أخبار فلسطين

لماذا أخفت موسكو كنزاً تاريخياً هائلاً بالقرن الماضي؟


اثناء مدة الحرب العالميه الثانية، مثلت الآثار واللوحات الفنية التاريخية واحده مـن ابرز غنائم الحرب التى لاحقها النازيون حيـث اتجه أدولف هتلر، ومساعدوه، لنهب أكبر عَدَّدَ ممكن منها، بالدول التى احتلوها، أملا فى إنشاء أعظم وأفضل المتاحف الفنية والأثرية بألمانيا.

ومن ضوء هذه الكنوز التاريخية، يذكر التَّارِيخُ الغنائم الفنية والأثرية التى استولى عليها قائد سلاح الجو الألماني، والرجل الثانى بالنظام النازي، هرمان غورينغ (Hermann Göring) معتبرا إياها جزءا مـن ممتلكاته الخاصة.

ومع نهاية الحرب العالميه الثانية وسقوط برلين، لم يتردد السوفيت بدورهم فى الاستيلاء على قسم هام مـن الكنوز والآثار التى عثروا عليها بألمانيا. ومن ضوء القطع التى استولت عليها موسكو، يصنف كنز بريام (Priam) ضوء اهم القطع الأثرية التى نقلت نحو الأراضي السوفيتية واختفت بشكل غامض.

كنز مـن مدينة طروادة الأسطورية

منذ طفولته، أبدى عالم الآثار الألماني هنريش شليمان (Heinrich Schliemann)، المولود عَامٌ 1822، هوسا كبيرا بمدينة طروادة (Troy) التاريخية التى قرأ المزيد عنها مـن اثناء الملحمة الشعرية الإلياذة التى ألفها الشاعر الملحمي الإغريقي هوميروس (Homer)، المعروف أيضا بهومر، الذى عاش ما بين القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد.

وخلال أبحاث قام بها عند هضبة هيسرليك (Hisarlik)، بتركيا حاليا، أواخر أيار/مايو عَامٌ 1873، عثر شليمان على شيء يشبه الجرة وجد بداخلها كميات هامة مـن المجوهرات والقطع المصنوعة مـن الذهب. وانطلاقا مـن كتابات هوميروس، اعلن شليمان عَنْ عثوره على كنز الملك بريام، أحد الملوك بحرب طروادة، مؤكدا فى الان ذاته ان الآثار التى عثر عليها بالمنطقة ليست سوى بقايا مدينة طروادة الأسطورية. الي ذلك، نفى المؤرخون وعلماء الآثار بالعقود التالية ادعاءات شليمان. وعقب جملة مـن الأبحاث التى اعتمدت على طرق علمية حديثة، أعلن الخبراء ان ما عثر عليه شليمان يعود لحضارة سبقت ظهور مدينة طروادة بالمنطقة.

مع عودته لأوروبا، حاول شليمان بيع ما عثر عليه مـن كنوز لمؤسسة الآثار الروسية. ومع فشل المفاوضات، قدّم الأخير عَامٌ 1881 هذه الآثار القيمة كهدية لبرلين مقابل مَبْلَغٌ مالي محترم. وبداية مـن العام 1922، لم تتردد ألمانيا فى عرض ما وصف بكنز بريام بمتحف آثار ما قبل التَّارِيخُ، وقد ظلت هذه الآثار حينها معروضة بهذا المكان قبل ان يتجه أدولف هتلر لنقلها لمكان آمن شيده بالقرب مـن حديقة حيوانات برلين لحمايتها مـن عمليات القصف التى طالت العاصمة الألمانية أواخر الحرب العالميه الثانية.

صورة للرجل الثاني بالنظام النازي هرمان غورينغ

صورة للرجل الثانى بالنظام النازي هرمان غورينغ

اختفاء الكنز لعقود

ومع سقوط برلين عَامٌ 1945، استولى الجيش الأحمر السوفيتي على كنز بريام المزعوم. وبأمر مباشر مـن المختصين السوفيت، نقل هذا الكنز على جناح السرعة نحو القسم الشرقي مـن برلين بسـبب تواجد حديقة الحيوانات والمخبأ السابق للآثار بالقسم الغربي مـن العاصمة الألمانية الذى كان مـن المحدد ان يسلّم للأميركيين والبريطانيين.

يـوم 30 حزيران/يونيو 1945، نقل كنز بريام على جناح السرعة نحو مطار فينوكوفو (Vnoukovo) بموسكو حيـث كان مـن المحدد حينها تحويل هذه القطع الأثرية نحو متحف بوشكين. وبحلول العام 1949، نقل كنز بريام نحو مكان سري بأوامر مـن المسؤولين السوفيت الذين طالبوا بعدم عرضه على عامة الناس.

اثناء الخمسينيات، وافق الاتحاد السوفيتي على إعادة قسم مـن هذا الكنز لألمانيا الشرقية. وفي المقابل، ظلت مئات القطع الاخرى، مـن المجوهرات والقطع الذهبية، محفوظة فى مكان آمن بموسكو تزامنا مع ظهور اخبار عَنْ ضياعها.

وقد ظلت هذه القطع الأثرية مخفية لحين انهيار الاتحاد السوفيتي، فبحلول العام 1994، وافق المسؤولون الروس على عرض ما امتلكوه مـن هذا الكنز الأثري على الزوار وعلماء الآثار بمتحف بوشكين، كَمَا دونوا فوق القطع الأثرية عبارات “كنز طروادة الذى اكتشفه هنريش شليمان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى