الاخبار العربية والعالمية

كيف تؤثر الحرائق فى غابات العروض الشمالية؟ | علوم سام نيوز اخبار

فهم كيفية تحدث تركيبة الغابات الشمالية، واستجابتها للحرائق بمرور الوقت أمر بالغ الأهمية لإرشادنا للممارسات الأفضل فى الإدارة مـن اجل حماية الناس والكوكب.

صارت حرائق الغابات ظاهرة متكررة فى بقاع كثيرة مـن العالم نتيجه لارتفاع درجات الحرارة والجفاف الناتجين عَنْ تحدث المناخ.

وقد كان المعروف تاريخيا، ان الحرائق فى غابات العروض الشمالية خاصة تؤدي الي استبدال الأشجار الصنوبرية فى تلك المناطق شديدة البرودة بالأشجار النفضية (التى تتساقط أوراقها)، وهي أشجار اسرع نموا، وتمتص المزيد مـن الكربون وتعكس المزيد مـن الضوء، مما يؤدي الي تبريد المناخ وتقليل احتمالية نشوب الحرائق.

لكن دراسة جديدة، قادها باحثون مـن جامعة شمال أريزونا استخدمت نهجا جديدا فى تحليل صور الاقمار الصناعية للغابات الشمالية على مدى العقود الثلاثة الماضية وتوصلت لنتائج مفاجئة.

أجرى النادي البحث كجزء مـن “تجربة الضعف القطبي الشمالي” التابعة لناسا، المعروفة اختصارا باسم “أباف” (ABoVE). واستخدموا صور الاقمار الصناعية عاليه الدقة للغابات الشمالية عبر ألاسكا وكندا التى تم التقاطها بواسطة مجموعه أقمار لاندسات لتحديد التغيرات فى تكوين الغابات، سواء فى المناطق التى احترقت أو التى لم تحترق.

الغابات الصنوبرية لا تلبث ان تعود بعد تحولها لغابات نفضية نتيجه الحرائق (غيتي)

التكيف على مدى زمني أطول

توصلت الدراسة التى نشرت فى دورية “نيتشر كلايمت تشينج” الي أنه رغم ان الغابات الشمالية تتحول مـن الصنوبرية الي النفضية كنتيجة مباشرة للحرائق، فإنها لا تبقى على هذا النحو إلا لبضعة عقود، ثم لا تلبث نفس تلك الغابات ان تتحول تدريجيا نحو الأشجار الصنوبرية.

كَمَا وجد الباحثون أيضا ان الفقدان المفاجئ للغابات الصنوبرية بسـبب حرائق الغابات قابلته زيادة تدريجية فى الغابات الصنوبرية فى المناطق التى لم تحترق مؤخرا، لذلك فإن الناتج الإجمالي أنه لم يحدث تحول عَامٌ يجعل غابات العروض الشمالية غابات نفضية.

ويقول سكوت جويتز، ريجنتس الأستاذ فى كلية المعلوماتية والحوسبة والأنظمة السيبرانية فى جامعة شمال أريزونا والمؤلف المشارك فى الدراسة “لقد أكدنا ان الحرائق تحول الغابات بشكل واضح مـن الغطاء الصنوبري الي الغطاء النفضي، ولكن عندما ننظر الي تلك التغييرات على مدى عقود عديدة، نجد الأشجار المتساقطة تستبدل مرة أخرى بأشجار الصنوبريات بعد 3 الي 4 عقود مـن الحريق”.

وقال لوجان بيرنر، المؤلف المشارك للدراسة فى البيان الصحفى المنشور على موقع “فيز دوت أورغ”، “كان هذا مفاجئا الي حد ما لأن العديد مـن الدراسات الحديثة وضحت الي وجود تحولات نحو الغابات المتساقطة على المستوى المحلي والإقليمي، بينما تشير دراستنا الي عدم وجود تحولات بالجملة فى تكوين الغابات اثناء العقود الاخيره”.

مع الاحترار تستغرق العودة الي الغطاء الصنوبري فى المستقبل وقتا أطول مما كانـت عليه فى الماضي (غيتي)

الاحترار وتكرار الحرائق

لكن العلماء يتوقعون ان استمرار الاحترار المناخي والجفاف وزيادة نشاط حرائق الغابات يمكن ان يؤدي الي تغييرات واضحة فى تكوين الغابات على مدى العقود القادمة، حيـث قد تستغرق العودة الي الغطاء الصنوبري فى المستقبل وقتا أطول مما كانـت عليه فى الماضي.

يقول بريندان روجرز، العالم المشارك فى مركز وودويل لأبحاث المناخ والباحث المشارك فى الدراسة “بينما نفكر فى أساليب ادارة الحرائق، بما فى ذلك الجهود المبذولة للحد مـن انبعاثات الكربون وتخفيف مخاطر الحرائق على المجتمعات المحليه والبنية التحتية، توفر هذه الدراسة أساسا مهما للبحث المستقبلي”.

ويضيف ان فهم كيفية تحدث تركيبة تلك الغابات الشمالية، واستجابتها للحرائق بمرور الوقت أمر بالغ الأهمية لإرشادنا للممارسات الأفضل فى الإدارة مـن اجل حماية الناس والكوكب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى