الاخبار العربية والعالمية

هل يشكل قناصة “المدى البعيد” ورقة رابحة لدى روسيا فى مواجهه أوكرانيا؟ | سياسة سام نيوز اخبار

موسكو- أكثرت وزارة الدفـاع الروسية فى الآونة الاخيره مـن نشر مقاطع صور لما يسمى بـ”القناصة الثقلاء” مـن اللواء البحري 155 التابع لأسطول المحيط الهادي، تُظهر عمليات رماية دقيقة بالنيران على القوات الأوكرانية على محاور مختلفة، كدعم ناري مؤثر فى العمليات الهجومية.

وتسمية “القناصة الثقلاء” تعتـبر جديدة فى المصطلحات التى ظهرت اثناء الحرب مع أوكرانيا. ومن المرجح ان هذا اللواء البحري مُنح هذه التسمية فى إشارة للدور الذى يقوم به فى مسرح العمليات.

وتنتمي هذه الوحدة مـن القناصة الي مشاة البحرية -وهي إحدى الوحدات الهجومية المصنفة بأنها الأكثر فعالية فى الجيش الروسي- تقوم بمهام خاصة على اليابسة، الي جانب الخدمة فى التشكيلات البحرية.

Service members of pro-Russian troops stand guard in Mariupol
مسافة الاعلان النار بالنسبة الي القناص “الثقيل” تتراوح مـن 800 متر الي كيلومترين (رويترز)

تعزيز المشاركة

وبدأ تسليط الضوء على فئة القناصة الجدد بعد إعلان وزارة الدفـاع الروسية أنها تمكنت مـن تدمير كتيبة “معادية” بأكملها تقريبا، فى وقت كان يطغى فيه الاهتمام بالأسلحة عاليه التقنية ومدافع الهاوتزر والهاون، حيـث تواصل الدول الغربية دعـم كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة.

ورغم ان القناصة أصبحوا منذ مدة طويلة عنصرا كلاسيكيا فى الحرب الروسية الأوكرانية، فإن موسكو بدأت فى تعزيز مشاركتهم فى العمليات العسكرية، ولا سيما فى المناطق الثابتة مـن الجبهة.

فى المقابل، تثير مشاركة القناصة الجدد مجموعه مـن التساؤلات حول فاعلية هذا النوع مـن الوحدات، بالنظر الي الخطر الذى تشكله عليهم المُسيّرات والمناظير الحرارية التى باستطاعتها التعامل مع عامل التمويه الذى عادة ما يلجأ إليه القناص، والكشف عَنْ مكانه مـن اثناء رصد حرارة جسمه.

يوضح ألكسي دينكين الخبير فى الامور العسكرية ان القناصة العاديين يطلقون النار على مسافة تتراوح مـن 300 الي 800 متر، بينما تتراوح مسافة القناص “الثقيل” مـن 800 متر الي كيلومترين، ما يؤمن له هامشا أوسع مـن الأمن والقدرة على التخفي.

ويقول دينكين -للجزيرة نت- إن القناصة بعيدي المدى يتميزون باستخدام بنادق مـن العيار الكبير روسية الصنع، قادرة على اختراق دفاعات المشاة الأكثر تقدما بسهولة.

ويتابع الخبير ذاته أنه إذا لزم الامر، يشارك القناصة بعيدو المدى فى العمليات الهجومية، ويعملون على مقربة مـن “العدو” وتجبر نيرانهم الدقيقه الجنود الأوكرانيين على تسليم مواقعهم.

عامل الإرباك

وتكمن الأهمية الإضافية للقناصة المقصودين فى القدرة على تقييد تصرفات وتكتيكات قوات المشاة الأوكرانية والمساهمة فى إضعاف الروح المعنوية لديها وإلحاق أقصى قدر مـن الضرر بها والبقاء، فى الوقت نفسه، دون ان يلاحظهم أحد.

ويكشف الخبير فى الامور العسكرية ان الأهداف ذات الأولوية بالنسبة الي هذه الوحدة مـن القناصين، هى مشغلو الطائرات دون طيار الأوكرانية وأطقم مدافـع الهاون، الي جانب الأجانب والعسكريين الأوكرانيين.

ويشير الي ان تجهيز القناصين بعيدي المدى وتدريبهم أمر مكلف بحكم التدريبـات المكثفة والتجهيزات الخاصة، وبالتالي فإن عددهم محدود نسبيا.

ويستخدم قناصة المدى البعيد الروس أنواعا مختلفة مـن أنظمة الرماية التى تنتجها الشركات المحليه. لكن بنادق “رابتور” عاليه الدقة التى تم إدخالها الخدمة فى سبتمبر/أيلول الماضي وتسليمها الي اللواء البحري 155، شكلت -وفق خبراء روس- عامل الحسم فى تفوق القناصين الروس على نظرائهم الأوكرانيين.

وتتميز هذه البنادق بالقدرة على اصابه اهداف تقع على بعد 1800 متر تقريبا، وبوزن خفيف نسبيا يبلغ حوالى 7 كيلوغرامات، بسرعة ابتدائية للرصاصة تعـادل نحو 900 متر فى الثانية الواحدة.

ويلفت الخبير العسكري يوري كنوتوف الي ان تغييرات طرأت على مهام قناصة اللواء 155 بعد استلام بنادق القنص الجديدة وباتت تكمن، مـن بين أمور أخرى، فى تعقب وتدمير أركان القيادة وخبراء المتفجرات والقناصة الأوكرانيين والعسكريين الآخرين.

وأضاف ان هذا السلاح الجديـد يسمح، فى الوقت نفسه، بإطلاق النار على مسافات تصل الي نحو كيلومترين، ما يزيد مـن فعالية العمل القتالي ويقلل مـن بعض المخاطر.

 دقة عاليه

ويقول الخبير العسكري نفسه إن قناصة أسطول المحيط الهادي تمكنوا مـن اثناء ذلك، مـن لعب دور مهم فى الاستيلاء على مناطق ونقاط عدة على محاور مختلفة مثل نيكولسكويه وأوغليدار، عبر تقديم مجموعـات الاقتحام واستهداف نقاط المراقبة والقناصين الأوكرانيين ووحدات تسيير الطائرات دون طيار التى يستخدمها الجيش الأوكراني فى مهام اكتشاف أماكن وجود القناصين الروس.

ويضيف كنوتوف ان بنادق القناصة التى تم تسليمها الان الي الخطوط الأمامية تتميز بالدقة العالية وإمكانية اصابه الهدف على مسافات بعيدة وأنها باتت تُستخدم ليس فقط للقتال امام أفراد قوات “العدو”، بل وفي إرباك قيادته الميدانية وتعطيل المركبات المدرعة الخفيفة.

لكن ذلك لا يعني -حسب قوله- المبالغة فى الاستهانة بالقناصة الأوكرانيين، ذلك ان القوات الأوكرانية تمتلك أيضا عددا كبيرا الي حد ما مـن بنادق القناصة التى توفرها الدول الغربية، ورغم أنه لا يمكن وصفها جميعا بأنها حديثة وذات عيار كثير، فقد عرضت فاعلية نسبية فى مراحل سابقة مـن المواجهات، لا سيما قبل إدخال “عقيدة” القنص عَنْ بُعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى