تكنولوجيا

ما السلبيات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي للتشخيص الطبي؟ سام تكنولوجيا_

يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا كثيرًا فى تحسين مجال الرعاية الصحية؛ إذ يُحسّن دقة التشخيص، ويقلل أعباء العمل، ويُسرّع إنجاز العديد مـن المهام، وغير ذلك. ومع كل هذه الفوائد، هناك تردد فى تبني الذكاء الاصطناعي فى مجال التشخيص الطبي بنحو حصري. 

وينبع هذا التردد بنحو أساسي مـن عدم ثقة المتخصصين فى الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي لاداء مهام التشخيص المعقدة؛ لأن هذه التقنية تفتقر غالبًا الي الشفافية؛ مما يجعل مـن الصعب على الأطباء الوثوق بها تمامًا، خاصةً عندما يكون للأخطاء آثار صحية خطرة.

فى هذا المقال سنوضح السلبيات المتعلقة باستخدام أدوات التشخيص القائمة على الذكاء الاصطناعي، ولماذا لا يثق الأطباء بهذه الأدوات، وكيف يمكن تعزيز الثقة بين الأطباء وهذه الأدوات:

أولًا: لماذا لا يثق الأطباء بالتشخيص الناتج عَنْ الذكاء الاصطناعي؟

تهدف التطورات الحديثة فى مجال التشخيص الطبي القائمة على الذكاء الاصطناعي الي أتمتة عملية التشخيص بأكملها مـن البداية الي النهايه، وتولّي دور الخبير الطبي. 

إذ يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي المصمم خصوصًا لتشخيص الأمراض إنشاء اخبار طبية بعد تحليل صور الأشعة السينية الخاصة بالمريض، أو صور الرنين المغناطيسي، وتؤدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي مجموعه مـن المهام، مثل: مراقبة المؤشرات الحيوية وشدتها، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات المكتشفة، وإنتاج اخبار تصف الحالة الصحية للمريض.

ومع ان هذا النهج يمكن ان يُسهّل عمليات التشخيص، ويقلل الوقت والجهد، وقد يزيد دقة التشخيص مـن اثناء القضاء على التحيزات والأخطاء البشرية، فإنه يأتي أيضًا مع عيوب كبيرة وسلبيات تؤثر فى قبوله وتنفيذه فى مجال الرعاية الصحية.

ثانيًا: ما سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي للتشخيص الطبي؟

يرتبط استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي المخصصة لتشخيص الأمراض ببعض السلبيات والمخاوف بالنسبة للأطباء والقطاع الصحى بنحو عَامٌ، ومن هذه السلبيات ما يلي:

القلق بشأن الأمن الوظيفي:

نظرًا الي ان أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر قدرة على أداء المهام التى يتعامل معها الخبراء الطبيون تقليديًا، فهناك خوف مـن ان هذه التقنيات قد تحل محل الأطباء. ويمكن ان يؤدي هذا الخوف الي رفض تبني حلول الذكاء الاصطناعي، إذ يشعر الأطباء بالقلق بشأن أمنهم الوظيفي واحتمال خفض قيمة خبراتهم.

الافتقار الي الشفافية: 

تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وخاصة تلك المعقدة المستخدمة فى التشخيص الطبي بطريقة مبهمة وخالية مـن الشفافية. وهذا يعني ان النتائج النهائيه التى تخرجها هذه الأنظمة لا يمكن للبشر فهمها أو تفسيرها بسهولة؛ إذ يجد الأطباء صعوبة فى الوثوق بأنظمة الذكاء الاصطناعي عندما لا يتمكنون مـن رؤية أو فهم كيفية إجراء التشخيص خطوة بخطوة. ويمكن ان يؤدي هذا الافتقار الي الشفافية الي الشك والتردد فى الاعتماد على هذه الأنظمة فى القرارات الصحية الحاسمة، حيـث يمكن لأي خطأ طبي ان يؤثر بنحو خطير فى صحة المريض.

الحاجة الي إشراف كثير لإدارة المخاطر: 

يتطلب استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي فى التشخيص الطبي إشرافًا كثيرًا للتخفيف مـن المخاطر المرتبطة بحالات التشخيص غير الصحيحة؛ لأن هذه الأنظمة يمكن ان ترتكب مخالفات بسـبب مشكلات مثل: بيانات التدريب غير الدقيقه أو الأعطال الفنية.

يمكن ان تؤدي هذه الأخطاء الي نتائـج غير صحيحة، وهذا قد يؤدي الي اعتماد علاجات غير مناسبة. لذلك، فإن الرقابة البشرية ضرورية لمراجعة التشخيص الناتج عَنْ هذه الأنظمة لضمان الدقة؛ مما يزيد عبء العمل بدلًا مـن تقليله.

ثالثًا: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التفاعلي زيادة ثقة الأطباء بالتشخيص الناتج عَنْ أنظمة الذكاء الاصطناعي؟

يشير الذكاء الاصطناعي التفاعلي الي نظام الذكاء الاصطناعي الذى يسمح للأطباء بالتعامل معه مـن اثناء طرح استفسارات محددة أو أداء مهام معينة لدعم صنع القرار. على عكس أنظمة الذكاء الاصطناعي الشاملة التى تعمل على أتمتة عملية التشخيص بأكملها وتتولى دور الخبير الطبي، يعمل الذكاء الاصطناعي التفاعلي أداة مساعدة فقط؛ إذ يساعد الأطباء فى أداء مهامهم بنحو أكثر كفاءة دون أخذ دورهم بالكامل.

على سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي التفاعلي ان يساعد أطباء الأشعة مـن اثناء تحديد المجالات التى تتطلب فحصًا دقيقًا، مثل: الأنسجة غير الطبيعية. ويمكنه أيضًا تقييم شدة المؤشرات الحيوية المكتشفة، وتوفير بيانات مفصلة واقتراحات للمساعدة فى تقييم خطورة الحالة. 

بالإضافة الي ذلك، يمكن لأخصائيي الأشعة ان يطلبوا مـن الذكاء الاصطناعي مقارنة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الحالية بالفحوصات السابقة لتتبع تطور الحالة.

وهذا يعني ان أنظمة الذكاء الاصطناعي التفاعلية تُمكّن المتخصصين فى الرعاية الصحية مـن استخدام القدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على التحكم فى عملية التشخيص. ويمكن للأطباء مناقشة هذه الأنظمة التفاعلية للحصول على معلومات محددة أو طلب تفسيرات أو توصيات؛ مما يسمح لهم باتخاذ قرارات مستنيرة بمساعدة الذكاء الاصطناعي. 

بالإضافة الي ذلك، يتمتع الذكاء الاصطناعي التفاعلي بالقدرة على حل مشكلة عدم ثقة الأطباء بأنظمة الذكاء الاصطناعي المخصصة للتشخيص الطبي بالطرق التالية:

التخفيف مـن الخوف مـن خسارة الوظيفة: 

يعالج الذكاء الاصطناعي التفاعلي القلق الناتج عَنْ فكرة استبدال الأطباء بأدوات الذكاء الاصطناعي؛ لانه يعزز قدرات الأطباء دون تولي أدوارهم.

تعزيز شفافية عملية التشخيص: 

أنظمة الذكاء الاصطناعي التفاعلية أكثر شفافية وسهولة فى الاستخدام مقارنة بأنظمة التشخيص الشاملة؛ إذ تؤدي هذه الأنظمة التفاعلية مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة ويمكن للأطباء التعامل معها بسهولة. كَمَا يمكن لهذه الأنظمة التفاعلية تقديم تفسيرات للاستنتاجات التى قدمتها، وذلك مـن اثناء تمكين الأطباء مـن طرح أسئلة محددة والحصول على شروح مفصلة للمعلومات والتوصيات المُقدمة.

وهذه الشفافية تعزز الثقة بين الأطباء وأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيـث يمكن للأطباء فهم كيف توصل الذكاء الاصطناعي الي استنتاجاته.

تعزيز الرقابة البشرية فى التشخيص: 

نظرًا الي ان الذكاء الاصطناعي التفاعلي يعمل أداة مساعدة يظل الأطباء جزءًا أساسيًا مـن عملية التشخيص. ويضمن هذا النهج التعاوني ان يُراجع الأطباء اى معلومات ناتجة عَنْ الذكاء الاصطناعي والتحقق مـن صحتها بعناية؛ مما يخفف مـن المخاطر المرتبطة بحالات التشخيص غير الصحيحة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى