اقتصاد

مخاوف الركود لا تزال فى الأفق.. وخبراء يحذرون إذا واصل الفيدرالي سياسته


تواصل الأسواق مراقبة ركود الاقتصاد الأميركي عَنْ كسب بعد حوالى عَامٌ ونصف مـن المخاوف والتوقعات بدخول “وول ستريت” فى انكماش.

وتستشهد الأسواق بالزيادات العشر فى أسعار الفائدة جاء الى بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ مارس/آذار 2022 والتأثير المتأخر المتوقع لها على الاقتصاد. وتشمل العوامل الاخرى هبوط ثقة الشركات الصغيرة، وانكماش قطاع التصنيع والمؤشرات الرائدة التى تتوافق جميعها مع فترات الركود، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

كَمَا ينظر الي قوة سوق العمل على أنها نقطه ضعف للاقتصاد، حيـث يعتقد العديد مـن الاقتصاديين على أنها لا تستطيع الاستمرار فى هذا الاتجاه.

يأتي ذلك، بعدما شهد نمو الوظائف تقدماً كبيراً اثناء النصف الاول مـن العام، حيـث اضاف الاقتصاد الأميركي 1.57 مليون عامل فى الوظائف غير الزراعية حتـى شهر مايو/أيار وما زال معدل البطالة عند 3.7% فقط. كَمَا لا يزال هناك 5 ملايين وظيفة أكثر مـن العمال المتاحين حتـى أبريل/نيسان، مما يشير الي ركود كثير فى سوق العمل، على الرغم مـن ان العديد مـن الاقتصاديين يعتقدون ان الديناميكية جاهزة للتغيير، وفقاً لشبكة “CNBC”.

ومع ذلك، لا يبدو ان مَسْؤُولِي الاحتياطي الفيدرالي لديهم اى شهية لسياسة نقدية أسهل. وفي الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المجانية لتحديد الأسعار، أشار كل عضو فى آفاقه الاقتصاديه الي ان السعر القياسي للبنك المركزي سيبقى عند مستوياته الحالية، حيـث يترقب معظمهم ارتفاعا بمقدار ربعي نقطه مئوية قبل نهاية السنة.

وقال رئيس قسم البيانات العالمي فى بنك “HSBC” كزافييه باراتون: “السيناريو الرئيس لدينا هو حدوث ركود فى اقتصادات دول الغرب، وتوقعات صعبة ومتقلبة للأسواق”.

وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بشكل غير متوقع بوتيرة سنوية بنسبة 2% فى الربع الاول، وفقًا لبيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي فى أتلانتا. كَمَا ومن المنتظر تَسْجِيلٌ زيادة بـ 2.2% أخرى فى الربع الثانى. مـن جانبها، ارتفعت سوق الأسهم بدعم مـن أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

كان مصدر القلق الكبير هذا العام هو مدى ارتباط صعود مؤشر S&P 500 بعدد قليل مـن أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، لا سيما تلك التى تستفيد مـن طفرة الذكاء الاصطناعي. حتـى الان هذا العام، ارتفعت أسهم أكبر 15 شركة فى S&P 500 بنسبة 34%، بينما كان الأداء المتوسطي للشركات بنسبة 1% فقط، وفقًا لـ “غولدمان ساكس”.

وأدت 7 حملات مـن آخر 9 عمليات رفـع لمعدلات الفائدة جاء الى الاحتياطي الفيدرالي الي ركود، وفقًا لما ذكره رئيس معهد “ويلز فارغو” للاستثمار، داريل كرونك، وفق وكالة “أسوشييتد بريس”. ولا يزال يترقب حدوث تراجع فى النصف الثانى مـن عَامٌ 2023 أو أوائل عَامٌ 2024، حتـى لو كان “الركود الأكثر توقعًا والأطول توقعًا فى الذاكرة الحديثة”.

حتـى إذا توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عَنْ رفـع الفائدة قريبًا، فقد تعهد بإبقائها مرتفعة لدفع التضخم الي هـدف 2%. قد يستغرق ذلك بعض الوقت مع استمرار التضخم بنسبة 4% الشهر الماضي، وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك، ومن الصعب على المستثمرين توقع ما قد ينكسر إذا ظلت المعدلات مرتفعة لفترة طويلة مـن الزمن.

كَمَا اعلن أحد كبار المستشارين الاقتصاديين لإدارة الرئيس السابق دونالد ترمب والآن كثير الاقتصاديين فى “SMBC Nikko Securities America” جوزيف لافورجنا: “اعتقد أنه عندما تنقلب الامور، فإنها ستتحول بسرعة كبيرة”. “الطريقة الوحيدة التى لن نعاني فيها مـن ركود عميق هى ان يمتلك الاحتياطي الفيدرالي الشجاعة للتخفيف مـن سياسته النقدية بسرعة كبيرة”.

رفـع بنك الاحتياطي الفيدرالي نسبه الفائدة القياسي بمقدار 5 نقاط مئوية مـن الصفر تقريبًا فى بداية العام الماضي، وهو مـن ابرز أسباب حالات فشل البنوك الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى