على الرغم مـن مرور أيام على الواقعة، فإن دعوة العشاء التى أرسلتها الهند لأعضاء مجموعه العشرين باسم “رئيس بهارات” بدلا مـن رئيس الهند، وأشعلت جدلا واسعاً قد أعادت الضوء لدول كثيرة فعلتها قبلها.
فهل يمكن لبلد ضارب جذوره فى التَّارِيخُ، وعملاق فى المساحة والسكان، بحجم الهند، ان يغير اسمه؟
نعم يمكن، فقد تبيّن ان عدة دول سبقت الهند واستحدثت لنفسها اسماً جديداً أو استنبطته مـن تاريخها.
ومن اهم الأمثلة، سريلانكا التى تخلّت عَنْ اسم سيلان، وكان يسميها العرب الأوائل “سَرَنْدِيب”.
وكذلك “بورما” التى صارت ميانمار، ونسمي أهلها البرماويين.
أيضاً هناك بنغلاديش التى كانـت تُسمى باكستان الشرقية، وهناك الكونغو بعد استيلاء موبوتو على السلطة سمَّاها زائير، وبعد ان استولَى على نفس السلطة كابيلا أعاد تسميتَها الكونغو، ولا تزال.
اما روسيا فصارت مجرد اسم دَاخِلٌ الاتحاد السوفيتي، وبعد سقوط الشيوعية عادت الي روسيا.
ولا ننسى مصر، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما اتفق مع نَظِيرِه السوري الرئيس شكري القوتلي على اتحاد مصر وسوريا قرَّر تسميةَ البلدِ الجديـد بالجمهورية العربية المتحدة، وتخلَّى عَنْ مصر، الاسم الذى عمره أكثر مـن 3 آلاف سنة.
وبعد ثلاث اعوام وقع انقلاب فى سوريا التى قرَّرت استعادةَ اسمها التاريخي، ثم بعد 10 اعوام تُوفي عبد الناصر وجاء السادات، الذى أعاد مصر الي اسمها.
الهند أم بهارات؟
يشار الي ان دعوات العشاء التى قدمت لأعضاء مجموعه العشرين أوائل الشهر الحالي كانـت أثارت جدلاً واسعاً، وموجة استغراب فى البلاد.
فقد بينت نسخ عنها أنها وجهت باسم “رئيس بهارات” بدلاً مـن “رئيس الهند” المعتاد، ما أشعل انتقادات واسعة جاء الى بعض الأحزاب السِّيَاسِيَّةُ المعارضة.
بينما انتشرت صور تلك الدعوات كالنار فى الهشيم على مواقع التواصل، مطلقة “حرباً” شعواء مـن النقاشات والشائعات على السواء، بين مـن أعلن ان التسمية الرسمية للهند أصبحت “بهارات”، وبين مـن سخر مـن الموضوع برمته.
بينما دعا سياسيون آخرون الي استعمال التسميتين، “بهارات” و”الهند” على السواء.
بينما السلطات حاولت قبل اعوام، تغيير اسم البلاد الي “بهارات”، لأن التسمية تعود لحقبة الاستعمار البريطاني، لكن المحكمة العليا رفضت ذلك.