نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى الحفاظ على سيطرته بعد مرحلة الإعادة للانتخابات الرئاسية التى أجريت الامس الأحد، إذ استطاع مـن الفـوز فى جولتي الانتخابات ليمدد سلطته المستمرة منذ عقدين مـن الزمن.
وبعد ان أثبت خطأ استطلاعات الرَّأْي فى الجولة الأولى ليأتي فى المقدمة ويتفوق على منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، نجح خطاب اردوغان المتشدد الذى يركز على الهويه الإسلامية والقومية فى الجولة الثانية.
أردوغان نشأ فى معقل للقوميين والمحافظين
نشأ أردوغان فى منطقه قاسم باشا التى تقطنها الطبقة العاملة، وهو ينحدر مـن بلدة ريزة على البحر الأسود، وهي معقل للقوميين والمحافظين.
ومارس أردوغان كرة القـدم كلاعب هاوٍ، ثم استطاع مـن إقامة علاقات سياسية وتجارية اثناء الفتره المضطربة فى تركيا التى شهدت تدخلات للجيش فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وشارك فى فعالية فى فرع الشباب فى حزب الرفاه الإسلامي بقيادة رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان.
وبفضل خطبه الحماسية التى احتوت على شعارات دينية وقومية، أصبح يُعرف بين السكان باسم رئيس أو زعيم، ويواصل أنصاره التحدث عنه كزعيم حتـى اليـوم.
#عاجل|
كلمة للرئيس التركي رجب طيب #أردوغان مـن المجمع الرئاسي بأنقرة بعد فوزه بولاية ثالثة#اليـوم pic.twitter.com/dRk7BMlOJH— صحيفة اليـوم (@alyaum) May 28, 2023
كاريزما على مر السنين
تولى اردوغان منصب عمدة اسطنبول فى بداية التسعينيات، وتسلق سريعًا السلم السياسي حتـى القمة.
وتمكن السياسي الشاب الطموح مـن المناورة لينضم الي الملايين مـن الأشخاص المتدينين فى قلب الأناضول، ونجح أردوغان فى تحويل استياء العديد مـن الناخبين الريفيين ذوي الدخل المنخفض الذى استمر اعوام امام الإجراءات شديدة العلمانية، مثل حظر الحجاب، الي تأييد له.
ثم ازدادت شعبيته بين العائلات الحضرية متوسطة الدخل، مع ظهوره كمصلح وشخصية موالية للاتحاد الأوروبي فى بداية الألفية، ولم يتراجع الولاء الشعبي للزعيم المحبوب الذى يمتلك كاريزما على مر السنين حتـى مع ابتعاد العديد مـن الأعضاء المؤسسين لحزبه عنه تدريجيًا، بسـبب ما عدّوها ميول “استبدادية” للرئيس.
وتمكن أردوغان مـن إبقاء حزب العدالة والتنمية الحاكم على قمه كل الانتخابات الوطنيه منذ وصوله الي السلطة عَامٌ 2002، وتولى منصب رئيس الوزراء لأول مرة عَامٌ 2003، ثم أصبح رئيسًا لتركيا منذ عَامٌ 2014.