أواخر القرن السابع عشر، عاشت إمبراطورية السويد مع النرويج، على وقع واحده مـن أسوأ المجاعات مـن حيـث عَدَّدَ الوفيات بتاريخ القارة الأوروبية. وقد أثرت هذه المجاعة بشكل كثير على مناطق السويد وإستونيا ولاتفيا وفنلندا التى كانـت حينها جزءاً مـن إمبراطورية السويد.
وفي نفس الفتره، عانت إسكتلندا مـن ويلات مجاعة مشابهة عرفت بالسبع اعوام العجاف التى استوحي اسمها مـن اسم اعوام الجفاف والمجاعة التى حلت بمصر بقصة النبي يوسف. وبإسكتلندا، أودت هذه المجاعة حينها بحياة ما بين 5 و15% مـن سكان البلاد.
أسوأ كارثة ديموغرافية بتاريخ فنلندا
ما بين 1695 و1697، عصفت المجاعة بإمبراطورية السويد، اثناء مدة حكـم كل مـن تشارلز الحادي عشر (Charles XI) وابنه تشارلز الثانى عشر (Charles XII) الذى استلم الحكـم مـن بعده عَامٌ 1697. وفي تلك الفتره، ألقت هذه المجاعة بظلالها على جميع المناطق القابعة تحت سلطة السويد حينها.
لوحة تجسد ملك السويد تشارلز الحادي عشر
فى فنلندا، لقب المؤخرون الفنلنديون اعوام المجاعة بسنوات الضحايا. فخلال عَامٌ 1695، عرفت فنلندا بشكل غير طبيعي صيفاً شديد البرودة، ما أثر على نمو المحاصيل التى نمت بشكل بطيء جداً. مـن جهة ثانية، ساهمت موجات البرد التى عصفت بالبلاد بداية مـن أغسطس 1695 فى تخريب المحاصيل القليلة التى نمت واضعة بذلك المنطقة امام أزمة غذائية غير مسبوقة.
بينما عرفت فنلندا، بحلول يناير وفبراير 1696، طقساً دافئاً وغير طبيعي. وبسبب ذلك، اتجه الفلاحون لزراعة حقولهم بشكل مبكر أملاً فى تجاوز الأزمة الغذائية. وبحلول مارس مـن العام نفسه، شهدت فنلندا موجة برد قارس وتساقطاً كثيفاً للثلوج سرعان ما أفسد المحاصيل. ومع حلول الربيع، أدى ذوبان الثلج لظهور فيضانات أتت على ما تبقى مـن المحاصيل وعكرت الوضعية الغذائية للفنلنديين.
صورة تعبيرية لعدد مـن الفلاحين اثناء مدة الحصاد
ما بين عامي 1696 و1697، عجّت الشوارع الفنلندية بالمتسولين الباحثين عَنْ الطعام. فضلاً عَنْ ذلك، لجأ كثير مـن الفنلنديين لأكل جثث الموتى لسد رمقهم والنجاة مـن الموت. مـن جهة ثانية، صنفت المجاعة ما بين 1695 و1697 كأسوأ كارثة ديموغرافية بتاريخ البلاد حيـث خسرت فنلندا حينها حوالى ثلث سكانها جراءها وقد قدر عَدَّدَ القتلى حينها بما بين 200 و500 ألف ضحية.
مجاعة بأوروبا
فى السويد، لم يكن الوضع افضل حيـث وصف شتاء العام 1695 بالأسوأ منذ 1658. وبسبب ذلك، فسدت المحاصيل وعجزت البلاد عَنْ توفير الغذاء لسكانها. وحسب مصادر تلك الفتره، انتشرت جثث الموتى بالشوارع واضطرت السلطات لنقلها على جناح السرعة نحو المقابر الجماعية خوفاً مـن انتشار الأمراض.
لوحة تجسد ملك السويد تشارلز الثانى عشر
وبإستونيا، عرفت المنطقة مشاكل غذائية منذ العام 1694. وقد استمرت هذه الأزمة الغذائية تزامناً مع خراب المحاصيل بسـبب العوامل المناخية ما بين 1695 و1696. وقد أسفرت المجاعة بتلك الفتره عَنْ وفاة نحو 75 ألفاً مـن الإستونيين وهو ما يقدر بخمس سكان المنطقة بتلك الفتره.
الي ذلك، جاءت هذه المجاعة حينها ضوء ما وصف بالعصر الجليدي الصغير حيـث شهدت أوروبا طيلة تسعينيات القرن السابع عشر تقلبات مناخية جعلت مـن فصلي الربيع والصيف باردين. وقد ألقت هذه التقلبات المناخية بظلالها على مناطق عديدة مـن أوروبا. فعلى غرار السويد وإنجلترا وإسكتلندا، عرفت فرنسا بدورها مجاعة أودت بحياة مئات الآلاف.