مراسلو الجزيرة نت
غزة- فى بيـان رَسْمِيٌّ استهلته “بأسمى آيات الفخر والاعتزاز”، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليـوم الثلاثاء، استشهاد عضوي المكتب السياسي للحركة فى غزة، زكريا احمد أبو معمر (50 عاما) وجواد أبو شمّالة (50 عاما) إثر قصف “الاحتلال الصهيوني” على القطاع الليلة الماضية.
وأكدت الحركة فى بيانها ان “مسيرة الشهادة التى تمتزج فيها دماء القادة والجند مـن ابناء حركة حماس بدماء شعبنا المرابط الصامد فى غزة وفي كل أرجاء الوطن والشتات، فداء لأرضنا ومقدساتنا وذودا عَنْ كرامة شعبنا وأمّتنا العربية والإسلامية، ستستمر حتـى كنس الاحتلال عَنْ أرضنا وقدسنا وأقصانا المبارك وتحقيق تطلعات شعبنا فى التحرير والعودة”.
ولا توجد تفاصيل كثيرة عَنْ ظروف استشهاد القياديين أبو معمر وأبو شمالة، وما إذا كانا سويا لحظة ترصد المكان الذى كانا يوجدان به لغارة جوية إسرائيلية.
وأعلن جيش الاحتلال فى بيانات نشرها على موقعه الإلكتروني عَنْ عملية اغتيال أبو معمر وأبو شمالة واتهمها “بالمسؤولية عَنْ ادارة عميات امام إسرائيل”.
رواية الاحتلال
ويقول بيـان جيش الاحتلال “اغتالت طائرة تابعة للجيش الليلة الماضية جواد أبو شمالة وزير الاقتصاد فى حركة حماس، حيـث كان يتولى ضوء مهامه ادارة الامور المالية للمنظمة وتخصيص الأموال لتمويل وتوجيه العمليات دَاخِلٌ قطاع غزة وخارجه”.
وأضاف “لقد لعب أبو شمالة عدة أدوار أمنية وقاد عدة نشاطات بهدف المساس بمواطني إسرائيل”، حسب نص البيان.
كَمَا زعم جيش الاحتلال ان أبو معمر “كان مسؤولا عَنْ اتخاذ قرارات فى التنظيم (حركة حماس) وإدارة العلاقات الداخلية والتنسيق مع التنظيمات الاخرى فى القطاع، وأنه يعرف بعلاقته القريبة مـن يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فى غزة”.
كَمَا زعم ان الشهيد “عمل كثيرا للتحريض على دَوْلَةٌ اسرائيل وسيادتها، ولعب دورا فى قيادة التنظيم (حركة حماس) وشارك فى عملية اتخاذ القرارات فيه والتخطيط لتنفيذ اعتداءات وعمليات امام دَوْلَةٌ اسرائيل”.
بصمات واضحة
فـاز أبو معمر بعضوية المكتب السياسي فى آخر انتخابات داخلية جرت فى العام 2021، وجاءت به مع السنوار الذى يعتبر رجل الحركة القوي فى القطاع، وتربطهما علاقة قوية، وكلاهما مـن مدينة خان يونس جنوب القطاع.
ويترأس أبو معمر دائرة العلاقات الوطنيه فى الحركة، وكان له فى الآونة الاخيره بصمات واضحة فى ملفات داخلية كثيرة، أبرزها مساهمته عَنْ حركة حماس فى تشكيل “اللجنة الوطنيه للشراكة والتنمية” المؤلفة مـن 8 فصائل وطنية وإسلامية، أهمها التيار الإصلاحي فى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بقيادة محمد دحلان، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.
وتختص هذه اللجنة باستكمال معالجة ملف المصالحة المجتمعية المتعلق بضحايا الانقسام الداخلي فى العام 2007 وما قبله وما تبعه مـن حوادث مأساوية واقتتال بين حركتي فتح وحماس، وكذلك تقديم مساعدات إنسانية للفئات الهشة فى القطاع الساحلي المحاصر.
وترأس أبو معمر، قبل بضعة أسابيع، مؤتمرا فصائليا بمشاركة واسعة مـن ممثلي الفصائل والقوى والهيئات المجتمعية وشخصيات اعتبارية، صرح مـن خلاله عَنْ موافقة حماس على إجراء انتخابات الهيئات المحليه (البلديات) المعطلة فى القطاع.
وقالت مصادر محلية فى غزة -على علاقة مع أبو معمر- إنه كان يتسم بالروح الوحدوية ونبذ الفرقة والانقسام ويدعم اى توجه لتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية سواء بالعلاقة الفصائلية أو العائلية، حيـث كان له الفضل فى نزع فتيل أزمات فى هذا الصدد.
سمات قيادية
اما أبو شمالة فقد عرف عنه منذ دراسته بالجامعة الإسلامية فى غزة فى تسعينيات القرن الماضي، أنه يتمتع بشخصية وسمات قيادية، حيـث كان عضوا بارزا فى مجلس طلابها، وتولى لاحقا مهام تنظيمية عدة فى حماس حتـى استحق ثقة قواعد الحركة وانتصر بعضوية مكتبها السياسي رفقة أبو معمر.
وينحدر أبو شمالة مـن عائلة لاجئة مـن بلدة بيت دراس دَاخِلٌ فلسطين المحتلة عَامٌ 1948، وقطنت بعد النكبة فى مخيم خان يونس للاجئين، وتربطه ايضا علاقة قوية بالسنوار.
ومنذ انتخابه عضوا فى المكتب السياسي، يتولى أبو شمالة مسؤولية الدائرة الاقتصاديه، وفقا لمصادر محلية.
وعلى خلاف أبو معمر الذى بات وجها مألوفا لوسائل الإعلام فى الآونة الاخيره ويظهر باستمرار فى مناسبات وطنية ورسمية، فإن أبو شمالة وجه غير معلوم بالنسبة للكثيرين مـن سكان قطاع غزة.