وسـط أوضاع صعبة.. مدارس صور اللبنانية تحتضن مئات النازحين مـن القرى الجنوبية | سياسة سام نيوز اخبار
صور – دَاخِلٌ أحد الفصول فى مدرسة مهنية تحولت على عجل الي مركز لإيواء النازحين لا يوجد بها سوى عَدَّدَ مـن المراتب والبطانيات، يقف مصطفى السيد بين زوجته وأولاده، يشكو مـن الْأَوْضَاعُ السيئة التى يعيشونها بعد ان اضطروا للنزوح مـن قرية بيت ليف القريبة مـن الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
يروي السيد معاناته للجزيرة نت قائلا “بسـبب القصف الإسرائيلي على المنازل والأراضي الزراعية، الذى تسبب فى استشهاد عَدَّدَ مـن المدنيين، تركنا بيوتنا ولم نستطع ان نأخذ سوى بعض الملابس”.
ويضيف “لأننا لا نملك المال لجأنا لمركز الإيواء التابع لاتحاد البلديات، الذى يوفر لنا الطعام وبعض أدوات التنظيف، لكن لدينا المزيد مـن النواقص، فنحن نريد غسالة لغسيل الملابس التى نرتديها منذ أيام، ولا نعرف الي اى وقت سنظل هنا قبل ان نتمكن مـن العودة الي منازلنا”.
ويشير الي ان العديد مـن العائلات تتقاسم حماما مشتركا، وفي كثير مـن الأحيان تُقطع المياه والكهرباء، مما يزيد مـن معاناة الناس.
ويوجد فى مدينة صور جنوبي لبنان أكثر مـن 1500 عائلة، نزحوا مـن القرى على الشريط الحدودي هربا مـن القصف الإسرائيلي، توزعوا على عَدَّدَ مـن مراكز الإيواء فى المدارس الرسمية والخاصة التى أعدتها وحدة ادارة الكوارث فى اتحاد بلديات صور.
وتشهد الحدود اللبنانية بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، تبادلا متقطعا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي مـن جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية مـن جانب اخر، مما أدى الي سقوط عشرات القتلى والجرحى مـن الطرفين.
ترقب وقلق
لا يختلف الحال كثيرا مع الحاج الثمانيني موسى الموسى مـن قرية البستان، الذى اضطر للنزوح مع أحفاده وبعض أولاده، وترك زوجته مع ولدين للاهتمام بالأغنام فى المراعي والأراضي الزراعية القريبة مـن القرية التى تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل.
ويقول للجزيرة نت “لقد نزحت مع أطفالي خوفا على حياتنا ولكن لأننا رعاة أغنام بدو، اضطررت لترك زوجتي وولديْن للاهتمام بالمواشي فى المراعي الواقعة بين منطقتي الضهيرة وعلما الجمهور، ونعيش فى قلق دائم خوفا مـن تعرضهم لأي مكروه لا قدر الله”.
ويضيف “رغم كل شيء، الحمد لله ما زلنا سالمين ونتواصل يوميا عبر الهاتف مع أولادنا وأقاربنا الذين فضلوا البقاء على الحدود، ونطمئن على سلامتهم”.
ويأخذ نجله خالد زمام الحديث قائلا “مـن اليـوم الثانى لمعركة طوفان الأقصى بدأت الاشتباكات على طول الحدود، وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي فى قصف المناطق الحدودية بالقنابل الفسفورية، لذلك اضطررنا لترك منازلنا والتوجه الي صور بحثا عَنْ الأمان”.
ويؤكد خالد ان المزيد مـن البيوت والمنازل احترقت أو تضررت بسـبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
ورغم كل ما جرى له ولأسرته، فإن خالدا يشعر بالسعادة والفخر لما قامت به المقاومة الفلسطينية فى غزة، و”التى أذلت الاحتلال الإسرائيلي فى معركة طوفان الأقصى“.
ويضيف: نحن نعرف ان الاحتلال الإسرائيلي عندما يتعرض للوجع أو للهزيمة ينتقم بارتكاب المجازر وقصف المدنيين العزل لكننا نقول الله ينصر أهل غزة ونحن معهم فى هذه المعركة.
ضغوط مالية
ومع استمرار التصعيد، استقبل قضاء صور أكثر مـن 10 آلاف نازح، هو أمر يشكل تحديا كبيرا لوحدة ادارة الكوارث فى المدينة الساحلية التى تعمل على مدار الساعة لإدارة التدفق المستمر للنازحين.
يقر حسن حمود نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور بأن الوضع الاقتصادي التعيس الذى تمر به البلاد وعدم توفر أموال الوزارات لدعم النازحين يعقدان مـن جهود وحدة الكوارث فى توفير الدعـم الكافي للنازحين.
ويضيف للجزيرة نت أنه منذ اليـوم الثانى للحرب بدأت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص والقنابل الفسفورية باتجاه القرى الحدودية، مما أجبر الناس على ترك منازلهم والتوجه لمناطق أكثر أمنا مثل مدينة صور.
ويؤكد ان وحدة ادارة الكوارث فتحت منذ اليـوم الاول لحركة النزوح 3 مراكز إيواء، وقامت بتسجيل النازحين وتقدير احتياجاتهم الخاصة، ومع زيادة عَدَّدَ النازحين أنشأنا مركزا رابعا.
ووفقا لحمود، فإن هناك 800 نازح فى مراكز الإيواء التابعة لاتحاد البلديات، وبعض هؤلاء النازحين فقراء وعمال باليومية فى مجال الرعي والزراعة، اما الباقي فقد انتقلوا للإقامة لدى أقاربهم فى صور أو صيدا، أو استأجروا شققا للإقامة فيها.
ويشير الي أنه فى اثناء عدم توفر مخصصات مالية حكومية، لجأ اتحاد البلديات الي الجمعيات الخيرية والدولية والإنسانية لتوفير الاحتياجات الإنسانية للنازحين، وعلى رأسها 3 وجبات يومية مـن مطابخ مؤسسة الإمام الصدر، ومياه الشرب ووسائل التنظيف.
وناشد حمود الجهات الحكومية والخيرية والمنظمات الدولية المساعدة فى توفير الاحتياجات اليومية والإنسانية لهؤلاء النازحين.