ينتظر المستثمرون التطورات الاخيره فى روسيا، إذ مـن المتوقع توجه البعض منهم الي الملاذات الآمنة مثل السندات الحكومية الأميركية والدولار.
قامت مجموعه “فاغنر” بقيادة يفغيني بريغوزين، الحليف السابق للرئيس فلاديمير بوتين ومؤسس جيش “فاغنر”، بعملية عسكرية مضادة على الجيش الروسي ليتقدموا بمعظم الطريق الي موسكو بعد الاستيلاء على مدينة روستوف.
وبعد إعلان الكرملين أنه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المقامة امام بريغوزين ومغادرته الأراضي الروسية الي بيلاروسيا، بدأ مقاتلو فاغنر، السبت، انسحابهم مـن مقر القيادة العسكرية فى روستوف.
فى المقابل، أعلن الكرملين ان التمرّد الذى نفّذته مجموعه “فاغنر” لن يؤثّر على الهجوم العسكري الروسي فى أوكرانيا، حيـث تشهد جبهات القتال الروسي الأوكراني، اليـوم الأحد، معارك شرسة بين الطرفين.
وقد شهدت الأسواق تقلبات كبيرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية فى فبراير/شباط 2022.
وبعد أحداث يـوم السبت، اعلن بعض المستثمرين إنهم يركزون على التأثير المحتمل على الأصول الآمنة مثل سندات الخزانة الأميركية وأسعار السلع، خاصة ان روسيا هى مورد رئيسي للطاقة.
فى هذا السياق، اعلن رئيس إستراتيجية الأسواق فى “TD Securities” نيويورك جينادي جولدبيرج: “مـن المؤكد ان نرى ما سيحدث فى اليومين المقبلين، ولكن إذا استمرت حالة عدم اليقين بشأن القيادة فى روسيا، فقد يتدفق المستثمرون الي الملاذات الآمنة”، وفق “رويترز”.
وقال جولدبيرج إنه على الرغم مـن خفض التصعيد، “قد يظل المستثمرون قلقين بشأن عدم الاستقرار اللاحق ، ويمكن ان يظلوا حذرين”.
أعادت الاحداث فى روسيا إحياء مخاوف قديمة فى واشنطن بشأن ما يحدث للمخزون النووي الروسي فى حالة الاضطرابات الداخلية.
وقال كثير الاستراتيجيين العالميين فى “LPL Financial” كوينسي كروسبي: “الأسواق عادة لا تستجيب بشكل جيد للضبابية وحالة عدم اليقين”.
“إذا تصاعدت حالة عدم اليقين، فسنرى عروض شراء أكثر على سندات الخزانة والذهب، كَمَا يميل الين الياباني الي تحقيق المكاسب فى مثل هذه الظروف”، مشيرًا الي أصول الملاذ الآمن التى يلجأ لها المستثمرون عندما ترتفع المخاطر.
وقال استراتيجي الاستثمار العالمي فى “Argyll Europe”، إنه بينما يعني خفض التصعيد ان الأسواق قد لا تتفاعل كثيرًا الان، إلا ان مـن الواضح ان بوتين ضعيف وستكون هناك المزيد مـن التطورات”.
ويرى ان الدولار الأميركي يجد “بعض الدعـم مع عودة السوق الي المضاربات بشأن رفـع أسعار الفائدة والتخفيضات واحتمالية الركود فى الاقتصادات المتنوعة”.
كانـت الأسهم فى مسار تصاعدي اثناء الأشهر الاخيره، مما زاد مـن احتمالية صعود عمليات البيع وتحقيق الأرباح اثناء الأسابيع الماضية.
منذ بداية العام، ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 13%، على الرغم مـن أنه فقد قوته فى الأيام الاخيره بعد ان أدلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشهادة الاسبوع الماضي أشار فيها الي احتمالية المزيد مـن رفـع أسعار الفائدة فى المستقبل.
وبحال تفاقمت الأزمة فى روسيا وأيضا فى أوكرانيا، فقد يعني ذلك عودة أسعار السلع للصعود، وبالتالي قد يضطر الفيدرالي والبنوك المركزية الاخرى لرفع الفائدة لضبط صعود الأسعار الناتجة عَنْ حالة عدم اليقين.
حتـى اللحظة، يرى بعض المحللين عدم حدوث ردة فعل قوية بسـبب عودة الهدوء الي المشهد السياسي فى روسيا.
وفق كثير استراتيجيي السوق فى “Colony Group” ريتش شتاينبيرج، فإن الأسواق ستتعامل مع ما حصل على أنه خطر جيوسياسي آخر وقد انخفضت التوترات قصيرة الأجل بسـبب التراجع عَنْ التصعيد.