مستوطنون يجبرون 5 عائلات مـن بدو فلسطين على الرحيل | اخبار سام نيوز اخبار
اعلنت منظمة “البيدر” المهتمة بحقوق البدو فى الضفة الغربية إن مستوطنين إسرائيليين أجبروا 5 عائلات فلسطينية على الرحيل مـن تجمع تسكنه منذ السبعينيات، وحذرت مـن ان الترحيل يهدد باقي سكان التجمع.
وقال المشرف العام على المنظمة المدافعة عَنْ حقوق البدو حسن مليحات إن عددا مـن المستوطنين هاجموا مساءا الامس الأحد عائلات بدوية فى منطقه السُّخن شرقي مدينة نابلس (شمالي الضفة) ومنعوها مـن رعي أغنامها فى المراعي، ومنعوا عنها الماء.
وذكر مليحات ان المضايقات المميزة للسيطرة على مساحات واسعة مـن المراعي الفلسطينية أجبرت 5 عائلات بدوية تعداد أفرادها نحو 30 على الرحيل تحت تهديد السلاح، وأشار الي ان سكان تجمع السخن المقدر عددهم بنحو 200 شخص يهددهم المصير نفسه.
وأوضح مليحات ان سكان التجمع يعتمدون على الرعي وتربية المواشي كمصدر دخل وحيد، بينما تعود بداية وجودهم فى الموقـع الي سبعينيات القرن الماضي.
استيلاء وتحذير
وحذر المسؤول فى المنظمة مـن ان رحيل جميع العائلات -إذا تحقق- يعني استيلاء المستوطنين على مساحات جبلية واسعة يسكنها ويتحرك فيها البدو ويستخدمونها للرعي والزراعة وتتجاوز 15 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع).
وأكد مليحات ان التجمعات البدوية تحديدا فى الأغوار تتعرض “لأكبر عملية تطهير عرقي منذ النكبة، نتيجه إرهاب المستوطنين وانعدام الدعـم مـن اى جهة كانـت”.
وأوضح ان السكان البدو يشعرون بمرارة الاغتراب دَاخِلٌ وطنهم، لأنهم تركوا وحيدين ومنكشفين ومنفردين فى معركة غير متكافئة مع المستوطنين.
وكشف مليحات عَنْ إحصاءات لدى منظمته تفيد بأن الترحيل القسري طال 28 تجمعا بدويا بالضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، يضاف اليها 4 تجمعات بدوية رحلت قبل هذا التَّارِيخُ.
وأشار الي هدم 6 مدارس فى التجمعات البدوية اثناء 2023، وتخريب 6 مدارس أخرى، وبيّن ان عَدَّدَ الانتهاكات حسب إحصاءات منظمة البيدر فى العام نفسه بلغت 1124 انتهاكا واعتداء.
اما اثناء 2024، فقال مليحات إن المنظمة التى يديرها رصدت ووثقت ما يقارب 460 انتهاكا. وقال إن سلطات الاحتلال والمستوطنين ابتكروا سياسية جديدة فى بداية هذا العام امام البدو.
وأوضح ان هذه السياسة تتثمل فى فرض حالة حصار على المواطنين وأغنامهم دَاخِلٌ محيط التجمعات السكانية، وفرض غرامات مالية باهظة على المواطنين الذين يدخلون بأغنامهم الي الجبال مـن اجل الرعي، جاء الى مجلس المستوطنات فى الضفة الغربية.
اعتداءات وإدانة
مـن جهتها، اعلنت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية بأن مستوطنين اعتدوا، الأحد، على عَدَّدَ مـن الرعاة، وأصابوا اثنين منهم برضوض، وسرقوا 40 رأسا مـن الأغنام، فى منطقه المطوي غرب سلفيت (شمال).
وفي ضوء متصل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات إقدام ما وصفتها “بالمنظمات والجمعيات الاستعمارية المتطرفة” على إنشاء بؤرة استيطانية جديدة وتوسيعها على حساب أراضي المواطنين الواقعة بين قرى اللبن الغربي ورنتيس ودير بلوط، غرب مدينة رام الله (وسـط).
كَمَا أدانت الخارجية الفلسطينية بشدة اعتداءات وهجمات مـن وصفتها “بمليشيات المستعمرين وعناصرهم الإرهابية المسلحة” على كامل المناطق فى مسافر يطا (جنوبي الضفة).
وتحدثت عَنْ حرب الاحتلال المجانية على جميع أشكال الوجود الفلسطيني فى عموم المناطق المصنفة (ج) بما فيها الأغوار والتجمعات البدوية المنتشرة فى ربوعها.
وقالت الخارجية الفلسطينية إن الفشل الدولى فى تطبيق القرار 2334 (عدم شرعية الاستيطان)، يشجع المستوطنين ومن يقف خلفهم مـن المستوى السياسي فى إسرائيل على التمادي بارتكاب المزيد مـن الانتهاكات والقمع والتنكيل بحق ابناء الجمهور الفلسطيني وسرقة المزيد مـن أراضيه لتخصيصها لصالح الاستيطان.
تقديرات وتحذيرات
وتفيد تقديرات بوجود أكثر مـن 720 ألف مستوطن فى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.
وتعتبر الأمم المتحدة، ومعظم المجتمع الدولى، الاستيطان فى الأراضي المحتلة منذ عَامٌ 1967 غير قانوني، محذرة مـن أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023 تاهل المستوطنون اعتداءاتهم فى الضفة الغربية، كَمَا صعّد الجيش عملياته مخلفا أكثر مـن 435 شهيدا ونحو 4 آلاف و700 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عَنْ كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ فى البنى التحتية والممتلكات، الامر الذى أدى الي مثول إسرائيل امام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.