الاخبار العربية والعالمية

مدينة تل أبيب.. مـن حي لليهود الي عاصمة لإسرائيل | الموسوعة سام نيوز اخبار

مدينة كبرى فى إسرائيل تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال غرب القدس، وتشكل المركـز الثقافي والتجاري والتكنولوجي والمالي للاقتصاد الإسرائيلي، كَمَا أنها مقر معظم المؤسسات الفنية والترفيهية والإعلامية. تأسست عَامٌ 1909 وقد كانـت حيا فى شمالي يافا ثم توسعت على حساب المدينة الأصلية والقرى الفلسطينية التى هُجر أهلها، وأصبحت أول مدينة لليهود فى العصر الحديث، وعاصمتهم الأولى.

القيمة العالميه المميزة للنمط المعماري للمدينة دفعت اليونيسكو عَامٌ 2003 الي الاعتراف بها موقعا للتراث العالمي، حيـث تعد مثالا بارزا لبعض اهم اتجاهات الحركة الحديثة للطراز المعماري الأوروبي المتأثر بمدرسة باوهاوس الألمانية.

الموقـع والجغرافيا

تقع مدينة تل أبيب على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالى 60 كيلومترا شمال غرب القدس، وشمال شرق يافا.

وتبلغ مساحة المدينة 52 كيلومترا مربعا، وتمتد أراضيها على السهل الساحلي المركزي لفلسطين المحتلة على طول حوالى 15 كيلومترا مـن الشاطئ، وهي مبنية على ثلاث تلال منخفضة مـن تلال الحجر الرملي الناعم، التى تمتد تقريبا بالتوازي مع الساحل.

ويمتد حزام ضيق مـن الكثبان الرملية الصغيرة التى تغطي أقصى الغرب مـن هذه التلال الي الداخل، وتوجد تلال مـن الحجر الرملي فى الشرق، وتمتد منطقه الضواحي المبنية وراءها الي الأراضي الزراعية الغنية فى السهل الساحلي.

المناخ

تتمتع تل أبيب بمناخ البحر الأبيض المتوسط، ويكون الطقس فيها معتدلا على العموم، والصيف طويلا ودافئا ورطبا، ولا تهطل فيه الأمطار، اما الشتاء فيكون باردا وممطرا وليس تساقط الثلوج هناك مألوفا.

ويعد شهر أغسطس/آب الأشد حرارة فى السنة، ويبلغ متوسط الحد الأقصى لدرجات الحرارة فى هذه المدينة نحو 30 درجة مئوية، ومتوسط ​ الحد الأدنى نحو 24 درجة مئوية، ولا تتجاوز درجات الحرارة غالبا 35 درجة مئوية، بسـبب تأثير البحر المعتدل.

وشهر يناير/كانون الثانى هو الشهر الأشد برودة هناك، ويبلغ متوسط الحد الأقصى لدرجات الحرارة فيه 18 درجة مئوية والحد الأدنى نحو 10 درجات مئوية، ونادرا ما تنخفض درجات الحرارة عَنْ 5 درجات مئوية.

منظر ليلي لمدينة تل أبيب (شترستوك)

الأهمية

تعد تل أبيب ثانية أكبر المدن فى إسرائيل بعد القدس، وهي عصب الحياة للمجتمع الإسرائيلي والمركز الاقتصادي والتعليمي للبلاد؛ إذ تضم المقر الرئيسي لمعظم الشركات الكبرى فى إسرائيل والمؤسسات التعليميه الهامة.

كَمَا أنها مركز الثقافة والفنون فى إسرائيل، وهي موطن معظم مسارح البلاد، بما فى ذلك “مسرح هابيما الوطني”، و”أوركسترا إسرائيل الفيلهارمونية”، و”الأوبرا الإسرائيلية الجديدة”، ويقام أكثر مـن ثلث العروض والمعارض فى إسرائيل فى تل أبيب.

وتستضيف المدينة 3 متاحف:

  • متحف أرض إسرائيل، بمجموعاته المتنوعة فى علم الآثار واليهودية والإثنوغرافيا والثقافة المادية.
  • متحف تل أبيب للفنون، الذى يعـرض الأعمال الإسرائيلية والأميركية والأوروبية.
  • متحف الشتات المخصص لتاريخ الجمهور اليهودي فى الشتات.

وتعد تل أبيب أيضا مركزا مهما للإعلام ودور النشر، حيـث تقع فيها مقرات معظم دور النشر، ومنشآت بث الجيش الإسرائيلي، واستوديوهات الإذاعة والتلفزيون، ومنها يتم نشر غالبية الصحف الإسرائيلية.

وعلاوة على ذلك، تضم المقر الرئيسي لعدد مـن الوزارات والإدارات الحكومية، بما فى ذلك وزارة الدفـاع، ومعظم السفارات الأجنبية ومقرات المنظمات العامة الاخرى.

وتمثل تل أبيب مركزا للترفيه، حيـث تنتشر فيها المتنزهات والحدائق العامة والبساتين، مثل حديقة رعنانا والحديقة الوطنيه وحديقة السفاري، وهي أكبر حديقة حيوانات فى إسرائيل.

ويقع المطار الدولى الرئيسي لإسرائيل فى المنطقة الجنوبية الشرقية لتل أبيب، ويقع ميناء أسدود المهم على الطرف الجنوبي مـن منطقه تل أبيب الحضرية.

منظر جوي لغروب الشمس على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ​​فى تل أبيب (شترستوك)

التسمية

كتب ثيودور هرتزل رواية خيالية مشهورة بالألمانية تُسمى “التنويلاند”، وتعني “الأرض القديمة الجديدة” وأشار فيها الي الهجرة اليهودية والدولة التى يحلم بتأسيسها.

وترجمها الي العبرية الكاتب والمؤرخ اليهودي ناحوم سوكولوف، ولم يجد المترجم فى العبرية مصطلحا مقابلا لـ”التنويلاند” فاختار اسم “تل أفيف” ليكون عنوانا للترجمة العبرية، لأن معناه يمزج بين القديم والجديد، فـ”تل” يشير الي القديم و”أفيف” يعني الربيع ويشير الي التجدد.

وقد ورد اسم “تل أفيف”، الذى يعبر عنه بالعربية بـ”تل أبيب”، فى العهد القديم مرة واحده فقط فى سفر حزقيال، ونصه: “ثم أَقبلتُ على الْمَسبيِّينَ القاطنينَ الي جوارِ نهرِ خَابُورَ عند تلِّ أبيبَ، فأقمتُ هناكَ حيـثُ يسكنونَ مُتحيِّرا سبعةَ أيام”.

ولم يعثر الباحثون على موقع نهر خابور، ويقال إن المراد فى النص مستوطنة فى بابل سكنها اليهود المنفيون هناك.

ويشاع ان “تل أبيب” تحريف لـ”تل الربيع” وهي قرية فلسطينية بنيت المدينة على أنقاضها، وهذا مخالف للحقائق التاريخية؛ فلم يكن قبل النكبة عَامٌ 1948 قرية أو مدينة فلسطينية اسمها “تل الربيع”، بل إن “تل الربيع” هو الترجمة الحرفية للفظ العبري “تل أفيف” وليس الاسم الأصلي للمدينة.

السكان

جاء عَدَّدَ سكان مدينة تل أبيب عَامٌ 2020 الي 465 ألفا و900 نسمة، بنسبة نمو سنوية بلغت 1.1% وفق ما ذكره معهد القدس لبحث السياسات.

ويمثل اليهود الغالبية العظمى مـن سكان المدينة، ويميل معظمهم الي التوجه العلماني الي حد كثير، مع وجود أقلية متدينة واضحة. ويمثل العرب نسبه صغيرة جدا مـن السكان، ومعظمهم مـن المسلمين، وهناك عَدَّدَ مـن المسيحيين.

ويعدّ سكان المدينة أكثر ثراء مـن المتوسط ​​فى البلاد، وتقع الأحياء الأكثر ثراء شمال نهر العوجا، وتقع معظم الأحياء الفقيرة فى الجنوب، ويعد حي هتكفا وكفار شاليم مـن بين الأحياء الأكثر فقرا، وتسكنهما نسبه كبيرة مـن اليهود المنحدرين مـن بلدان ناطقة بالعربية. وتضم المدينة نسبه عاليه مـن المسنين.

ساحة مدينة تل أبيب (شترستوك)

التَّارِيخُ

تأسست تل أبيب عَامٌ 1909م إبان العهد العثماني، بينما عبارة عَنْ حي سكني لليهود فى شمالي مدينة يافا يعرف باسم “أحوزات بايت”، وهو اسم النقابة التى بنت الحي، وفي عَامٌ 1910 تم تغيير الاسم الي “تل أبيب”.

ونُسبت مبادرة تأسيس الحي الي شخصين، الاول هو عمدة المدينة “مئير ديزنغوف”، الذى أسس شركة “جؤولاه” (اى الخلاص) بهدف شراء الأراضي مـن الفلسطينيين، والثاني هو المعماري “عقيفا آرييه فايس”.

وأصل مؤسسي الحي مـن المهاجرين اليهود الذين ينتمون الي الطبقة المتوسطة أو العليا، وقد رغبوا فى بناء ضاحية حدائق على الطراز الأوروبي، ذات شوارع مستقيمة وواسعة وبنية تحتية وخدمات حضرية حديثة بعيدا عَنْ اكتظاظ المدينة.

ولم يكن فى الحي عند تأسيسه سوى بضعة شوارع وأزقة، واحتوى على 60 بيتا مـن دون مركز تجاري، وبُنيت فى أقصاه مدرسة “جمناسيا هرتسليا”، وهي المدرسة العبرية الأولى الحديثة فى فلسطين، وكان جميع المستوطنين الأوائل فى تل أبيب يعملون فى يافا.

وبلغ عَدَّدَ بيوت الحارة اثناء اندلاع الحرب العالميه الأولى 140 بيتا فقط، وخلال تلك الحرب منعت السلطات التركية الحاكمة اليهود مـن إضافة بيوت أخرى، بل تم بطاقة حمراء جميع سكان تل أبيب والسكان اليهود فى يافا على يد السلطات العسكرية العثمانية، التى اشتبهت فى تعاطفهم مع الجيش البريطاني المعادي.

الانتداب البريطاني

فى أواخر عَامٌ 1917، بعد ان استولى البريطانيون على يافا وتل أبيب، سمحوا لليهود بالعودة الي الحي ومدينة يافا، وشهدت تل أبيب فى بداية العشرينيات نموا وازدهارا كبيرين.

وتأثر النمو اثناء مدة الانتداب البريطاني الي حد كثير بموجات الهجرة اليهودية، إذ أدت الأعداد الكبيرة مـن المهاجرين الي النمو السكاني السريع وإلى طفرات فى البناء، وكان مهاجرو الطبقة المتوسطة مـن بولندا وألمانيا الذين يملكون رؤوس أموال بارزين بشكل حصري فى هذه الموجات.

منظر عَامٌ لشاطئ تل أبيب على البحر الأبيض المتوسط (شترستوك)

كَمَا أثرت الاضطرابات المعادية للهجرة اليهودية التى وقعت فى يافا عَامٌ 1921، فى النمو السكاني للمدينة، حيـث هاجم الفلسطينيون اليهود فى يافا؛ مما دفع الآلاف منهم الي مغادرة المدينة والانتقال الي تل أبيب، بينما غالبية أولئك اليهود مـن العمال والفقراء الذين لا يستطيعون شراء أو بناء بيوت على شاكلة بيوت الحي، لذلك أقاموا فى أكواخ وخيام حول الحي الأصلي.

وفي 11 مايو/أيار 1921 صرح المندوب السامي البريطاني رسميا تحويل تل أبيب الي بلدة، وتم نقل معظم الشركات اليهودية اليها، وساهم كونها أول منطقه حضرية فى فلسطين يديرها اليهود فى جذبها للمهاجرين اليهود فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الـ20.

ويوم 11 يونيو/حزيران 1923 حُددت حدود البلدة، وشملت حدود البلدية الغالبية العظمى مـن المنطقة المبنية فى تل أبيب والأحياء اليهودية المجاورة، وعلى الرغم مـن ان 60 عائلة عربية تعيش فى تلك المنطقة، فقد تم تضمينها دَاخِلٌ حدود البلدة اليهودية.

وفي تلك الفتره ظهرت تل أبيب بصفتها مركزا اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعسكريا للسكان اليهود، وتطورت النواة التاريخية لها لتصبح مركز أعمال مزدهرا، وأقيم أول معرض تجاري بها فى أوائل الثلاثينيات، وأُنشِئت فيها المسارح، وأقام فى المدينة عدّة كتاب مهمين.

وتجدد الصراع بين الفلسطينيين واليهود عَامٌ 1929؛ مما أدى الي زيادة الانفصال بين المجموعتين، واستمر عَدَّدَ المهاجرين اليهود الي تل أبيب فى الازدياد، وبحلول عَامٌ 1933 تجاوز عَدَّدَ سكانها عَدَّدَ سكان يافا، وفي عَامٌ 1934 تحولت تل أبيب الي مدينة وكان “مئير ديزنغوف” أول عمدة لها.

وأثناء الثورة الفلسطينية بين عامي 1936 و1939، اكتمل الفصل بين الطرفين فعليا، وقد أدى إضراب عَامٌ فى ميناء يافا الي إنشاء ميناء صغير منفصل فى تل أبيب، وكان اليهود قد اعترضوا على عدم الاستفادة مـن خدمات ميناء يافا، بسـبب سيطرة الفلسطينيين عليه.

وزاد عَدَّدَ المهاجرين عَامٌ 1936 بتأثير موجة الهجرة الكبيرة لليهود القادمين مـن ألمانيا، فأصبح عَدَّدَ اليهود فى المدينة نحو 120 ألفا، وأصبحت تل أبيب فى تلك السنة أكبر مدينة فى فلسطين.

وشهدت المدينة إثر ذلك نموا تجاريا وصناعيا وثقافيا؛ ففُتحت المدارس والكليات وأُنشئت المصانع والمشاغل وبُنيت مراكز تجارية جديدة وكبيرة على الطراز الغربي، واستقطبت المدينة الحركة التجارية والصناعية فى فلسطين.

وأصبحت تل أبيب آنذاك المركـز السياسي والاقتصادي والثقافي للوطن القومي اليهودي، وضمت ايضا اتحاد العمل اليهودي والمقرات العسكرية.

منظر مـن مدينة يافا القديمة (شترستوك)

قيام دَوْلَةٌ الاحتلال

وفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم (181) لعام 1947 بشأن تقسيم فلسطين، كان مـن المفترض ان تظل يافا جيبا عربيا دَاخِلٌ الدولة اليهودية، ولكن فى أواخر عَامٌ 1947 هاجمت عصابة “الهاغاناه” مدينة يافا، وارتكبت مجازر واسعة وهجرت أهالي المدينة التى كان يقطنها نحو 100 ألف نسمة.

وفي مايو/أيار 1948 سيطرت القوات العسكرية اليهودية التابعة لـ”الهاغاناه” و”الإرغون” على يافا، وهُجّر سكان المدينة الفلسطينيون، وكان ذلك قبل يومين مـن إعلان قيام دَوْلَةٌ الاحتلال، وجاء الإعلان بينما بعد فى منزل رئيس بلدية تل أبيب مئير ديزنغوف.

وأصبحت تل أبيب العاصمة المؤقتة لإسرائيل واستمرت فى التوسع على حساب مدينة يافا، التى تحولت الي جزء صغير مهمش فى قلب “تل أبيب”، كَمَا توسعت تل أبيب على أنقاض 7 قرى فلسطينية هُجّر أهلها عَامٌ 1948، ثم دُمّرت.

وفي عَامٌ 1950 قررت الحكومة الإسرائيلية نقل مقرها الي القدس، ودُمِجت يافا وضُمّت الي منطقه نفوذ بلدية تل أبيب، وأصبحت البلدية الموحدة تعرف رسميا باسم تل أبيب-يافا.

وعملت سلطات البلدية والهيئات الحكومية، وفي مقدمتها وزارتا الاستيعاب والإسكان، على توطين اليهود المهاجرين فى بيوت الفلسطينيين المهجَّرين.

وفي الخمسينيات توسعت تل أبيب وضُمّت اليها أراضٍ إضافية شمال نهر العوجا، وشهدت أحياء يافا عمليات هدم واسعة للبيوت والمحلات التجارية التى يملكها الفلسطينيون، وأُقيمت مكانها مبانٍ سكنية وتجارية جديدة، وبدأ الطابع العربي للمدينة فى الاختفاء وطغى عليها الطابع اليهودي.

وجمّعت السلطات الإسرائيلية اثناء تلك الفتره القلّة التى تبقت مـن الفلسطينيين فى المدن المختلطة (التى يسكنها اليهود والعرب) فى أحياء محددة، اصطلح على تسميتها بشكل غير رَسْمِيٌّ بـ”الغيتوهات”.

وقد بقي 4 آلاف فلسطيني فى يافا جُمِعوا فى حي العجمي المحافظ على مظهره القديم، الواقع فى جنوب يافا المحتلة، وأصبح العرب الفلسطينيون قلة محدودة ولا يشكلون إلا نحو 3% مـن السكان.

وفي عَامٌ 1965 افْتُتِحَ الميناء الحديث فى أسدود القريبة مـن تل أبيب، وتوقف العمل فى ميناءي يافا وتل أبيب بعد ذلك، وخُصص ميناء تل أبيب لليخوت وميناء يافا للصيادين.

وبدأ عمدة تل أبيب “شلومو لاهات”، الذى أدار المدينة بين عامي 1974 و1993، مشاريع تطوير واسعة النطاق بتكلفة كبيرة مـن اجل تعزيز صورة تل أبيب ونوعية الحياة فيها.

وفي التسعينيات شهدت المدينة نموا وإعادة هيكلة اقتصادية، وأدى استيعاب المهاجرين مـن الاتحاد السوفياتي السابق، وتدفق العمال الأجانب، وتجديد الأجزاء القديمة مـن وسـط تل أبيب الي نمو نسبي فى عَدَّدَ السكان. وأصبحت المدينة مركزا للمستثمرين الأجانب، الذين دخلوا سوق الاقتصاد الإسرائيلي.

وفي اثناء هذا التطور الذى شهدته المدينة، ظلت الأحياء العربية تعاني مـن نقص فى الخدمات التعليميه والاقتصادية والاجتماعية، مع عدم وجود خطط تطويرية أو إيجاد حلول للضائقة السكنية، وذلك بسـبب سيطرة السلطات المحليه والحكومية على الأراضي.

وتعرضت تل أبيب لعدة هجمات مسلحة، مـن بينها الهجمات الصاروخية العراقية اثناء حرب الخليج عَامٌ 1991، التى تسببت فى ذعر السكان، على الرغم مـن عدم وقوع أضرار تذكر.

وخلال الأعوام 2012 و2014 و2021 تعرضت لوابل مـن الصواريخ مـن قطاع غزة، إضافة الي عدّة عمليات فدائية رافقت انهيار عملية السلام المرتبطة باتفاقيات أوسلو (سبتمبر/أيلول 1993).

الاقتصاد

تعد تل أبيب المركـز الرئيسي للاقتصاد الإسرائيلي، وفيها تجري أغلب النشاطات الاقتصاديه، وتتركز فيها غالبية إدارات الشركات الاقتصاديه والمالية، مثل شركات الصناعات التكنولوجية المتطورة والمصارف وشركات التأمين وشركات الأوراق النقدية والبورصة.

وتتجلى هيمنتها على الحياة الاقتصاديه فى إسرائيل بوضوح، لاحتوائها على ما يقارب سدس الوظائف فى البلاد، ونحو خمسي الوظائف فى مجالات الخدمات المصرفية والتأمين والقطاع المالي، وهي القطاعات الرائدة فى المدينة.

وتعد نسبه العمل فى قطاع الزراعة فى المدينة ضئيلة جدا، ويكاد يكون العمل فى الصناعة ضوء المستوى العام فى البلاد، اما العمل فى القطاع المالي والخدمات الإنتاجية فيشكّل نسبه مرتفعة جدا مقارنة بالمستوى المحلي للبلاد.

أشجار الزهور الحمراء فى شارع روتشيلد فى تل أبيب (شترستوك)

المدينة البيضاء

تُعرف تل أبيب باسم “المدينة البيضاء”، وذلك نسبه الي الألوان الزاهية لأسلوب البناء فيها، والقيمة العالميه المميزة للهندسة المعمارية للمدينة؛ وهو ما دفع اليونسكو عَامٌ 2003 الي اعتبارها موقعا للتراث العالمي، إذ تضم أكثر مـن 1000 مبنى تم تصنيفها ضوء ما يعرف بـ”مواقع الحفظ”.

وتعدّ مدينة تل أبيب البيضاء مثالا بارزا لأفكار تخطيط المدن المبتكرة فى الجزء الاول مـن القرن الـ21، وهي تمثيل لبعض اهم اتجاهات الحركة الحديثة فى الهندسة المعمارية على الطراز الأوروبي المتأثر بمدرسة باوهاوس الألمانية، التى تم تكييفها عند التنفيذ مع الظروف الثقافية والمناخية للمكان، فضلا عَنْ دمجها بالتقاليد المحليه.

وتشكل المنطقة البيضاء الجزء المركزي مـن تل أبيب، وهي مبنية على المخطط الرئيسي الحضري الذى وضعه السير باتريك جيديس، أحد ابرز المنظرين فى أوائل العصر الحديث بين عامي 1925 و1927، وتمثل تل أبيب إنجازه الحضري الوحيد الواسع النطاق.

وأُنشِئت “المدينة البيضاء” بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن العشرين، وتم تصميم المباني جاء الى مهندسين معماريين تلقوا تدريبهم فى أوروبا، فمارسوا مهنتهم قبل الهجرة، ثم أنشؤوا مجموعه معمارية رائعة للحركة الحديثة فى ضوء ثقافي جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى