يهود امام الحرب.. هل خسرت إسرائيل معركتها امام الرَّأْي العام العالمي؟ | اخبار سام نيوز اخبار
مع ازدياد انتشار صور مآسي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فى العالم، تتابع تل أبيب بقلق شديد تراجعا ملحوظا فى معركتها امام الرَّأْي العام الدولى لتبرير استمرار حربها على القطاع.
وتعتبر إسرائيل ان استمرار الدعـم الدولى مهم لمواصلتها الحرب التى دخلت شهرها الثانى، وتتوقع ان تستمر مدة أطول مع فشل جيشها فى تحقيق الأهداف التى حددها للحرب.
ومع إطلاقها للحرب، استخدمت إسرائيل مشاهد المستوطنات فى غلاف قطاع غزة اثناء عملية طوفان الأقصى فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي، فحصلت على دعـم غربي وخاصة مـن الولايات المتحدة.
ولكن مع ورود صور الدمار والقتل فى قطاع غزة فإن الرَّأْي العام الدولى بدأ يميل لمصلحة الفلسطينيين، وهو ما تم بالفعل وما زال يتم التعبير عنه فى مظاهرات بعواصم عربية وأوروبية ودولية بما فيها فى الولايات المتحدة.
الرواية الفلسطينية تسيطر
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، الثلاثاء، إنه وبعد مرور شهر، أصبحنا نواجه واقعا جديدا فالصور التى تتألق فى وسائل الإعلام الدولية هى صور القتل والدمار فى غزة، وليست الصور القادمة مـن المستوطنات.
وأضافت يبدو ان قصة المناصرة الإسرائيلية لا تنجح فى أداء مهمتها بما يكفي لإتاحة مساحة كافية لنشاطات الجيش.
وتابعت ان الصور وسيطرة الرواية الفلسطينية تؤثر على الرَّأْي العام فى العالم، ومن هناك على الطريقة التى يمنح بها قادة إسرائيل الأولوية فى العمل، ولهذا السبب، يعمل الجيش الإسرائيلي باستمرار امام مؤقت العد التنازلي، الذى لا أحد يعرف حقًا متى سينتهي؟
ولا تكاد المؤسسات الأممية والدولية تتوقف عَنْ بث مشاهد القتل والدمار فى غزة والمناشدات لوقف الاعلان النار مع استهجان منع إدخال المواد الطبية والغذاء والوقود والكهرباء الي قطاع غزة.
وإسرائيل ليست راضية عَنْ مواقف المؤسسات الأممية والدولية، لا سيما أنها تحظى بمصداقية عاليه لدى الناس فى العالم.
وتشير القناة الي ان إسرائيل حتـى هذه اللحظة، لا تستطيع ان توفر لنفسها مساحة للتنفس تريدها، وقد يؤدي ذلك الي صعوبة تحقيق الهدف الذى حددته لنفسها، أو اضطرارها الي التسرع، ومن ثم تزداد فرصة ارتكاب الأخطاء.
وتابعت ان هذه النقطة، بعد مرور شهر على بدء القتال، تعتـبر حاسمة لاستمرار القتال. لقد دخلت إسرائيل هذه الحرب بينما لم يكن لديها فى الواقع اى خطط لليوم القادم.
رأي عالمي غاضب
ومنذ السبت الماضي، ينشط رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت فى التنقل بين محطات التلفزة المحليه فى محاولة لتجنيد الدعـم لاستمرار الحرب.
وكتب بينيت، السبت، على منصه إكس “سأقوم الليلة بجولة اعلامية سياسية فى نيويورك وواشنطن. وضعنا الدولى ليس جيدا”.
وأضاف “هدفي هو مساعدة الحكومة الإسرائيلية على تعزيز موقفنا فى الرَّأْي العام وفي الكونغرس وفي الإدارة مـن اجل إعطاء قادة جيش الدفـاع الإسرائيلي الحرية الكاملة فى العمل للقضاء على حماس”، وتابع “الرَّأْي العام العالمي ليس فى مصلحتنا الان”.
وكان الجيش الإسرائيلي أفرز أعدادا كبيرة مـن جنود الاحتياط، إضافة للناطقين الرسميين، للحديث الي وسائل الإعلام الأجنبية دفاعا عَنْ الحرب.
وإضافة الي ذلك، لوحظ تجند العشرات مـن الصحفيين الإسرائيليين لنشر الرواية الإسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
مظاهرات يهودية امام الحرب
وأصابت الإسرائيليين صدمة كبيرة لمشاركة يهود حول العالم فى تظاهرات داعمة لوقف الاعلان النار فى غزة ووقف الحرب، بعد بروز دور ملحوظ لجماعات يهودية فى الولايات المتحدة امام حرب غزة، فى مظاهرات عمت نيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو وغيرها.
واعتبر أتيلا سومفالفي، فى مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت الاثنين، أنه “ظهر الي النور تجمع مقيت مـن كارهي إسرائيل”، مضيفا ان أكثرهم إثارة للدهشة هم اليهود الذين يشاركون فى حملة تشهير امام أمتهم.
كَمَا تبدي إسرائيل قلقها مـن تنامي المظاهرات بالعالم رفضا للحرب، بينما ذهب بينيت الي حد مهاجمة هذه المظاهرات التى يشارك فيها مئات الآلاف فى العالم بما فيها نيويورك حيـث كان هناك.
ومن نيويورك، كتب بينيت، الأحد، فى منشور على إكس قائلا “أنا مندهش ومشمئز مـن حقيقة وجود المزيد مـن الاحتجاجات المؤيدة لحماس حول العالم. إنه أمر لا يمكن تصوره”.