محمد بهجت: الكاتب جمال عبد المقصود كان عاشقًا للمسرح وهذا سبب قلة أعماله

اعلن الناقد محمد بهجت اثناء المائدة المستديرة التى أقامها مهرجان المسرح المصرى عَنْ الكتاب الراحلين: سأتحدث اليـوم عَنْ الكاتب الكبير جمال عبد المقصود، فجمال كانـت مسرحياته تدرس فى جامعات أمريكا، بينما اننا فى مصر لم نكن نعرفه جيدا ولم  يكن هناك اى دراسة أو مقال عنه، إلا بعض الشطرات اللي كتبتها فى جريدة الاهرام نتيجه علاقتي الاسرية به.

 

وأضاف: فجمال عبد المقصود  كان صديقا مقربا مـن عبد المنعم مدبولي ، وعمل معاه مسرحيتين وهم “مع خالص تحياتى ” “ويامالك قلبي بالمعروف” ، جمال عبدالمقصود كان عازف عَنْ الاعلام والشهرة وكان له مجموعه قريبة مـن الاصدقاء مـن ضمنهم ايضا الدكتور هاني مطاوع ومجدي مجاهد ، وهاني مطاوع كان المنطقة الوسطي التى قربتني منه ووجدته على مستوي الانساني شخصية ساحرة ، ولا استطيع ان أنسي  دور زوجته مع والدتي فى مدة مرضها. 

 

 

وتابع بهجت: قدم عملين مـن اهم اعمال المسرح المصرى فى 80 ،  وهي “الرجل الذى أكل الوزة” و”عالم كورة كورة”، هذا النص الذى يعتبر أول تناول لفكرة التعصب الرياضي ونحن لم نكن علي وعي بذلك الا بعد مرور 25 عَامٌ، عندما ظهر التراس الاهلي والزمالك ، وأريد ان أشير لنقطة عملية وهي لماذا  كان جمال عبد المقصود مقل فى أعماله، فهو كان كاتباً عاشقاً فعشق المسرح بالنسبة له كان اهم مـن ترك عشرات الاعمال المقتبسة، وكان الأهم لديه ان أفكاره جديدة وبراقة غير مأخوذة مـن نصوص أخري، وفي نص “الرجل الذى أكل الوزة” والذي كان يحكي  ببساطة عَنْ شخص حلم انه أكل  وزة ، وتحول الموضوع لقضية رأي عَامٌ ، وهذا النص  يتحدث  عَنْ فكرة القهر والفقر.

 

محمد بهجت

كَمَا ذكر اثناء الندوة: أنا أري ان هذه المسرحية مـن ابرز المسرحيات السِّيَاسِيَّةُ التى تتحدث عَنْ قضية هامة تمس الفكرة نفسها لذا هذا العرض يصلح لكل زمان ومكان ، وكان اخر نص لجمال عبد المقصود فى المسرح الكوميدي ومات قبل ان ينتج ، فى النهايه بشكر ادارة المهرجان انها أتيحت لي الفرصة  ان  أتحدث عَنْ استاذ لي ، والتوصية التى أقدمها هى أننا يجب ألا  نهتم بما يجري وراءه الاعلام بل بمن يترك قيمة حقيقية . 

 

يذكر ان المهرجان القومي للمسرح يعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصرى على مدار عَامٌ كامل، إذ تتاح المشاركة فى المهرجان للعروض المنتجة مـن مسرح الدولة والقطاع الخاص والشركات، والمجتمع المدني وفرق الهواه والمسرح الجامعي والنقابات الفنية، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التى يعتمدها المهرجان، ويهدف المهرجان الي تشجيع المبدعين مـن فناني المسرح على التنافس، وكذلك تطوير العروض مـن اجل المشاركة فى صناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصرى.