تأمل مصر ان يساعد انضمامها الوشيك الي مجموعه “بريكس” فى تخفيف العجز فى العملات الأجنبية وجذب استثمارات جديدة، لكن محللين يقولون إن الامر قد يستغرق بعض الوقت قبل ظهور اى فوائد لهذه الخطوة.
وقدم التكتل، الذى يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، دعوة الي مصر وخمس دول أخرى للانضمام إليه، ورحبت القاهره فورا بالعرض.
وقال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي بعد مدة وجيزة مـن توجيه الدعوة الي بلاده “أثمن إعلان تجمع بريكس عَنْ دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارا مـن يناير 2024، ونعتز بثقة دول التجمع جميع التى تربطنا بها جميعا علاقات قوية، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها اثناء الفتره القادمة، وكذا مع الدول المدعوة للانضمام لتحقيق اهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي بينما بيننا”.
وعانت مصر اثناء السنوات القليلة الماضية مـن أزمة اقتصادية تفاقمت بسـبب جائحة فِيرُوسُ كَوَّرُونَا والغزو الروسي لأوكرانيا.
وفقد الجنيه المصرى نصف قيمته تقريبا فى غضون 18 شهرا وارتفع التضخم السنوي الي مستوى قياسي جاء الي 36.5% فى يوليو/ تموز، كَمَا تسببت القروض الكثيرة اثناء السنوات الثماني المنصرمة فى زيادة عبء سداد الديون الخارجية. وأجبرت أزمة شح الدولار مصر على تاجيل مدفوعات وارداتها مـن القمح.
وقال مجلس الوزراء فى بيـان الخميس الماضي: “استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأميركي سيخفف مـن الضغط على النقد الأجنبي فى مصر… علاوة على ان وجود مصر كدولة عضو ببنك التنمية التابع لتكتل البريكس سيمنح فرصا للحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها التنموية”.
وقالت وزارة التموين المصرية فى أبريل/ نيسان إنها تناقش مع الصين والهند وروسيا استخدام عملاتهم فى شراء السلع الأولية لكن لم يتم التوصل الي اتفاق.
وقالت مونيكا مالك مـن بنك أبوظبي التجاري، إن عضوية مجموعه “بريكس” قد تساعد مصر فى نهاية المطاف فى جذب مزيد مـن الاستثمارات.
وأضافت: “انضمام مصر شيء إيجابي بالنسبة لها. صحيح أنه مـن المتوقع ان يكون التأثير محدودا على المدى القريب، لكنه قد يساعد فى تعزيز علاقاتها مع اقتصادات الأسواق الناشئة الرئيسية”.
وقال تشارلز روبرتسون، مـن شركة “إف.اى.إم بارتنرز” إن الحصول على تمويل منخفض التكلفة مـن بنك التنمية الجديـد سيساعد مصر وإن مـن المنطقي التقارب مع الصين التى تعد مصدرا محتملا للاستثمار الأجنبي الضخم المباشر فى الصناعة المصرية.
وأضاف روبرتسون: “مصر لديها احتياجان ملحان وهما الحصول على استثمار أجنبي مباشر وديون أقل كلفة وقد تساهم عضوية بريكس فى تحقيق كليهما”.
ودعت مجموعه “بريكس” الخميس الماضي، أيضا السعوديه وإيران وإثيوبيا والأرجنتين والإمارات للانضمام.
وأضاف روبرتسون: “سواء تعلق الامر بضخ رؤوس الأموال السعوديه والإماراتية، أو استفادة مصر مـن رأس المال هذا، فهذا البنك يعد إضافة مرحبا بها الي الهيكل المالي العالمي”.
وقال جيمس سوانستون مـن كابيتال إيكونوميكس إن توسع “بريكس” لن يكون له على الأرجح آثار اقتصادية كبيرة على المدى القريب، لكن “التحول المحتمل فى الْأَوْضَاعُ الجيوسياسية قد يكون له آثار طويلة الأمد على التجارة والنمو الاقتصادي”.