اقتصاد

“وول ستريت” تحبس الأنفاس انتظاراً لبيانات حاسمة

وتواجه “وول ستريت” شهوراً صعبة قبيل الانتخابات الأميركية، ابتداءً مـن شهر سبتمبر الذى يعتبر “الشهر الأضعف موسمياً (وفق البيانات التاريخية) حيـث جاء الي متوسط ​​الانخفاض 1.2 بالمئة خلاله، وفقاً لما أشار إليه الخبير الاستراتيجي الفنى فى بنك أوف أميركا، ستيفن سوتماير”، فى التصريحات التى نقلها تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية عليه.

علاوة على ذلك، سوف يضطر المستثمرون الي التعامل مع اجتماع السياسة النقدية القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذى يستمر يومين يومي 17 و18 سبتمبر.

ومن المنتظر على نطاق واسع ان يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.. بينما السؤال هو الي اى مدى سوف يخفض البنك أسعار الفائدة.

ونقل المقال عَنْ كثير الاستراتيجيين العالميين فى فريدوم كابيتال ماركتس، جاي وودز، قوله: “ستكون هناك مخاطر كبيرة فى العناوين الرئيسية اثناء الأسابيع القليلة القادمة. والآن بعد ان انتهينا مـن موسـم الأرباح، ستكون هذه العناوين الرئيسية تحت المجهر أكثر مـن اى وقت مضى”.

وحتى ذلك الحين، سيتعين على المستثمرين ان يخوضوا فى جـدول اقتصادي مزدحم ــ مع صدور تقرير الوظائف فى الولايات المتحدة هذا الاسبوع، وبيانات التضخم فى الاسبوع القادم ــ للحصول على المزيد مـن الأدلة حول ما يمكن توقعه مـن بنك الاحتياطي الفيدرالي فى المستقبل.

مفتاح أسعار الفائدة

ومن المرجح ان يظل مسار تخفيف السياسة النقدية حاضراً بقوة فى أذهان المستثمرين طيلة تعاملات الشهر الحالي، وهو ما يضيف اهميه الي التقارير الاقتصاديه التى ستصدر بين الان واجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي.

  • بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أغسطس مـن المحدد ان تصدر فى السادس مـن سبتمبر.
  • بينما مـن المحدد ان تصدر مؤشرات أسعار المستهلك والمنتجين فى الحادي عشر والثاني عشر مـن الشهر نفسه.
  • أية إشارة مـن سوق العمل أو بيانات التضخم تشير الي ان المستثمرين سوف يضطرون الي إعادة النظر فى توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة لبقية العام مـن الممكن ان تضر بالأسهم.

ونقل المقال عَنْ سام ستوفال مـن مركز أبحاث الأسواق المالية، قوله: “اعتقد بأن توقع خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 100 نقطه أساس فى غضون أربعة اشهر أمر مبالغ فيه بعض الشيء.. لقد اثناء بنك الاحتياطي الفيدرالي يقول إنه لا يريد إعادة إشعال فتيل التضخم، بل يريد التأكد مـن إخماد الحريق قبل ان نغادر المخيم. لذا، اعتقد ان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة فى سبتمبر، وبعد ذلك سوف نراقب البيانات لاتخاذ القرار”.

وأضاف: “ربما نستبعد احتمالات شهر نوفمبر مرة أخرى إذا استمرت البيانات فى الظهور بشكل أقوى مـن المتوقع. لا يزال الوضع متقلبا، لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يظل معتمدا على البيانات”.

مسار إيجابي للأسهم

وعلى العكس مـن البيانات التاريخية لشهر سبتمبر، توقع خبير أسواق المال والعضو المنتدب لشركة آي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، ان تتجه “وول ستريت” نحو الطريق الإيجابي فى الفتره القادمة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية، موضحاً لدى حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” ان السوق حافظت على اتجاهها الصاعد لفترة طويلة، وبما يدعـم استمرار هذا الاتجاه وفقاً للتحليل الفنى، حيـث تميل الأسواق التى تسير فى اتجاه معين الي الحفاظ عليه.

لكنه مـن جانب اخر، حذر مـن ان الزخم الحالي للسوق قد استمر لفترة طويلة، مما قد يضع عقبات امام الطريق الإيجابي المتوقع (فى إشارة لاداء متذبذب محتمل) مشدداً فى الوقت نفسه على ان التوترات الجيوسياسية، بالرغم مـن هدوء الْأَوْضَاعُ نسبيًا على الصعيد الروسي الأوكراني، قد تشكل تهديدات مستقبلية.

وأكد ان هذه التوترات قد تؤثر على أداء السوق مـن وقت لآخر، إلا أنه بالرغم مـن هذه المعوقات، يبقى التوقع الأكبر ان تحتفظ السوق بزخمها الإيجابي.. مردفاً: “أسواق المال تتميز بعدم المنطقية، ورغم كل الإيجابيات والمعوقات، يظل هذا العنصر جزءًا لا يتجزأ مـن طبيعة الأسواق”.

كَمَا اعلن عَنْ ارتباط أداء السوق بقرار الفيدرالي كمحدد رئيسي للاتجاهات المستقبلية، مشدداً على ان الفيدرالي كان قد تبنى سياسة نقدية متشددة على مدار سنتين ونصف لمواجهة التضخم الذى جاء الي مستويات قياسية بعد الحرب فى أوكرانيا، كانـت الأعلى منذ أربعين عاماً. وأشار الي ان رئيس الفيدرالي عبر فى ندوة جاكسون هول عَنْ ارتياحه لتحقيق استقرار فى نسبه التضخم، لافتاً الي ان التحديات الرئيسية باتت الان تتركز فى سوق المال وتقرير الوظائف.

وبناءً على ذلك، مـن المتوقع ان يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة فى اجتماع سبتمبر وما يليه مـن اجتماعات، وربما يمتد هذا النهج لسنتين قادمتين، مما سيعزز السياسة التوسعية ويدعم الطريق الإيجابي للسوق، وفق سعيد، الذى أشار الي ان نتائـج أعمال الشركات ما زالت فى المنطقة الإيجابية، لكن مـن الصعب التنبؤ بما سيحدث فى المستقبل، وهي عوامل أيضاً تؤثر بشكل مباشر فى وول ستريت.

تحديات كبيرة

توقع رئيس الأسواق العالميه فى Cedra Markets، جو يرق، ان تشهد سوق الأسهم فى “وول ستريت” تحديات كبيرة فى الفتره القادمة؛ خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، موضحاً لدى حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” ان شهر سبتمبر يعد تاريخياً أحد أسوأ شهور السنة بالنسبة للأسهم، حيـث يشهد انخفاضات كبيرة معتادة.

وأرجع ذلك الي عدة أسباب، أبرزها اقتراب موعد إعلان قرار لجنة السوق المجانية الفيدرالية بشأن أسعار الفائدة، وهو قرار منتظر بشكل كثير هذا العام تحديداً (ويأتي بعد إشارة رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول، اثناء ندوة جاكسون هول، بشأن ان الوقت قد حان لتعديل السياسة).

وأضاف ان التوقعات تشير الي ان الفيدرالي سيواصل خفض أسعار الفائدة، إلا ان هذه التوقعات أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بتقرير الوظائف الأميركي المتوقع صدوره يـوم الجمعة القادم، مردفاً: الخبراء يتوقعون خفضًا بمقدار 25 نقطه أساس. وذكّر بأن تقرير الوظائف الأخير والخوف مـن موجة بيع عنيفة أعاد الأسواق الي حالة مـن القلق.

وأشار يرق الي ان بعض المؤشرات الاقتصاديه الأميركية الاخيره، مثل هبوط معدل البطالة وتحسن بعض الأرقام الاقتصاديه، قد منحت الاقتصاد دفعة إيجابية. إلا أنه أوضح ان الأرقام السلبية فى سوق العمل ستكون المحرك الرئيسي للأسواق فى الفتره القادمة.

  • مـن المتوقع ان يكون تقرير الوظائف المتوقع محركا للسوق بعد الضعف المخيب للآمال فى أرقام الرواتب فى يوليو والذي أثار المخاوف مـن تباطؤ النمو الاقتصادي، مما أسهم فى موجة البيع فى الخامس مـن أغسطس، بينما عرف بـ “الاثنين الأسود”.
  • تتوقع وول ستريت صدور تقرير أقوى هذه المرة. ويتوقع خبراء الاقتصاد ان يضيف الاقتصاد الأميركي أكثر مـن 160 ألف وظيفة فى أغسطس ، ارتفاعاً مـن 114 ألف وظيفة فى يوليو ، وفقاً لتقديرات شركة فاكت سيت.
  • وتشير التقديرات الي ان معدل البطالة مـن المتوقع ان يتراجع الي 4.2 بالمئة مـن 4.3 بالمئة.
  • عرضت بيانات فاكت سيت ان مؤشر أسعار المستهلك فى أغسطس مـن المحدد ان يظهر تراجع التضخم السنوي الي 2.6 بالمئة مـن 2.9 بالمئة على أساس سنوي. ومن المحدد ان يظهر مؤشر أسعار المنتجين لنفس الشهر تراجع التضخم الي 1.7 بالمئة مـن 2.2 بالمئة.

تؤثر كل تلك العوامل بشكل مباشر على “وول ستريت”. وفي تصور رئيس الأسواق العالميه فى Cedra Markets، فإن البيانات الاقتصاديه المرتقبة وقرار الفيدريالي وتأثير ذلك على سوق العمل جميعها عوامل حاسمة فى تحديد اتجاهات وول ستريت حتـى الانتخابات الأميركية، لافتاً فى الوقت نفسه الي تصريحـات رئيس الفيدرالي التى وعد خلالها بتحقيق توازن فى الاقتصاد وتجنب الهبوط الحاد، إلا أنه لم يولِ اهتمامًا كثيرًا لبيانات سوق العمل السلبية.

وانهي يرق تصريحاته بالإشارة الي ان شهر سبتمبر سيشهد تصحيحات قوية فى الأسواق، متوقعاً ان تكون حدة التصحيح مرتبطة بأرقام الفائدة والبيانات الاقتصاديه الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى