الاخبار العربية والعالمية

ليست القسام وحدها.. نقدم لكم ابرز الفصائل المقاوِمة فى فلسطين سام نيوز اخبار

“وإذا كانـت المقاومة رد فعل على جريمة الاحتلال، فهي مـن زاوية أخرى حالة إبداعية مـن الفعل الاستثنائي”.

فرج شلهوب، باحث متخصص فى الامور الفلسطينية

فى يـوم 20 نوفمبر/تشرين الثانى 1935، وقف شيخ أزهري مُعمم بين أحد عشر رجلا مـن رجاله فى وجه مئات الجنود المسلحين، يُحفِّزهم ويدعوهم ليُدافعوا عَنْ تراب فلسطين امام الهجرات اليهودية المتزايدة، التى كانـت تصنع مـن وعد بلفور -بإنشاء وطن قومي لليهود- أمرا واقعا مع مرور الأيام. كان هذا الشيخ هو عز الدين القسام، العالِم السوري الذى درس بالأزهر الشريف فى مصر، قبل تحوُّله الي المقاومة والنضال امام الاحتلال الفرنسي فى موطنه، ثم الانطلاق الي حيفا فى فلسطين، حيـث خرجت مـن مسجده (مسجد الاستقلال) بادرة الكفاح المسلح فى مواجهه المحتلين الصهاينة، الذين كانوا يتوسعون فى مستوطناتهم، وفي مواجهه حُماتهم مـن الإنجليز.

 

سرعان ما بدأ القسام فى تجنيد الشباب والفلاحين الفلسطينيين مـن اجل الكفاح المسلح امام الإنجليز والصهاينة، وهو ما كان يتطلَّب -حسب رأيه- صبرا ووقتا حتـى تتمكّن حركته مـن مجابهة الانتداب البريطاني ورعاياه الصهاينة. ولكن الهجرات اليهودية المتعاقبة والمتزايدة لم تترك له هذا الخيار؛ فأعلن قتاله للطرفين يـوم 12 نوفمبر/تشرين الثانى 1935، ثم أتى اليـوم الموعود فى معركة “يَعْبَد” بعد 8 أيام، وسقط الشيخ شهيدا برصاصة فى رأسه (1).

منذ تلك اللحظة، تحوَّل القسام الي رمز للمقاومة الفلسطينية، وغرس استشهاده بذور الكفاح المسلح بين البحر والنهر. وقد أتت الثمرة الأولى مع الثورة الفلسطينية الكبرى التى استمرت بين عامي 1936-1939 (2)، وما إن خفتت شعلة المقاومة الفلسطينية بعد انتهاء الثورة حتـى أشعلتها معارك النكبة مرة أخرى، فانضم المقاتلون الفلسطينيون الي جيش الإنقاذ العربي بعد ما راكموه مـن خبرة بالعمل المسلح، وإن كانـت خبرة قليلة لا يمكن مقارنتها بخبرة العصابات الصهيونية، التى ســاهم عَدَّدَ كثير مـن مقاتليها فى الحرب العالميه الثانية (1939-1945).

 

ولهذا رأى الدكتور “عدنان أبو عامر”، الأستاذ المتخصص فى تاريخ القضية الفلسطينية فى جامعة الأمة بغزة، ان المقاومة الفلسطينية خاضت منذ اللحظة الأولى صراعا مريرا مع أعتى القوى العسكرية المحتلة، فكانت حينها أشبه “بمهمة انتحارية” لا بد منها، خاصة بعد الخسارة العربية عَامٌ 1967، وسقوط الرهان نهائيا على دور الجيوش العربية، ومن ثم ازدياد القناعة الفلسطينية بضرورة تبني خيار المقاومة ودفاع الفلسطينيين عَنْ قضيتهم بأنفسهم (3). ولذا أخذت المقاومة تظهر فى بعض الممارسات المدنية عبر رفض الإجراءات القانونية والاقتصادية والسياسية للاحتلال، ومقاطعة سلطاته، وعدم الاستجابة لمطالبه، حتـى تطور هذا كله الي العمل المسلح الذى بدأ بسيطا، وأخذ فى التنامي رويدا رويدا فى قلب حاضنة شعبية داعمة له (4).

 

يُقسِّم الباحث والصحفي المتخصص فى الشأن الفلسطيني “فرج شلهوب” مراحل تطور المقاومة الفلسطينية الي ثلاث مراحل رئيسية، تتخللها محطات مفصلية فارقة. أولها مرحلة البدايات الممتدة بين عامي 1933-1965، وفيها ثلاث محطات: الثورة الفلسطينية الكبرى، والمشاركة فى حرب 1948 التى تضاءل فيها عمل المقاومة نسبيا مع دخول جيش الإنقاذ العربي، ثم العمليات الفدائية الفردية بعد النكبة، التى أخذت طابع التسلل فى الأراضي الواقعة تحت الاحتلال، بينما شديدة البدائية على مستوى الأسلحة والأدوات (5).

 

ثم أتت المرحله الثانية مـن عَامٌ 1965 وحتى الانتفاضة الأولى عَامٌ 1987، وهي مرحلة شهدت تأسيس حركة فتح وفصائلها المقاومة، وسيطرتها على منظمة التحرير الفلسطينية، وبدء تنفيذ العمليات النوعية امام الاحتلال على الأرض. لكن بقاء الحركة فى فلسطين -وتحديدا الضفة- بات مـن المستحيلات بسـبب التعقُّب الدائم والاعتقالات المتتالية مـن قِبَل الاحتلال، فعمدت الحركة الي إستراتيجية المقاومة عبر الحدود، عَنْ طريق التمركز فى مقار خارجية تبدأ مـن خلالها العمليات القتالية الي الأراضي المحتلة. ولذا بدأ التمركز فى الأردن، الذى استمرت فيه المقاومة بين عامي 1969-1971، قبل ان تخرج الي لبنان وتحافظ على بقائها هناك حتـى عَامٌ 1982، اثناء اضطرها الاجتياح الصهيوني الي الخروج نحو تونس والبقاء بها حتـى عَامٌ 1993، الذى وقَّعت فيه منظمة التحرير اتفاقية أوسلو مع حكومة الاحتلال وعادت الي رام الله بهدف ادارة الصراع بالوسائل السِّيَاسِيَّةُ لا الكفاح المسلح (6).

FILE PHOTO FEBRUARY 29, 1988 - An Israeli soldier takes aim as a Palestinian woman hurls a rock at him from close range during a demonstration in which one Palestinian youth was shot dead several months after the outbreak of the
جندي إسرائيلي يوجه بندقيته نحو نساء فلسطينيات اثناء الانتفاضة الأولى فى 29 فبراير 1988. (رويترز)

فى المرحله الثالثة، منذ الانتفاضة الأولى عَامٌ 1987 وحتى وقتنا الحالي، أخذت المقاومة الفلسطينية تتعرف على فصائل أخرى مع انتقال ثقل المقاومة الي الداخل مرة اخري، لكن هذه المرة فى قطاع غزة. ففي تلك الأثناء تأسست حركة حماس على يد الشيخ احمد ياسين، مصحوبة بذراعها العسكري “المجاهدون الفلسطينيون” الذى تحدث اسمه لاحقا الي “كتائب القسام”، وهو العام نفسه الذى اطلقت فيه حركة الجهاد الإسلامي هى الاخرى ذراعها العسكري الذى عُرِف بـ”سرايا القدس”. وقد تلاحق ظهور الفصائل الفلسطينية المُقاوِمة فى القطاع مع تنامي حضورها تدريجيا فى الضفة، وتحوَّلت مقاومة الحجارة والنِّبال التى لا يتعدى مداها بضعة أمتار وأدت الي إصابات فردية طفيفة، الي مقاومة أخرى تعتمد على صواريخ يصل مداها الي 250 كيلومترا، وتستطيع قصف ميناء جوي، مثل صاروخ عياش 250 الذى أطلقته كتائب القسام على مطار رامون عَامٌ 2021 (7).

 

نهدف فى هذا المقال الي التعريف بفصائل المقاومة الرئيسية فى فلسطين، وهي تشترك جميعا فى “غرفه العمليات المشتركة” فى غزة التى تضم 12 فصيلا مقاوما، يَقُضُّون مضاجع الاحتلال، ويحتاج التعريف بهم الي شيء مـن التفصيل (8).

 

كتائب عز الدين القسام

Members of Qassam Brigades choir attend a rally marking the 35th anniversary of the movement's founding, in Gaza City December 14, 2022. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa (رويترز)
مسيرة لقوات كتائب عز الدين القسام. (رويترز)

إنها الابن الأكبر لغرفة الفصائل المشتركة، والفصيل الأقوى حاليا بين فصائل المقاومة، ويمكن اعتبارها جيشا نظاميا صغيرا بما تمتلكه مـن إمكانات عسكرية تفوق مختلف الفصائل الاخرى، وأُعلِن تأسيسها رسميا فى عَامٌ 1987 مع اندلاع الانتفاضة الأولى، وقد بدأت الكتائب على يد القيادي الحمساوي “صلاح شحادة” تحت اسم “المجاهدون الفلسطينيون”، قبل ان تحمل اسم “عز الدين القسام” فى نهايات الانتفاضة الأولى عَامٌ 1992 (9).

 

تتبنى القسام التوجه الإسلامي، وتعتبر “الجهاد والمقاومة الوسيلة الأنجع لاسترداد الحقوق وتحرير الأرض، ومن أهدافها تحرير كل فلسطين مـن الاحتلال الإسرائيلي” (10). وفي سبيل ذلك خاضت مرحلة طويلة مـن الإعداد والتجارب الميدانية القتالية بمختلف أشكال المقاومة الممكنة، الفردية منها والجماعية، والهجومية والاستشهادية، والكثير مما لا يتسع المجال لذكره. لكن عمليتها الأضخم والأبرز كانـت عملية “طوفان الأقصى” بقيادة قائدها الحالي “محمد الضيف”، وهو هجـوم “رأس الحربة” لا تزال أصداؤه وتبعاته جارية الي اليـوم، وهو هجـوم “رأس الحربة” أدهش الاحتلال -قبل غيره- بالقدرات العسكرية والاستخباراتية للمقاومة، وخاصة القسام.

طرح هذا الهجوم العديد مـن الأسئلة التى تحير العالم حول القدرات الحقيقية لهذه الكتائب المُحاصرة منذ نحو عقدين، لكنها مع ذلك لا تتوقف عَنْ التزوُّد بالأسلحة وتصنيعها محليا حتـى بلغت تطورا نوعيا كبيرا مقارنة بما بدأت به قبل أكثر مـن ثلاثين عاما، إذ حافظت القسام منذ نشأتها على التطور الدائم مـن حيـث العمليات أو صناعة الأسلحة. فمن مسدس “غولدستار”، مرورا بالأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية، أخذت القسام تُطوِّر مـن ترسانتها العسكرية حتـى وصلت الي القذائف المضادة للمدرعات مثل الياسين 105، ومدافع الهاون ذات الأعيرة المتنوعة، الي جانب الصواريخ متعددة المدى التى بدأت بقسام 1 وانتهت بعياش 250، وحتى الطائرات المسيرة مثل طائرة الزواري، وكل ذلك بصناعة محلية عجز الاحتلال عَنْ فك شفرتها (11).

 

اما عَنْ التكوين الهيكلي للقسام فليس ثمة معلومات دقيقة حول القوام العددي للقوات، لكن المتحدث باسمها “أبو عبيدة” اعلن فى حوار مع الجزيرة نت فى ديسمبر/كانون الاول 2012 إن عَدَّدَ جنود القسام يناهز العشرين ألفا، وإنها تعتمد على أكبر مـن هذا العدد، وأوضح أنه ليس مـن سياسة الكتائب الإعلان عَنْ التفاصيل التى ترتبط بهيكلها وقيادتها وعدد أفرادها (12). وبخلاف المشهور، فإن كتائب القسام لا تتمركز فى غزة فحسب، إذ إن كتيبة “العياش” الواقعة بالضفة الغربية، وتحديدا فى مدينة جنين، أعلنت سابقا انتماءها الي كتائب القسام، بالإضافة الي كتيبة مخيم عقدة جبر الواقعة فى أريحا (13).

 

سرايا القدس

عناصر من سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (مواقع التواصل الإجتماعي)
عناصر مـن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. (مواقع التواصل)

وتُعَدُّ ثاني اشهر الفصائل المقاومة فى غزة بعد كتائب القسام، وقد مرت هى الاخرى بمراحل التطور ذاتها، فبدأت فى بداية الثمانينيات بعمليات طعن فدائية عَنْ طريق أفرادها، قبل ان تصل الي تشكيلات عسكرية برئاسة المؤسس “فتحي الشقاقي” وتتخذ شكلها القتالي عَامٌ 1987 (14). ومع اندلاع الانتفاضة الثانية ظهرت سرايا القدس بعمليات عسكرية دَاخِلٌ الخط الأخضر تمثلت فى الاعلان صاروخي مـن قطاع غزة نحو تل أبيب (15)، وهي ذات شعبية كبيرة بين الجمهور الفلسطيني، وتمتلك أذرعا مسلحة فى الضفة شأنها شأن القسام لكن بكثافة أعلى، مثل كتيبة جنين النشطة فى مخيم جنين، وكتيبة طولكرم المتمركزة فى مخيم نور شمس، وأخيرا كتيبة عقدة جبر فى أريحا (16).

 

تمتلك سرايا القدس التوجه الأيديولوجي الإسلامي أيضا، بما يحمله مـن هـدف واحد ومباشر متمثل فى تحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية مـن الاحتلال. وشأنها شأن القسام، تعددت عملياتها العسكرية كَمَا تعددت الاعتقالات والاغتيالات فى صفوفها مـن قِبَل الاحتلال. اما عَنْ القوة العسكرية، فهي تأتي فى المرتبة الثانية مـن بين الفصائل الاثنتي عشرة بامتلاكها آلاف الصواريخ القادرة على استهداف العمق الإسرائيلي، وفق ما صرَّح به “أبو ابراهيم” الذى يُعَدُّ أحد ابرز قادتها. وقد استهدفت سابقا “المفاعل النووي الإسرائيلي “ستوراك” جنوبي تل أبيب بصاروخ بعيد المدى مـن نوع “براق 70″، وهي شريك رَسْمِيٌّ فى “طوفان الأقصى” رفقة القسام (17).

 

كتائب شهداء الأقصى

كتائب شهداء الأقصى (AFP)
عناصر مـن كتائب شهداء الأقصى يتقدمون مسيرة تحمل أحد الشهداء. (الفرنسية)

وهي الجناح العسكري المسلح السابق لحركة فتح، قبل ان تتنصَّل منها الحركة وتعلن انفصالها عنها عَامٌ 2007، تزامنا مع إعلان الرئيس محمود عباس مرسوما بحظر “جميع المليشيات المسلحة والتشكيلات العسكرية أو شبه العسكرية غير النظامية اىًّا كانـت تابعيتها”، والاقتصار على ما سمّاه المقاومة الشعبية، ومن ثمَّ صارت “شهداء الأقصى” فصيلا مستقلا (18). وتتميز الكتائب بظاهرة عسكرية مختلفة بين الفصائل الفلسطينية، وهي اللا مركزية الدائمة، “فلا تخضع خلاياها وهياكلها التنظيمية لمرجعية أو قيادة تنظيمية واحده، وإنما تتألف مـن مجموعـات ينشط كلٌّ منها فى نطاقه الجغرافي، ويحتكم الي توجيه محلي”. وهي تعتـبر نفسها حركة تحرر وطني ذات توجه يساري علماني، وهي إن خرجت مـن رحم حركة فتح سياسيا، فإنها لا تزال “نتاج مناضلي فتح حاضني لواء فكرها الأصيل”، لكنها لم تتنازل عَنْ الكفاح المسلح لأجل التحرير (19).

 

تنشط الحركة فى كلٍّ مـن القطاع والضفة، وتتبنى سياسات متناقضة مع حركة فتح، لكن نضالها لا يتمتع بالكثافة السابقة نظرا لافتقارها الحاضنة السِّيَاسِيَّةُ والتمويل المادي على غرار بقية الفصائل الاخرى (20). وإلى جانب نشاطها فى غزة فإنها لا تزال نشطة فى عدة بقاع بالضفة مثل جنين وطولكرم. وقد انشق عَنْ الكتائب عَدَّدَ مـن الألوية التى انضمت أيضا الي غرفه العمليات المشتركة لكن على هيئة حركات مستقلة، مثل جيش العاصفة، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وجماعات الشهيد أيمن جودة، ولواء نضال العامودي.

 

ألوية الناصر صلاح الدين

National Resistance Brigades
ألوية الناصر صلاح الدين. (شترستوك)

وهي الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التى تأسست بالتزامن مع الانتفاضة الثانية عَامٌ 2000، وتتبنى الحركة هى الاخرى التوجه الإسلامي، وتتشابه مواقفها مع مواقف الفصائل الاخرى مـن رفض اتفاقية أوسلو، التى كرست الاحتلال وساهمت فى تنامي المستوطنات مـن وجهة نظرها، ولهذا فهي تدعو دائما للكفاح المسلح. ولعل تدميرها للدبابة الميركافا فى عَدَّدَ مـن المرات، وإرباكها لقوات الاحتلال، هو ما أكسبها شهرة بين فصائل المقاومة. وقد وسَّعت الحركة مجال عملياتها حتـى نفّذت العديد مـن الاقتحامات العسكرية لمجموعة مستوطنات بالضفة، ومن اشهر عملياتها العملية الاستشهادية التى استهدفت حافلة الأمن الإسرائيلي فى معبر رفح، وعملية “البرق الصاعق” التى أسفرت عَنْ مقتل خمسة مستوطنين وجندي، وإصابة مستوطن وستة جنود آخرين (21).

 

كتائب المقاومة الوطنيه الفلسطينية

Military parade of National Resistance Brigades in Gaza- - GAZA CITY, GAZA - JUNE 08: Masked fighters of the National Resistance Brigades, the military wing of the Democratic Front for the Liberation of Palestine (DFLP) parade in Gaza City, Gaza on June 08, 2021.
كتائب المقاومة الوطنيه الفلسطينية. (الأناضول)

وهي الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقد تشكَّلت مثل العديد مع اندلاع الانتفاضة الثانية عَامٌ 2000، وتتبنى وجودا عسكريا مسلحا فى كلٍّ مـن غزة والضفة والقدس ساعدها فى تنفيذ عمليات اقتحام متكررة للمستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية فى الضفة وغزة، وهي حركة تحرر وطني شيوعية التوجه، ولها مشاركة فى “طوفان الأقصى” الأخير (22) (23).

 

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى

GAZA, GAZA STRIP - FEBRUARY 04: Masked gunmen attend a press conference while Abu Thaer (not pictured) a Palestinian spokesman of the Al-Aqsa Brigades the military wing of the Palestinian president Mahmoud Abbas movement Fatah, speaks to the media in Gaza City on February 4, 2008 to claim joint responsibility with Abu Ali Mustafa Brigades, a military wing of the Popular Front for the Liberation of Palestine (PFLP), for the suicide bombing at a shopping centre in the Israeli desert town of Dimona. A Palestinian suicide bomber blew himself up and police shot dead his accomplice in an attack in a shopping centre in southern Israel on Monday that killed at least one Israeli, emergency services said. (Photo by Abid Katib/Getty Images)
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى. (غيتي)

وهي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويعود تأسيسها أيضا لعام 2000 تحت اسم قوات المقاومة الشعبية، قبل ان يتغير اسمها فى العام القادم تيمُّنا بقائد الجبهة “مصطفى علي العلي الزبري”، الذى اغتالته قوات الاحتلال اثناء الانتفاضة الثانية. وتتبنى الحركة الاتجاه اليساري الماركسي، وتنشط عملياتها فى كلٍّ مـن غزة والضفة، ولها هى الاخرى مشاركة معلومة فى عملية “طوفان الأقصى” (24).

 

كتائب الشهيد جهاد جبريل

وهي الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، ولها العديد مـن المساهمات القتالية البارزة، أشهرها ما كان منها فى صد العدوان على القطاع فى حرب عَامٌ 2014 (25).

 

كتائب الأنصار

وهي تابعة لحركة الأحرار الفلسطينية التى تأسست عَامٌ 2007 فى قطاع غزة تحت رئاسة “خالد أبو هلال”، القيادي السابق بحركة فتح، الذى أسس الحركة على خلفية إعلان العديد مـن قادة حركة فتح الانفصال عنها (26).

 

كتائب المجاهدين

وهي الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينيين المنشقة عَنْ حركة فتح، وتُمثل قواتها لواء سابقا بكتائب شهداء الأقصى، وهو لواء الشهيد جهاد العمارين. وقد تأسست الكتائب على يد “عمر أبو شريعة” عَامٌ 2006 بقوام ألفيْ مقاتل تقريبا، قبل ان يزداد عَدَّدَ مقاتليها بعد ذلك (27).

 

وإلى جانب فصائل غرفه العمليات المشتركة تنشط العديد مـن الفصائل المقاومة الاخرى، لكن أبرزها هى جماعة “عرين الأسود” التى تنشط فى الضفة وتتخذ مـن البلدة القديمة بنابلس مقرا لها، إذ إنها تمتلك قوة غامضة بعض الشيء، فلا يمكن تحديد تاريخ انطلاقها أو مَن يدعمها دعما حاسما، كَمَا أنها مستقلة عَنْ الفصائل المعروفة كلها، ومع ذلك يمتلك أفرادها قدرة كبيرة على الاشتباك المباشر مع جنود الاحتلال (28). وتُقدِّم هذه الفصائل كلها لوحة مـن العمل المقاوم الذى لا يفتر ولا ينتهي فى مكان حتـى تلوح راياته فى مكان آخر، فليست القسام وحدها هى ما يوجِع جيش الاحتلال وسلطاته، وإن كانـت القوة الأكبر، وإنما عشرات الفصائل والجماعات والكتائب وحتى الأفراد على مدار تاريخ الكيان المحتل.

—————————————————————————

المصادر

  1. عز الدين القسام.. قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها | بورتريه | الجزيرة الوثائقية
  2.  الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية | عز الدين القسام
  3. عدنان أبو عامر، تطور المقاومة الفلسطينية الشعبية والمسلحة بين عامي 1967-1987.
  4. ماهر الشريف، حزيران 1967 وتطور حركة المقاومة الفلسطينية.
  5. فرج شلهوب، المقاومة الفلسطينية.. مراحل التطور وآفاق المستقبل.
  6. محطات تاريخية ما بين العامين 1968-1987 | مركز البيانات الوطني الفلسطيني
  7. القسام: “عياش 250” صاروخ جديد يدخل الخدمة نصرة للأقصى
  8. غرفه العمليات المشتركة.. “قيادة أركان المقاومة” فى غزة | اخبار سياسة | الجزيرة نت
  9. كتائب عز الدين القسام.. الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) | الموسوعة | الجزيرة نت
  10. المصدر نفسه
  11. المصدر نفسه
  12. المصدر نفسه
  13. نقدم لكم مراحل تطور سلاح كتائب القسام | اخبار | الجزيرة نت
  14. نقدم لكم خريطة فصائل قوى المقاومة فى الضفة الغربية
  15. سرايا القدس | الموسوعة | الجزيرة نت
  16. ماذا تعرفون عَنْ حركة الجهاد الإسلامي؟
  17. نقدم لكم خريطة فصائل قوى المقاومة فى الضفة الغربية
  18. سرايا القدس | الموسوعة | الجزيرة نت
  19. مع اختلاف إستراتيجيتهما بخصوص المقاومة المسلحة.. ما حدود العلاقة بين كتائب شهداء الأقصى و”فتح”؟
  20. كتائب شهداء الأقصى | الموسوعة | الجزيرة نت
  21. المصدر نفسه.
  22. ألوية الناصر صلاح الدين | الموسوعة | الجزيرة نت
  23. الي جانب كتائب القسام، ما هى ابرز الحركات المسلحة فى غزة؟ – بي بي سي عربي
  24. نقدم لكم فصائل المقاومة الفلسطينية – موقع الخنادق
  25. المصدر نفسه.
  26. مـن نحن – حركة الأحرار الفلسطينية
  27. الي جانب كتائب القسام، ما هى ابرز الحركات المسلحة فى غزة؟ – بي بي سي عربي
  28. نقدم لكم خريطة فصائل قوى المقاومة فى الضفة الغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى