قبل توليهم لمناصبهم بالبيت الأبيض، عمل العديد مـن الرؤساء الأميركيين ضوء السلك الدبلوماسي ومثلوا بلادهم بالعديد مـن الدول. الي ذلك، تواجد عَدَّدَ مـن الرؤساء الأميركيين السابقين بروسيا وعاشوا بها اثناء مدة إنجازهم لمهامهم. وقد ساهم هؤلاء الرؤساء اثناء مدة تواجدهم على التراب الروسي فى تحسين وتوطيد العلاقات الأميركية الروسية.
الرئيس جون كوينسي أدامز (1825-1829)
يصنف جون كوينسي أدامز (John Quincy Adams)، المولود يـوم 11 تموز/يوليو 1767، كسادس رئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية حيـث شغل الأخير هذا المنصب اثناء الفتره الممتدة بين عامي 1825 و1829. وقبل توليه لهذا المنصب، زار جون كوينسي أدامز العديد مـن الدول. وقد مثلت الإمبراطورية الروسية إحدى اهم المحطات التى مر بها أدامز قبل بلوغ البيت الأبيض.
فى الرابعة عشر مـن عمره، رافق جون كوينسي أدامز عَامٌ 1781 الدبلوماسي فرانسيس داين (Francis Dane) نحو سانت بطرسبرغ. وبتلك الفتره، مثّل داين أول مبعوث أميركي نحو روسيا. وفي الأثناء، سافر الفتى جون كوينسي أدامز نحو سانت بطرسبرغ بعد حصوله على منصب سكرتير حصري للمبعوث فرانسيس داين.
صورة للرئيس جون كوينسي أدامز
وخلال العام 1809، عاد جون كوينسي أدامز مجددا نحو الأراضي الروسية بعد حصوله على منصب الممثل الدبلوماسي الاول للولايات المتحدة الأميركية بسانت بطرسبرغ. وقد اثناء جون كوينسي أدامز بهذا المنصب لحدود العام 1814. وبتلك الفتره، عاصر الأخير الحروب النابليونية التى سهر خلالها على تأمين المصالح والمبادلات التجارية الروسية الأميركية. عَامٌ 1811، رزق جون كوينسي أدامز وزوجته لويز بمولودة حملت اسم لويز كاترين. وبعد نحو عَامٌ، توفيت هذه الفتاة بعد إصابتها بنزلة برد حادة. وعلى إثر ذلك، دفنت الاخيره بالأراضي الروسية لتكون بذلك أول مواطن أميركي يدفن بالأراضي الروسية.
الرئيس جيمس بيوكانان (1857-1861)
اثناء الفتره التى سبقت اندلاع الحرب الأهلية، شغل جيمس بيوكانان (James Buchanan) ما بين عامي 1857 و1861 منصب الرئيس الخامس عشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وقبل حصوله على هذا المنصب، عمل جيمس بيوكانان بالمجال الدبلوماسي فعيّن سفيرا لبلاده بروسيا ما بين عامي 1832 و1833 قبل ان يرسل بريطانيا اثناء الفتره ما بين عامي 1853 و1856.
بفضل جيمس بيوكانان، أبرمت الولايات المتحدة الأميركية والإمبراطورية الروسية عَامٌ 1832 معاهدة التجارة والملاحة البحرية التى نظمت جانبا هاما مـن العلاقات بين واشنطن وسانت بطرسبرغ. وطيلة مدة عمله كسفير، كسب جيمس بيوكانان ود القيصر الروسي نيقولا الاول الذى راسل الرئيس الأميركي أندرو جاكسون ليمدح السفير جيمس بيوكانان.
الرئيس هيبرت هوفر (1929-1933)
ما بين عامي 1929 و1933، شغل هيبرت كلارك هوفر (Herbert Clark Hoover) منصب الرئيس الواحد والثلاثين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وقد تميزت مدة رئاسة الأخير بتزامنها مع واقعة انهيار بورصة وول ستريت اثناء شهر تشرين الاول/أكتوبر 1929 وبداية مدة الكساد الكبير.
ومنذ العام 1909، تواجد هيبرت هوفر، المختص بمجال هندسة المناجم، بروسيا. وبكشتيم (Kyshtym) بمناطق الأورال، اشترى هيبرت هوفر عددا مـن المؤسسات المحليه المختصة بمجال المناجم مـن عند التاجر الروسي ليف راستورغيف (Lev Rastorguev) قبل ان يؤسس ما لقب بمؤسسة كشتيم للمناجم.
الي ذلك، ساهم هيبرت هوفر فى تطوير قطاع المناجم بروسيا حيـث لقيت مؤسسته ترحيبا جاء الى الروس واستقبلت العديد مـن العمال والمهندسين. ويعود الفضل فى ذلك للسمعة السيئة التى كسبها المستثمرون البريطانيون والألمان بالإمبراطورية الروسية بتلك الفتره.
صورة للرئيس هيبرت هوفر
بحلول العام 1913، غادر هيبرت هوفر الإمبراطورية الروسية. وعام 1917، قطعت الولايات المتحدة الأميركية علاقاتها الدبلوماسية مع الروس بعد نجاح الثورة البلشفية وإعلان لينين خروج بلاده مـن الحرب العالميه الأولى. مع اندلاع المجاعة بروسيا عَامٌ 1921 فى خضم مدة الحرب الأهلية، كان هيبرت هوفر وزيرا للتجارة بحكومة الرئيس هاردينغ. فضلا عَنْ ذلك، كان هوفر مسؤولا عَنْ ادارة الإغاثة الأميركية. وبتلك الفتره، وفرت ادارة الإغاثة الأميركية مساعدات إنسانية لحوالي 20 مليون روسي.
مع تولي هيبرت هوفر لمنصب الرئيس الأميركي، تطورت العلاقات الأميركية السوفيتية بشكل لافت للإنتباه. فضلا عَنْ ذلك، ساعد الأميركيون السوفييت فى افتتاح مصانع سيارات بعدد مدنهم.
