هل يجتمع البرهان وحميدتي؟ وما العقبات والرهانات؟ | اخبار سياسة سام نيوز اخبار
اعلنت مجـلة لوبوان إن السودانيين رأوا بارقة أمل اثناء الفوضى التى يعيشونها منذ ثمانية اشهر، فى بيـان للهيئة الإقليمية الحكومية للتنمية (إيغاد) أعلنت فيه عَنْ موافقة الطرفين المتحاربين فى السودان على التحدث وجها لوجه، وأن يكون اللقـاء بين النادي أول عبد الفتاح البرهان، رئيس القوات المسلحة السودانية، والفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب (حميدتي) رئيس قوات الدعـم السريع، اثناء اسبوعين.
غير ان هذا اللقـاء -كَمَا تقول المجلة فى تقرير بقلم أوغستين باسيللي مـن أديس أبابا- أصبح غير مؤكد الان، لأن البرهان -حسب مهدي برير عضو الجبهة المدنية المناهضة للحرب- “سيحاول تأخير هذا اللقـاء لأطول مدة ممكنة، لأن حضوره يعني الاعتراف بهزيمة الجيش السوداني، وهذا الاعتراف سيؤثر على منصبه كزعيم” لا يزال يمثل السودان على الساحة الدولية.
وتبدو العلاقة بين الجيش الوطني وقوات الدعـم السريع غامضة، رغم ان الجيش كان مهندس مليشيات الجنجويد هذه فى عهد الرئيس السابق عمر البشير لمواجهة التمرد فى دارفور، وقد تم إضفاء الطابع الرسمى عليها تحت اسم “قوات الدعـم السريع” عَامٌ 2013، وانتسب لخدمتها نحو 400 جنرال.
طريق مسدود
وبعد سقوط البشير، أصبح حميدتي الرجل الثانى بعد البرهان فى مجلس السيادة، وقاما بمناورات مشتركة لمنع زملائهم مـن المجتمع المدني والأحزاب السِّيَاسِيَّةُ مـن تنفيذ التحول الديمقراطي -حسب المجلة- وانتهى الامر باستيلائهما على السلطة معا فى انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الاول 2021، الذى وضح تدريجيا خلافاتهما، خاصة بينما يتعلق بدمج قوات الدعـم السريع فى صفـوف الجيش النظامي.
ولا يزال هذا الطريق المسدود قائما بعد مقتل أكثر مـن 12 ألف شخص ونزوح 6.7 ملايين شخص. ويقول مهدي برير “كلاهما متفقان على تشكيل حكومة مدنية ولكن بشروطه الخاصة، حيـث يريد الجيش دمج قوات الدعـم السريع فى صفوفه، بينما ترغب قوات الدعـم السريع فى عـقد مؤتمر وطني كثير، وهم يرفضون الانضمام الي الجيش الذى هزموه”، حسب برير.
ألكسيس محمد: “كَمَا هو الحال فى اى صراع مسلح عليك ان تتوقع اى شيء”، وبالتالي فإن بارقة الأمل التى طال انتظارها جاء الى السودانيين، لا تزال خجولة للغاية فى الوقت الحالي
ويسيطر رجال حميدتي حاليا على نحو 90% مـن الخرطوم مع 4 مـن عواصم دارفور الخمس، وقد استولوا على مدينة ود مدني وسـط البلاد مؤخرا، ويرى مصدر دبلوماسي غربي ان هذا الانتصار الجديـد سيجبر البرهان على الجلوس الي طاولة المفاوضات، رغم مقاومة الجناح الإسلامي مـن أنصاره لذلك.
دول الجوار
وتأمل المحللة السِّيَاسِيَّةُ داليا عبد المنعم ان تجبر الدول الحدودية فى نهاية المطاف أمراء الحرب على التفاوض، لأن عبء الصراع يقع على عاتق تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا، التى تستضيف أكثر مـن 1.2 مليون لاجئ، كَمَا يمكن ان تؤدي التوترات الدبلوماسية أيضا الي تسريع التقدم نحو اتفاق سلام.
وفي مواجهه خطر اندلاع حريق إقليمي، تلاحظ داليا عبد المنعم تراجعا طفيفا فى جدلية المعسكرين، وتقول “الوضع مائع للغاية. لا نعرف ما الذى يجري خلف الكواليس، لكني أتوقع إعلانات مستقبلية”، ويقول ألكسيس محمد، مستشار الرئيس الجيبوتي “كَمَا هو الحال فى اى صراع مسلح عليك ان تتوقع اى شيء”، وبالتالي فإن بارقة الأمل التى طال انتظارها جاء الى السودانيين، لا تزال خجولة للغاية فى الوقت الحالي.