي للحصول على موافقة الغرب التى لا تتزعزع.
وخلصت الصحيفه -فى تقريرها الاول- الي ان امام أصدقاء الإسرائيليين والفلسطينيين خيارين متاحين اليـوم، إما ان يعملوا على ادارة التداعيات المتتالية للسياسة الإسرائيلية التى يعتبرونها فى أعماقهم كارثية، أو سيتعين عليهم، قبل ان تنتهي رفح وغزة مـن الاحتراق، ان يتحركوا بكل قوتهم، لوضع حد لهذا الكابوس.
وذهبت الصحيفه -فى مقالها الثانى- الي ان بايدن، الذى يعارض مهاجمة رفح، على خلاف مع جزء متزايد مـن ناخبيه بسـبب دعمه الثابت لإسرائيل، وقد اثناء يعتقد ان الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا قبل ان يفاجئه الجيش الإسرائيلي بقصف رفح، لتتساءل: هل هو مستعد لإسماع صوته لنتنياهو؟
وأشارت الصحيفه الي الوثيقة التى وافقت عليها حماس، وقالت إن إسرائيل قابلتها بمزيد مـن الضغط العسكري، ومع ذلك وافقت على إرسال وفد الي القاهره لمحاولة التوصل الي اتفاق أكثر إيجابية.
ورغم الاحداث المتسارعة -كَمَا تقول الصحيفه- لا تزال واشنطن تعتقد ان العملية الإسرائيلية فى رفح محدودة، ووفقا لنص مقتضب أصدره البيت الأبيض، أعلن بايدن مجددا لنتنياهو معارضته لغزو رفح اثناء مكالمة هاتفية صباح الاثنين، وقالت الخارجية الأميركية إنها لم تر اى خطة ذات مصداقية لحماية وإجلاء المدنيين، وقد حذر ملك الأردن عبد الله الثانى فى البيت الأبيض مـن وقوع “مذبحة” و”كارثة جديدة” فى غزة.
طلقات تحذيرية
وتساءلت الصحيفه الي اى مدى يريد بايدن فى الذهاب لكبح جماح حليفه الإسرائيلي؟ مشيرة الي أنه لم يتجاوز الطلقات التحذيرية، لكن وسائل إعلام أميركية ذكرت ان ادارة بايدن علقت سرّا تسليم الذخائر، كَمَا ان الخارجية سوف تصدر تقريرا هذا الاسبوع حول المساعدات العسكرية لإسرائيل لفحص ما إذا كانـت الأسلحة الأميركية تنتهك القانون الدولى.
غير ان العديد مـن مجموعه مجلس الشيوخ الجمهوريين ذوي النفوذ، على العكس مـن الإدارة، دعوا الحكومة الي معارضة الملاحقات القضائية المحتملة للقادة الإسرائيليين جاء الى المحكمة الجنائية الدولية التى ليست واشنطن جزءا منها.
وعلى الصعيد الداخلي، يريد الرئيس الذى يَخُوض الحملة الانتخابية الي وقف الاعلان النار والإفراج عَنْ المحتجزين أكثر مـن اى وقت مضى -حسب الصحيفه- فى وقت تشهد فيه الجامعات الأميركية حالة مـن الاضطراب، ويشعر جزء مـن الشباب، الذين دعموا خسارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بالغضب مـن المذبحة فى غزة.
وختمت لوتان بأن الجامعات ربما تكون مؤيدة للفلسطينيين بصوت عالٍ، ولكن الرَّأْي الأميركي يؤيد إسرائيل بنسبة 80%، وفق استطلاع حديث أجراه معهد هاريس وجامعة هارفارد، مع الإشارة الي هبوط هذا التأييد بين الشباب.