اقتصاد

كبار مستثمري السندات فى العالم يراهنون على تحدث سياسة الفيدرالي.. لماذا؟


للمرة الأولى منذ ان بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي رفـع أسعار الفائدة قبل 18 شهراً تقريباً، يُظهر سوق العمل ما يكفي مـن التشققات لتشجيع بعض أكبر مستثمري السندات فى العالم على المراهنة على ان دورة التشديد قد انتهت أخيراً.

أدت موجة مـن تباطؤ مقاييس التوظيف الصادرة الاسبوع الماضي، والتي توجت بتقرير التوظيف لشهر أغسطس يـوم الجمعة، الي تحويل معنويات السوق لصالح امتلاك سندات خزانة حساسة للسياسة لمدة عامين، وهو ما وصفه جيف روزنبرغ مـن شركة بلاك روك بـ”الشراء الصراخ”.

كَمَا ان احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بإنهاء حملته التشديدية الأكثر عدوانية منذ عقود قد جذب المستثمرين الي تجارة مفضلة أخرى فى نهاية الدورة – والمعروفة باسم “منحنى العائد الحاد”. وبات الرهان على أنه مع تحول الانتباه الي توقيت محور الاحتياطي الفيدرالي المحتمل للتيسير، فإن السندات قريبة الاستحقاق ستكون افضل مـن السندات طويلة الأجل. وقد تستفيد هذه الاستراتيجية أيضاً مـن الاتجاه الموسمي: عادةً ما تسارع الشركات الي بيع الديون بعد عطلة عيد العمال فى الولايات المتحدة، مما يضغط على السندات طويلة الأجل.

مـن جانبه، اعلن مدير المحفظة فى شركة باسيفيك لإدارة الاستثمارات، التى تشرف على 1.8 تريليون دولار، مايكل كودزيل، إن بيانات الوظائف تترك “سوق السندات مرتاحة لوجهة النظر القائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيوقف الزيادات فى الوقت الحالي، فإن الانتباه ينصب على القطع الاول الذى يؤدي الي منحنيات أكثر انحداراً”.

وفي اثناء ان التضخم يتجه نحو الانخفاض فى الأشهر الاخيره، فإن سوق العمل المرن كان حجر العثرة الرئيسي امام بنك الاحتياطي الفيدرالي لوقف رفـع أسعار الفائدة بعد رفـع تكاليف الاقتراض بمقدار 525 نقطه أساس منذ مارس 2022، الي نطاق 5.25% -5.5%.

لكن يبدو الان ان خلفية المخاض بدأت تهدأ. وأظهر تقرير حكومي يـوم الجمعة ان معدل البطالة قفز الي 3.8%، وهو مستوى شوهد آخر مرة فى فبراير 2022، واعتدل نمو الأجور. كان هذا هو الإصدار الثالث لسوق العمل الضعيف هذا الاسبوع، بعد بيانات فرص العمل الأضعف مـن المتوقع وتقرير معهد أبحاث ADP الذى يظهر تباطؤ الوظائف الإضافية جاء الى الشركات الأميركية.

وقد ابتهج مستثمرو السندات بالبيانات بعد ان شهدت عمليات البيع المتواصلة فى أغسطس صعود عائدات السندات لأجل 10 اعوام الي أعلى مستوياتها منذ عَامٌ 2007. وأنهى المعدل، وهو معيار للاقتراض العالمي، الاسبوع دون 4.2%.

تفوق أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل يـوم الجمعة، مما أدى الي صعود منحنى العائد. وانخفضت عائدات السندات لأجل عامين بنحو 20 نقطه أساس اثناء الاسبوع الي أقل مـن 4.9%. وفي الوقت نفسه، لم تتغير عوائد السندات لأجل 30 عاماً بشكل طفيف اثناء الاسبوع عند حوالى 4.30%، بعد ارتفاعها فوق عوائد خمس اعوام للمرة الأولى منذ أسابيع.

وقال رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي للولايات المتحدة فى “MUFG”، جورج جونكالفيس، إن اخبار التوظيف تبدو وكأنها “بداية النهايه لسوق العمل القوي والعد التنازلي الي متى يمكن ان يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي فى حالة انتظار”.

ويرى تجار مقايضة أسعار الفائدة ان هناك فرصة أقل قليلاً مـن 50% لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول نوفمبر. بعد ذلك، قاموا بتسعير التخفيض بمقدار ربع نقطه مئوية بالكامل بحلول شهر يونيو.

ومع تباطؤ نمو الأجور، اعلن روزنبرغ، مدير محفظة صندوق “بلاك روك” المنهجي متعدد الاستراتيجيات الذى تبلغ قيمته 7.4 مليار دولار، إنه يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض تكاليف الاقتراض لتجنب تشديد السعر الحقيقي – أو سعر الفائدة المعدل حسب التضخم.

وتراجعت آجال الاستحقاق الأطول يـوم الجمعة لأن المتداولين كانوا يستعدون لمزيد مـن إصدارات الشركات الاسبوع القادم، وفقا لسوبدرا راجابا، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية فى بنك سوسيتيه جنرال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى