كاتبة أميركية: نضال فلسطين صراع الذاكرة امام النسيان | اخبار مرحلة الصحافة سام نيوز اخبار

اعلنت الكاتبة الأميركية لوري دانس، فى تقرير لها نشره موقع “موندويس”، إنها كونها أميركية ذات بشرة سمراء ولديها عائلة تعرفها فى غزة، فإنها تدعم نضال الذاكرة الفلسطينية امام النسيان.

وأشارت دانس الي ان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أقدم بكثير، وأكثر تعقيدا مـن صعود حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحدثت عَنْ المؤتمر الصهيوني الاول فى تسعينيات القرن 19 الذى جعل مـن فلسطين وطنا قوميا لليهود، وفترة ما بعد الحرب العالميه الأولى، اثناء رعت بريطانيا العظمى الاستعمار الصهيوني لفلسطين، وعن فظائع المحرقة التى ارتكبتها ألمانيا النازية امام اليهود وغيرهم مـن الأبرياء.

وأضافت، أنه بعد تلك المحرقة، اقتطعت أراض مـن فلسطين فى 1948 مـن اثناء خطة “دالِت”، التى تسببت فى تهجير 750 ألف فلسطيني ودمرت أو استولت على 400 بلدة وقرية فلسطينية فى بضع اعوام فقط. وذكّرت بحرب 1967، وكذلك بالحصار الذى فرضته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ يونيو/حزيران 2007.

سجن مفتوح

وأكدت دانس أنها لن تنسى ان منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد لخّصت السنوات 15 الماضية مـن القمع عندما وصفت غزة بأنها “سجن مفتوح” لسكانها، الذين يزيد عددهم عَنْ مليوني فلسطيني.

كَمَا شددت على أنه يجب عدم نسيان الاكتظاظ السكاني، ونقص الموارد فى غزة الذى تفاقم بسـبب الضربات الجوية العسكرية، التى اعتادت القوات الإسرائيلية شنها، التى تصفها الحكومة الإسرائيلية بأنها عمليات “جزّ العشب”.

وتابعت، أنه مع حاجة اليهود ولا سيما الناجين مـن المحرقة، الي ملاذ آمن مـن وحشية ألمانيا النازية، والإرث المروع للمذابح والمجازر الأوروبية، وغير ذلك مـن أشكال العنصرية المعادية للسامية، فلن تنسى دانس كيف يعاني الفلسطينيون باستمرار جراء خطايا المحرقة النازية امام اليهود الأوروبيين.

وأكدت الكاتبة أنها تتفهّم رد فعل حماس الأخير امام الاحتلال، كونه جزءا مـن تاريخ معقد. ففي 1948، نقلت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين باستخدام طرق غير إنسانية مـن البلدات الفلسطينية الي قطاع غزة.

وقالت، “اثناء وجودي فى فلسطين التى تحتلها إسرائيل، شهدت فلسطينيين يعيشون فى اثناء ظروف الفصل العنصري مـن التمييز والتجريد مـن الإنسانية، كيفما حدث مع السود فى جنوب أفريقيا فى اثناء الفصل العنصري هناك، أو ما عانى منه الأميركيون مـن أصل أفريقي هنا فى عصر جيم كرو”.

وأضافت دانس ان المستوطنين الإسرائيليين عندما أشعلوا النيران بعنف فى قرية حوارة فى الضفة الغربية فى مارس/آذار 2023، اعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، “اعتقد ان قرية حوارة بحاجة الي المحو. اعتقد أنه على إسرائيل ان تفعل ذلك”.

وفي 2021، تذمر سموتريش امام الأعضاء الفلسطينيين فى البرلمان الإسرائيلي قائلا، “أنتم أتيتم هنا عَنْ طريق المخالفة، ومن المخالفة ان بن غوريون لم يكمل الهامة، ولم يطردكم فى 1948”.

وحثّ سموتريتش وغيره مـن النخب الإسرائيلية، بما فى ذلك وزير الدفـاع يوآف غالانت، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الإبادة الجماعية المستمرة، مـن اثناء الإشارة الي الفلسطينيين على أنهم “مجرد مخالفات”، و”جزارون”، و”حيوانات” يستحقون حرمانهم مـن الوصول الي الموارد الإنسانية، بما فى ذلك الكهرباء والغذاء والماء.

وشددت دانس على ان النضال الفلسطيني هو صراع “الذاكرة امام النسيان”، مؤكدة أنها لن تنسى أبدا سياسات وممارسات وموروثات التطهير العرقي التى يمارسها القادة الإسرائيليون امام الفلسطينيين، التى لا تزال مستمرة ومُتجلية فى الهجمات الاخيره والحالية على غزة.