اثناء إبحارها ما بين مدينتي ساوثمبتون (Southampton) بإنجلترا ونيويورك الأميركية، اصطدمت السفينة آر أم أس تيتانيك بجبل جليدي بعرض المحيط الأطلسي اثناء الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 نيسان/أبريل 1912. وقد أسفرت هذه الحادثة حينها عَنْ مقتل أكثر مـن 1500 مـن ركاب تيتانيك ضوء ما صنف كواحدة مـن أسوأ الكوارث البحرية زمن السلم.
وعقب حادثة اصطدام تيتانيك بالجبل الجليدي، تكاتفت الجهود الدولية لإنقاذ ركاب السفينة مـن الموت حيـث حاول العديد مـن الدول مد يد العون لراكبي السفينة المنكوبة الذين تواجد ضمنهم عَدَّدَ هام مـن الشخصيات المرموقة مـن أمثال رجل الأعمال الأميركي جون جاكوب أستور الرابع (John Jacob Astor IV) ورائد الأعمال الأميركي بنجامين غوغنهايم (Benjamin Guggenheim) ورجل الأعمال ومهندس السفن البريطاني توماس أندرو الابن (Thomas Andrews Jr).
صورة لعدد مـن الناجين على متن تيتانيك
إشارة الاستغاثة بكندا
ما بين عامي 1912 و1922، تواجد توماس بارتليت (Thomas Bartlett) بمحطة التلغراف اللاسلكي ماركوني الواقعة بجوار منارة كيب بير (cap Bear) بجزيرة الأمير إدوارد (Prince Edward Island) بكندا. الي ذلك، أوكلت للأخير عملية الاتصال بالسفن كاسحة الجليد التى أبحرت قرب مضيق نورثمبرلاند (Northumberland). وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 نيسان/أبريل 1912، تلقى الأخير إشارة الاستغاثة التى أرسلتها سفينة تيتانيك اثناء غرقها قبالة سواحل جزيرة نيوفاوندلاند (Newfoundland).
وقد مثلت المحطة التى تواجد بها توماس بارتليت أول مـن تلقى إشارة استغاثة التيتانيك بكندا. الي ذلك، تكفل الأخير بإرسال هذه الإشارة نحو مدينة شارلوتاون (Charlottetown) قبل ان ترسل بينما بعد نحو هاليفاكس (Halifax).
صورة لعدد مـن الناجين على متن السفينة كارباثيا
آر أم أس كارباثيا
مع تلقيها لإشارات استغاثة التيتانيك، أبحرت السفينة البريطانية آر أم أس كارباثيا (RMS Carpathia) بأقصى سرعة نحو موقع الحادث أملا فى إنقاذ ركاب التيتانيك مـن الموت. وبفضل أوامر الكابتن آرثر روسترون (Arthur Rostron) بتغيير الطريق، كانـت آر أم أس كارباثيا أول السفن التى حلت على عين المكان لتباشر بذلك بإنقاذ الناجين.
وعلى الرغم مـن عدم جاهزيتها، أقدم طاقم كارباثيا على تهيئة سطح السفينة لاستقبال أكبر عَدَّدَ ممكن مـن الناجين وتوفير الخدمات اللازمة لهم. وبفضل التدخل السريع لكارباثيا، نجا المئات مـن ركاب تيتانيك مـن الموت.
صورة للسفينة كارباثيا
مساعدات أهالي نيويورك
مع سماعهم بخبر كارثة التيتانيك، تهافت أهالي نيويورك، رفقة العديد مـن الجمعيات الأميركية المحليه، لمد يد العون للناجين الذين حلوا بينما بعد عند منطقه مانهاتن. ومع وصولهم، حصل الناجون على المواد الغذائية والملابس والأغطية، كَمَا وفرت لهم المساعدات الطبية اللازمة.
وعلى متن كارباثيا، تواجد طاقم طبي تكون مـن ثلاثة أطباء. وقد تكفل هؤلاء الأطباء بادئ الامر بتوفير المساعدات الطبية العاجلة للناجين الذى التقطوا مـن قوارب النجاة. وقرب موقع وصولهم بنيويورك، تواجدت بالمنطقة حوالى 20 سيارة إسعاف لنقل المصابين على جناح السرعة نحو المستشفيات. مـن جهة ثانية، تواجدت السفينة الأميركية توماس برينان (Thomas S. Brennan) قرب نيويورك. وقد تكفل المسؤولون بالمدينة حينها بتحويلها لسفينة مستشفى، عَنْ طريق توفير المواد الطبية اللازمة لها، بهدف إستقبال الجرحى والمرضى.
صورة لعدد مـن أهالي نيويورك اثناء استقبالهم للناجين
اثناء عملية مد يد العون للناجين، شكلت بعض نساء نيويورك ما عرف باللجنة النسائية للإغاثة. وعلى الرغم مـن عدم وجود خطة مساعدة واضحة، تمكنت هذه الجمعة النسائية مـن توفير كميات هامة مـن المساعدات الإنسانية للمسافرين، خاصة المهاجرين، على متن التيتانيك. أيضا، تواجد عَدَّدَ هام مـن المتطوعين على عين المكان إضافة لممثلين عَنْ الجمعية النسائية اليهودية التى مكّنت العديد مـن الناجين مـن مساكن مؤقتة فى انتظار تدخل حكومي أكبر.