الاخبار العربية والعالمية

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكـم حماس فى غزة؟ | سياسة سام نيوز اخبار

رام الله- تكررت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فى 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، تصريحـات إسرائيلية وأميركية عَنْ إنهاء حكـم حركة “حماس” فى القطاع، كهدف أساسي للحرب.

وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، ان واشنطن تعمل مع شركائها فى المنطقة “لاستكشاف الشكل الذى ينبغي ان يكون عليه الحكـم فى غزة مستقبلا”، بينما اعلنت الخارجية الأميركية “أوضحنا أنه لا يمكن لحماس ان تستمر فى حكـم وإدارة غزة”.

ويعيش الفلسطينيون منذ عَامٌ 2007 على وقع انقسام تدير فيه حركة حماس قطاع غزة، بينما تدار الضفة الغربية جاء الى حكومة شكلتها حركة فتح.

فى ضوء المشاريع المطروحة، الي اى مدى تعد بدائل حماس فى غزة قابلة للتنفيذ؟ وهل يمكن إنهاء حكـم الحركة فى القطاع؟ وإلى اى مدى يمكن ان تكون السلطة الفلسطينية أو أطراف عربية بديلا عنها فى ادارة القطاع مستقبلا؟

للإجابة عَنْ هذه الأسئلة تحدثت الجزيرة نت الي 3 خبراء سياسيين بالضفة، اتفقت آراؤهم على ان التطلعات الأميركية والإسرائيلية بنيت على سيناريو واحد، هو ان الحرب ستنتهي بهزيمة حركة حماس، واستبعدت اى سيناريوهات أخرى، وهذا لا يمت للواقع بصلة.

سيناريوهات أخرى

وفق مدير المركـز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) هاني المصرى، فإن الحديث عَنْ ادارة بديلة لحماس فى غزة “جزء مـن الحرب، حيـث يشاع ان هناك سيناريو واحدا هو خسارة حماس والمقاومة الفلسطينية، وفي المقابل اى إنسان، خبيرا كان أو غير خبير، يعرف ان هناك عدة سيناريوهات لمسار الحرب”.

ويستبعد المصرى السيناريو المفترض بهزيمة حماس، متسائلا “كيف يمكن ان تهزم حركة شعبية حظيت بعد 7 أكتوبر بتأييد كثير جدا ليس فلسطينيا فقط، وإنما حظيت بتأييد عربي وعالمي”.

وحتى لو سُلِّم بالسيناريو المستبعد وهو “خسارة المقاومة”، “فإن الحلول كالإدارة المؤقتة، أو قوات عربية ودولية، أو عودة السلطة أو التهجير، ليست سهلة التطبيق”.

بالنسبة للسلطة الفلسطينية، يرى المصرى أنه مـن الصعب ان تقبل بالعودة الي غزة “على ظهر دبابة إسرائيلية” مضيفا “كَمَا أنه ليس مـن السهل موافقة إسرائيل على عودتها رغم أنها مفضلة أميركيا، لأن ما تريده إسرائيل إعادة تغيير وتأهيل السلطة برمتها”.

وإذا قبلت السلطة -وهو مستعبد أيضا- يقول المصرى “لن تكون ممثلة لأي فلسطيني، بل خائنة وعميلة، وهذا ينطبق على اى شخصيات أخرى يفكر بها الأميركيون والإسرائيليون، لأنهم إذا وافقوا سيكونون جزءا مـن المشروع الإسرائيلي الأميركي”.

ويستبعد مدير مركز مسارات موافقة الدول العربية وخاصة مصر والأردن على اى بدائل لإدارة غزة فى الوضع الحالي “لكن إذا وقعت الخسارة، فسيوافقون مـن منطلق إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهنا سيرفض أهل غزة ان يحكمهم أناس لا يمثلونهم”.

وعن رؤيته لنهاية المعركة الحالية، يميل المصرى الي “صيغة لا غالب ولا مغلوب، تسمح لكل طرف ان يدعي أنه حَقَّق الانتصار، لأن خسارة اى مـن الطرفين بالمعنى العسكري مستحيلة، وفي هذه الحالة تكون المقاومة هى المنتصرة، لأنها لم تُمكن الطرف الآخر مـن تحقيق أهدافه”.

وفي هذه الحالة، يقول المحلل السياسي “ستخرج حماس أضعف عسكريا لكنها أقوى سياسيا” بمعنى ان “آثار 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) انتصار إستراتيجي مهما كانـت نتائـج الحرب الحالية، ولن يكون بعده ممكنا تجاهل الجمهور الفلسطيني وقضيته، بل التفكير باتجاه كيفية إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، ودون ذلك سترتد الامور عاجلا أم آجلا”.

قبول مشروط

مـن جهته، يتساءل أستاذ الإعلام فى جامعة النجاح الوطنيه الدكتور فريد أبو ضهير عَنْ المدى الذى يمكن لإسرائيل وصوله فى الحرب “خاصة إذا استمرت الخسائر والأزمات الداخلية”.

ولا يستبعد المتحدث ذاته لجوء الاحتلال اثناء أسابيع الي وسائل تفاوضية أو دبلوماسية لوقف الاعلان النار بشروط “وعليه قد تطرح فكرة ادارة عربية أو أممية فى غزة، وهذا يعني الاستسلام”.

وتساءل فريد أبو ضهير عَنْ مدى استعداد حماس للاستسلام، وتسليم غزة لهيئة عربية أو فلسطينية تحت اطار أممي؟ ويجيب “بالتأكيد لا، لأنها وضعت أهدافا واضحة ومحددة لهذه العملية وهي وقف اقتحامات المسجد الأقصى وموضوع الأسرى والحصار على غزة والضفة”.

ولا يستبعد أبو ضهير إمكانية وجود تواطؤ، وربما استسلام عربي وإقليمي للمشاريع المطروحة “لا أستغرب، بل ربما دعا مسؤولون عرب لإنهاء حماس، كون الحالة الفلسطينية أصبحت مُلهمة منذ انتفاضة الحجارة وحافزا للتحرك امام الظلم”.

اما عَنْ فرضية قبول السلطة الفلسطينية بإدارة غزة، يقول الأكاديمي الاعلامي إن ذلك ممكن “وفق رؤيتها فى الحفاظ على مصلحة الجمهور الفلسطيني وحقن دمائه، والسعي لتحقيق الأهداف سلميا دون إراقة دماء”.

ويتابع المتحدث نفسه “نعم قد تقبل السلطة بحقن الدماء وبناء قطاع غزة، بمباركة عربية وأوروبية وأمريكية وإسرائيلية مـن وراء الكواليس، لكن ضوء أفق لحل سياسي وتوافق وطني فلسطيني، وهناك مرونة فصائلية كافية بهذا الصدد”.

وفى ضوء تحليله يرجح أبو ضهير ان تشهد المرحله القادمة توافقا فلسطينيا على الحل المستند الي دَوْلَةٌ فى حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية “وهذا خيار مقبول مـن حماس والسلطة الفلسطينية والدول العربية، بما فى ذلك المُطبعة منها”.

بعد 7 أكتوبر، يرى أبو ضهير تغييرا فى المزاج الدولى، ومنه الأوروبي والأميركي وحتى دَاخِلٌ دَوْلَةٌ الاحتلال عَنْ دواعي ما حصل فى هذا اليـوم “لأن الحديث لم يعد أمن إسرائيل إنما وجودها”.

حرب نفسية

غير بعيد عَنْ رأيي المصرى وأبو ضهير، لا يرى المحلل السياسي ومدير جامعة القدس المجانية فى بيت لحم الدكتور أسعد العويوي “إمكانية لإنهاء حركة حماس وبالتالي حكمها”.

ويضيف العويوي ان حماس “حركة تحرر وطني راسخة فى وجدان الجمهور الفلسطيني وجزء أصيل منه، وليست نفقا أو بناية يتم القضاء عليها”.

ويعلق أسعد العويوي ان أصحاب مشروع الإدارة البديلة “يستبقون الاحداث، فنتيجة المعركة هى التى ستحسم الامور، وليس بوسع الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا القوى الغربية إنهاء روح المقاومة عند الجمهور الفلسطيني، أو تنصيب ادارة لقطاع غزة”.

وعن التصريحات الأمريكية، يعتبر العويوي أنها جزء مـن الحرب النفسية على الجمهور الفلسطيني، وغير مسلم بها، وأنها مجرد محاولة للدفاع عَنْ مصالحها المتآكلة فى المنطقة، مضيفا ان الولايات المتحدة تقرر وحدها فى اثناء عالم متعدد الأقطاب.

ويستبعد العويوي “تورط اى دَوْلَةٌ عربية فى مسألة ادارة غزة بعد هذا الدم الذى سال والتضحيات، فالشرعية الوحيدة هى لمن يدافع عَنْ الجمهور الفلسطيني والذي يرصد الدماء والأرواح، والحكم يجب ان يتوافق عليه فلسطينيا”.

كَمَا يستبعد المحلل الفلسطيني انجرار السلطة الي مربع المشاريع الأميركية والإسرائيلية، ولا يعتقد ان اى أحد فى الجمهور الفلسطيني يقبل على نفسه ان يذهب على ظهر دبابة أميركية إسرائيلية للحكم، ولا ان حركة فتح تقبل ذلك أيضا.

ويشير المحلل ذاته الي ان قوى إقليمية لها مصالح مع المقاومة “باتت تُظهر مواقف قوية” مشيرا الي زيارة وفد حركة حماس الي روسيا مؤخرا “فروسيا لها موقف متطور ومنحاز للشعب الفلسطيني وقضيته وحريته أكثر مـن اى وقت لاحق”.

وذكر العويوي ان روسيا والصين تتحدثان بقوة عَنْ ما بعد الحرب وضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة دَوْلَةٌ فلسطينية، معتبرا ان هذا المشهد يأتي نتيجه التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني، وتقارب مواقف قواه السِّيَاسِيَّةُ بإقامة دَوْلَةٌ وفق قرارات الشرعية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى