أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

وثائقي “الذاكرة الأبدية”.. الحب على خلفية ألزهايمر | فن سام نيوز اخبار

ناضل أوغوستو غونغورا كصحافي لكشف تفاصيل الدكتاتورية العسكرية فى تشيلي، لكن معركته مع زوجته اثناء خسارة ذاكرته هى التى جعلته موضوع فيلم وثائقي رشح لجائزة الأوسكار بعنوان “الذاكرة الأبدية” La Memoria infinita أو The Eternal Memory.

ويتناول هذا الفيلم، الذى أخرجته التشيلية مايتي ألبيردي، تطور مرض ألزهايمر فى حياة زوجين يكافحان يوماً بعد يـوم لإبقاء شعلة حبهما متقدة، بينما بلدهما يسعي عدم نسيان جروح الماضي.

وأوضحت ألبيردي (40 عاما) ان “الفيلم، مـن اثناء ما يحدث لغونغورا، أصبح تعبيراً مجازياً يرمز الي خسارة ذاكرة بلد بأكمله”.

وأضافت “إنه أيضاً تذكير مهم بأن الذاكرة العاطفية تتولى زمام الامور عندما يفقد المرء ذاكرته العقلانية. وهذه الشحنة التاريخية تظل قائمة حتـى لو اضمحلت ذاكرة الشخص”.

الترشح لجائزة الأوسكار

ويتناول الفيلم -الذى رُشح لجائزة الأوسكار فى فئة افضل وثائقي- 5 اعوام مـن الحياة اليومية لغونغورا وزوجته الممثلة ووزيرة الثقافة السابقة بولينا أوروتيا التى كرّست نفسها لرعايته.

وأوضحت المخرجة أنها وجدت فى قصة الفيلم “طريقة جيدة جداً للتحدث عَنْ مرض ألزهايمر مـن اثناء الحب، فلا يُنظر الي المرض مـن زاوية كونه مأساة، بل كسياق”.

وقالت ألبيردي -التى سبق ان رُشحت لجائزة الأوسكار عَامٌ 2021 عَنْ فيلم وثائقي بعنوان “وكيل الخلد” The Mole Agent عَنْ الوحدة التى يعانيها كبار السن- إن تصوير فيلمها الجديـد “لم يكن بالغ الصعوبة لانه درس عظيم فى الحب”.

وستكون المخرجة التشيلية فى 10 مارس/آذار الحالي فى لوس أنجلوس بين المتنافسين على جَائِزَةٌ الأوسكار لأفضل وثائقي، وتسعى الي الفـوز بهذه الفئة أيضا ً4 افلام أخرى هى “بوبي واين: رئيس الجمهور” Bobi Wine: The People’s President و“بنات ألفة” (Four Daughters) و”ان تقتل نمرا” To Kill a Tiger و”20 يـومًا فى ماريوبول” 20 Days in Mariupol.

“لا هوية”

كان غونغورا عضواً فى إحدى وسائل الإعلام السرية اثناء دكتاتورية أوغستو بينوشيه، ثم أصدر كتاباً عَنْ السنوات الأولى مـن هذه المرحله المظلمة فى تاريخ بلده بعنوان “تشيلي: الذاكرة المحرّمة” ثم عمل فى التلفزيون بعد نهاية الدكتاتورية عَامٌ 1990.

وهذا الرجل -الذى كان لسنوات يدخل بيوت الناس ليتمكن مـن سرد قصصهم- فتح لألبيردي” باب بيته وعالمه الحميم فى لحظة ضعفه.

وقالت المخرجة “كان يعلم أنه يريد ان يروي قصة ضعفه، وألقى وزوجته نفسيهما مـن دون تردّد” فى هذا المشروع الذى تتخلله مشاهد مـن حياتهما اليومية التى طبعها ألزهايمر، مع صور أرشيفية لحياتهما قبل ذلك.

وفي أحد هذه الْمُشَاهِدِينَ، تقرأ أوروتيا لزوجها إهداءً كتبه لها فى نسخة مـن كتابه، عندما كانا فى بدايات علاقتهما.

وما كتبه فى هذا الإهداء يومها بدا شديد التعبير فى وضعه كمريض “مـن دون الذاكرة، لا نعرف مـن نحن.. ومن دون الذاكرة، لا هوية”.

وخلال مرحلة جائحة “كوفيد-19” عهدت المُخرجة بكاميرا للزوجين حتـى يتمكنا مـن مواصلة تَسْجِيلٌ وقائع يومياتهما، مع أنها لم تكن تتوقع ان تعطي هذه الخطوة النتيجة المتوخاة.

لكنها لاحظت اليـوم ان الْمُشَاهِدِينَ التى صوراها بهذه الطريقة “كانـت ذات عمق كثير” بحيث أصبحت هذه المشكلة نهاية المطاف نعمة، وأوضحت ألبيردي ان قرار التوقف عَنْ التصوير فرض نفسه.

وقالت “ثمة مشهد فى الفيلم يصرح فيه (غونغورا) ويقول (لم أعد هنا). وأضافت “كانـت المرة الأولى منذ 5 اعوام أشعر بأنه غير مرتاح تجاه نفسه. هذه اللحظة التى رأى فيها نفسه يفقد هويته، كان هذا هو الحد الأقصى بالنسبة لي”.

وتوفي غونغورا عَنْ عمر ناهز 71 عاما فى مايو/أيار 2023، بعد 4 اشهر مـن العرض الاول لفيلم “ذاكرة أبدية” فى مهرجان صاندانس السينمائي، حيـث فازت قصته بالجائزة الكبرى للأفلام الوثائقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى