اقتصاد

هل سيضطر الفيدرالي لتغيير مستهدفه للتضخم لإعلان الانتصار؟


تترقب الأسواق قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المجانية (FOMC)، وهي هيئة متخصصة بالتحكم وأخذ القرارات بالسياسة النقدية فى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. تعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المجانية 8 اجتماعات مجدولة بانتظام اثناء العام، بالإضافة الي اجتماعات طارئة وفق الحاجة.

مـن المحدد ان يعقد الاجتماع القادم للجنة الفيدرالية للسوق المجانية فى 25-26 يوليو. وكان قرر الفيدرالي، اثناء الاجتماع الأخير، فى يونيو، بتثبيت نسبه الفائدة بعد 10 اجتماعات متتالية مـن رفـع نسبه الاقتراض بهدف تخفيف التضخم الذى جاء لمستويات قياسية.

وحتى اللحظة، لا تزال توقعات المحللين للاجتماع القادم متضاربة. مـن جهة يعتبر البعض أنه يجب على الفيدرالي استئناف زياداته فى نسبه الاقتراض بينما لا يزال بعض المحللين متخوفين مـن احتمالية ركود بحال استمر الفيدرالي بقيادة جيروم باول فى تشديد سياسته النقدية.

فى هذا السياق، توقع كثير المستشارين الاقتصاديين لدى “أليانز” محمد العريان، فى مقابلة مع “بلومبرغ”، ان الاحتياطي الفيدرالي يتجه لرفع الفائدة بمقدار 25 نقطه أساس.

وأضاف: “بحال التزم الفيدرالي بمستهدف تضخم عند 2%، فإن احتمالية رفـع الفائدة فى سبتمبر ستبقى مفتوحة. ولكن بحال اتخذ الفيدرالي وجهة نظر طويلة المدى، فإن الدورة التشديدية التى يقودها جيروم باول ستنتهي الاسبوع القادم.

وقال العريان: “هذا الاعتماد المفرط على البيانات مـن جانب الاحتياطي الفيدرالي هو عدم رغبة أو عدم قدرة على تبني وجهة نظر استراتيجية للاقتصاد”.

كَمَا اضاف العريان ان “باول” سيضطر فى النهايه الي الاستقرار عند معدل مستهدف جديد أقرب الي 3% مـن المعدل الحالي البالغ 2% وهو تحول مـن شأنه ان يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بإعلان النصر فى وقت مبكر، مع تقليل مخاطر الأضرار بالاقتصاد الأميركي.

“قلقي الكبير هو أنه إذا ركز الاحتياطي الفيدرالي على مستهدف 2% فى اطار زمني سريع نسبيًا، فسوف ينتهي بنا المطاف فى حالة ركود. لا يوجد سبب يدفع الاقتصاد الأميركي للركود. الخطر الأكبر هو أننا نتبع هـدف التضخم الخاطئ وينتهي بنا الامر بدفع هذا الاقتصاد الي الركود”.

تسعر الأسواق حاليا بنحو 100% بأن الفيدرالي الأميركي قد يصل الفائدة بـ 25 نقطه أساس فى اجتماعه القادم المحدد عقده فى 26 يوليو الحالي، وفق موقع “FedWatch”.

المصدر: FedWatch

المصدر: FedWatch

لكن الجدل الحالي فى السوق هو ما إذا كانـت هناك حاجة الي مزيد مـن الزيادات فى نسبه الاقتراض لضمان استمرار تباطؤ التضخم أو إذا كان القيام بالمزيد قد يتسبب فى أضرار غير ضرورية للاقتصاد.

ولا تزال الضبابية تسيطر على السوق، حيـث يعتقد بعض المستثمرين ان مخاطر فشل البنوك وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي قد تفتح الباب لاحتمالية، ولو قليلة، بأن الفيدرالي قد يثبت المعدلات مرة أخرى. بينما تشير بيانات التضخم الأساسية التى لم تتباطأ بالشكل المطلوب بأن هناك مجالا لاستمرار السياسة النقدية لفترة أطول.

وكان أشار باول، فى اجتماعه الماضي، أنه سيرفع الفائدة مرتين إضافيتين بمقدار 25 نقطه أساس قبل نهاية العام.

على صعيد الأسواق، يقابل رالي الأسهم الأميركية نقطه انعطاف هذا الاسبوع، مع ترقب قرار الفيدرالي.

ففي بداية العام، توقع العديد مـن المستثمرين ان تؤدي الفائدة المرتفعة الي حدوث ركود مـن شأنه ان يلحق المزيد مـن الضرر بالأسهم بعد الانخفاض الحاد فى عَامٌ 2022. بدلاً مـن ذلك، أثبت الاقتصاد الأميركي مرونته، بدعم مـن شركات التكنولوجيا وسوق الوظائف القوي، فى الوقت الذى أَحِرْزٌ فيه الاحتياطي الفيدرالي ترصدًا فى مكافحة التضخم، فى سيناريو مثالي للسوق “سيناريو Goldilocks”.

ما هو سيناريو “Goldilocks”؟

هو اقتصاد يحافظ على النمو الاقتصادي المعتدل، وله معدل تضخم منخفض، مما يسمح بسياسة نقدية صديقة للسوق. يصف هذا السيناريو حالة مثالية للاقتصاد حيـث لا يتوسع الاقتصاد أو ينكمش كثيرًا.

ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 19% تقريبًا منذ بداية العام وهو قريب جدا مـن أعلى مستوى سجله فى يناير 2022.

بينما يلي أداء بعض أسهم التكنولوجيا الكبرى فى وول ستريت:

المصدر: Tradingview

المصدر: Tradingview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى