الاخبار العربية والعالمية

منسق “الكنائس بالقدس”: معظم المسيحيين قد يغادرون غزة | سياسة سام نيوز اخبار

القدس المحتلة- شيع رجال الدين المسيحيون وعدد مـن رعايا كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة 17 مسيحيا سقطوا فى غارة جوية استهدفت ثالث أقدم كنائس العالم مساءا الخميس، كان يحتمي فيها نحو 500 فلسطيني مسلم ومسيحي.

وقبل استهداف كنيسة القديس برفيريوس، استُهـدف المستشفى الاهلي العربي المعمداني على مقربة منها -مساءا الثلاثاء- الماضي مما أدى الي ارتقاء 471 فلسطينيا فى منطقه تعرف باسم “غزة القديمة”، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

منسق مجلس الكنائس العالمي فى القدس يوسف ضاهر أعلن -فى حوار حصري أجرته معه الجزيرة نت- ان المجلس طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية فى قضية قصف المستشفى، شريطة ألا تكون الولايات المتحدة الأميركية طرفا فيها، مشددا على اهميه السماح للجنة التحقيق بالتواجد ميدانيا فى موقع الحدث عندما تسمح الظروف بالدخول الي قطاع غزة.

تاليا نص الحوار مع منسق مجلس الكنائس العالمي فى القدس، الذى تطرق فيه أيضا لمعطيات ترتبط بمسيحيي غزّة وخطورة الحرب الحالية على استمرار وجودهم فى القطاع الذى يتعرض لقصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر.

منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس يوسف ضاهر
ضاهر: يعيش فى غزة 1100 مسيحي ينتمي أكثر مـن 60% منهم للكنيسة الأرثوذكسية التى تم قصفها (الجزيرة)
  • بداية كم يبلغ عَدَّدَ المسيحيين فى غزة، وإلى اى الطوائف ينتمون، وفي اى القطاعات يعملون؟

يعيش فى غزة 1100 مسيحي ينتمي أكثر مـن 60% منهم للكنيسة الأرثوذكسية التى تم قصفها يـوم الخميس، وسقط على إثر ذلك 17 مسيحيا وفقا لما تم إبلاغنا به.

كَمَا يتبع المستشفى الاهلي العربي المعمداني الذى تم استهدافه للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس.

وتتبع المزيد مـن المدارس والمؤسسات والأراضي والعقارات للكنائس فى غزة، ويملك المسيحيون نحو نصف الأراضي فى القطاع كون 70% مـن سكانه مـن اللاجئين، وتتركز أملاكهم فى مدينة غزة.

يعمل معظم المسيحيين فى قطاع التجارة منذ عقود كونهم يملكون المزيد مـن الأراضي والعقارات، ويعتاشون مـن اثناء بيعها وتأجيرها.

  • كيف تتعاملون مع الاستهداف المتتالي للممتلكات المسيحية فى غزة والتي طالت مستشفى وكنيسة حتـى الان؟

كان وقع المجزرة الأولى علينا كالصاعقة، أصدرنا بيانات طالبنا مـن خلالها بتشكيل لجنة تحقيق دولية شرط ألا تكون أميركا طرفا فيها، كَمَا نطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن يكون هناك لجنة تحقيق ميدانية عندما تسنح الفرصة للقيام بذلك.

وبالإضافة لهذا التحرك فنحن كمجلس قلقون على مسيحيي غزة الذين لجؤوا للمستشفى والكنيسة والأديرة بعدما خسروا منازلهم وبنايات بأكملها نتيجه تدميرها.

  • أين ترى مسيحيي غزة بعد هذه الحرب؟

بناء على هذا الواقع الصعب أرى ان معظم المسيحيين قد يغادرون غزة بسـبب انعدام أفق العودة الي منازلهم وحياتهم الطبيعية، وهذا يشكل مصدر قلق لنا باعتباره تطهيرا عرقيا يظهر على المسيحيين بشكل جلي ومباشر لأن عددهم قليل فى اى بقعة بفلسطين.

المسيحيون الفلسطينيون يقدر عددهم بمليون نسمة فى جميع ارجاء العالم، ويعيش فى فلسطين التاريخية أقل مـن مئتي ألف شخص، وبالتالي فإن 80% منهم يعيشون خارج البلاد الان، وسيضاف إليهم مـن سيخرج مـن غزة حتما بعد الحرب.

  • هل تمكنتم مـن حصر الخسائر التى لحقت بالممتلكات المسيحية فى غزة حتـى الان؟

ما يمكن قوله إن المستشفى المعمداني توقف عَنْ العمل بشكل كامل منذ يـوم الثلاثاء الماضي، والآن تمت مطالبة الجهات المانحة خاصة الكنائس فى الخارج بتلبية نداء “النجدة الطارئة” بمبلغ مليون و800 ألف دولار للتمكن مـن إعادة تشغيل المستشفى بأقل الإمكانات خاصة ان قسمين مـن أقسامه دُمرا بالإضافة للكثير مـن الأجهزة الطبية.

  • هل يجد حراككم آذانا صاغية؟

نرى ان الدول الغربية التى لها وزن ودور تدعم إسرائيل فى هذه الحرب، وبالتالي فإن الامور تتجه نحو تنفيذ المخطط الذى تريده إسرائيل وهو التخلص مـن أكبر عَدَّدَ مـن الفلسطينيين، ليس فقط فى غزة، وإنما فى مدن وقرى الضفة الغربية.

سيسعون للتخلص مـن الغزيين عبر تهجيرهم الي مصر ومن هناك الي دول أخرى للسيطرة على أكبر مساحة مـن قطاع غزة لتأمين المستوطنات فى غلافها مـن جهة، وللاستفادة مـن أراضيها الزراعية الغنية ومن كونها مدينة ساحلية مـن جانب اخر، وهذه فرصتهم لتحقيق هذا المخطط.

  • فى اثناء اصطفاف دول الغرب الي جانب إسرائيل، الي مـن توجهون خطاباتكم وبياناتكم؟

مجلس الكنائس العالمي يضم نحو 500 مليون مسيحي موزعين على 365 كنيسة بين بروتستانتية وأرثوذكسية، وكثير مـن هذه الكنائس تقع فى أوروبا وأميركا وكندا.

كل نداء نصدره تقرؤه الكنيسة بإدارتها ومؤمنيها لنمرر وعيا أكبر بالقضية، ونحاول نشر الحقيقة لنصف مليار إنسان مـن مجموعه مجلس الكنائس العالمي.

  • ماذا عَنْ الفاتيكان هل مـن تواصل وخطط مشتركة معه؟

يوجد تعاون بين المجلس والفاتيكان عادة لكن الأخير له مسارات أخرى، ولديه مؤسسة كاثوليكية على أرض فلسطين فى غزة وغيرها، وهو يتواصل مع البطاركة والمطارنة الموجودين فى هذه البقعة مـن الأرض وهم على علم كامل بكافة الاحداث التى تحصل لذلك نسمع البابا يطلق نداء هنا وآخر هناك.

لكن اللوبي الصهيوني فى العالم يهيمن على هذه العلاقات، ويحاول ترهيب الفاتيكان بإعادته الي تاريخ أوروبا القديم وإلى صمت المسيحيين آنذاك على الإبادة الجماعية التى ترصد لها نحو 6 ملايين يهودي اثناء الحرب العالميه الثانية.

وبالتالي يحرك اللوبي دوما عقدة الذنب لدى الفاتيكان ويحاول إسكاته، لكن على الجميع ان يناصر الحقيقة دون الوقوف مع اى طرف على حساب الآخر.

  • ماذا عَنْ استهداف المسيحيين على يد المستوطنين فى فلسطين بشكل عَامٌ وعدم اقتصار ذلك على الحرب الحالية على قطاع غزة؟

هنا اعتداءات يومية على الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين فى الضفة الغربية، وفي القدس نسجل المزيد مـن الانتهاكات امام المسيحيين وممتلكاتهم فى اثناء حرية التنقل التى يتمتع بها المستوطنون والتشجيع المباشر وغير المباشر لهم مـن الوزراء فى الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، وعدم قيام الشرطة الإسرائيلية بواجبها.

وخلال السنة والنصف الاخيره أصدر رؤساء الكنائس أكثر مـن 12 بيانا حذروا فيه مـن تصاعد وتيرة الانتهاكات امام الكنائس ورجال الدين المسيحيين الذى ترصد أحدهم للبصق مـن المستوطنين 90 مرة اثناء عَامٌ واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى