يَتَهَيَّأُ بنك يو بي إس UBS لنشر أرباح الربع الثانى يـوم الخميس وهي النتائج الأولى المرتقبة حول أداء أكبر بنك فى سويسرا بعد ان استحوذ على منافسه كريدي سويس فى صفقة كبيرة أحدثت هزة فى القطاع المصرفي السويسري فى وقت لاحق مـن هذا العام.
وسيتم إيلاء اهتمام كثير لخطط تسريح الموظفين ومصير القسم السويسري فى كريدي سويس الذى أحاط به المزيد مـن التكهنات فى الأشهر الاخيره.
دفعت السلطات السويسرية بنك “يو بي إس” الي عملية استحواذ بقيمة 3.25 مليار دولار فى 19 مارس 2023 لمنع أقرب منافسيه مـن الانهيار خشية مـن عواقب كارثية قد يخلفها ذلك على النظام المالي العالمي.
ولكن منذ اكتمال عملية الدمج المعقدة فى يونيو/حزيران، لم يكشف بنك يو بي إس إلا القليل عَنْ خططه، بينما كثرت التساؤلات حول تداعيات الصفقة.
اعلن أندرياس فينديتي المحلل فى شركة فونتوبل السويسرية لإدارة الاستثمارات لوكالة فرانس برس إن “القائمة طويلة وسيبحث على وجه الشأن عَنْ تفاصيل حول الاحتفاظ بموظفي بنك كريدي سويس وعملائه، وعما إن كان البنك سينشر جـدولًا زمنيًا لعملية الدمج.
وقال فينديتي أيضًا إن الانتباه هذه المرة لن يكون على صافي أرباح بنك يو بي إس، وهو عادة مقياس رئيسي لكيفية أداء البنك، لانه سيتأثر بسلسلة مـن العناصر الاستثنائية.
مكاسب استثنائية
أشار يو بي إس الي ان النتائج ستتضمن مكاسب محاسبية استثنائية بنحو 35 مليار دولار بسـبب الفرق بين سعر الشراء وصافي الأصول المعترف بها لدى كريدي سويس، وقال إنها ستتضمن أيضًا نتائـج كريدي سويس المتكاملة لأقل مـن شهر، وهذا يجعل تقدير الأرباح مسألة صعبة.
وبينما لم يصرح المزيد عَنْ نتائـج بنك كريدي سويس، نقلت صحيفة سونتاغس تسايتونغ الأسبوعية عَنْ مصادر مطلعة فى البنك قولها إن البنك تكبد خسارة قدرها 3.5 مليار فرنك سويسري (4 مليارات دولار) اثناء الربع الثانى.
ويرجح المحللون فى زيوريخ كانتونال بنك ان يأتي الاهتمام بنتائج عمليات بنك “يو بي إس” الخاصة “فى المرتبة الثانية”، مشيرين فى مذكرة بحثية الي أنه سيتم إيلاء معظم الاهتمام الي “تفاصيل التكامل” بين البنكين.
وتوقعت المذكرة ان يهتم المستثمرون بشكل حصري بتدفق الأموال الي الخارج، إذ يبحثون عَنْ مؤشرات على مدى ثقة العملاء فى الشركة العملاقة المندمجة حديثًا.
القيمة الحقيقية
تتفق إيبيك أوزكاردسكايا، المحللة فى بنك سويسكوت، مع ذلك بقولها لوكالة فرانس برس “سنراقب مـن كثب الإيرادات بعد الاندماج وخطط التكامل الإضافية وخفض الوظائف وما سيفعله البنك مع وحدته المصرفية السويسرية”.
وأضافت ان النتائج نفسها “مـن المتوقع ان تكون قوية بالطبع بعد الاندماج ومع ذلك، سيراقب المستثمرون ما إذا كان هذا الزواج القسري سيخلق قيمة حقيقية لبنك يو بي إس العملاق”.
انشغل المحللون بشكل حصري بالتكهنات حول مصير الوحدة السويسرية فى بنك كريدي سويس، مع تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانها الاستمرار فى العمل بشكل مستقل بسـبب التداخل الكبير مع عمليات يو بي إس فى سويسرا.
وفي الاسبوع الماضي، ذكرت وكالة بلومبرغ، نقلاً عَنْ مصادر لم تحددها، ان يو بي إس يميل نحو التكامل الكامل مع بنك كريدي سويس المحلي، بدلاً مـن تركه يعمل كوحدة منفصلة. ويشير ذلك الي إمكان توقع تخفيضات كبيرة فى الوظائف.
وقال مصدر بداية على الامر لوكالة فرانس برس إن الموجة الأولى مـن تسريح الموظفين بدأت بالفعل فى بنك كريدي سويس، بينما أفاد موقع فاينانشال نيوز أنه طُلب مـن 200 مصرفي استثماري المغادرة بالفعل.
فى الوقت نفسه، لاحظ المراقبون تطورات إيجابية بالنسبة لبنك يو بي إس أخيرًا بما فى ذلك تسوية الدعاوى القضائية فى الولايات المتحدة التى يعود تاريخها الي الأزمة المالية العالميه عَامٌ 2008.
كَمَا صرح البنك هذا الشهر أنه لن يريد الي مبالغ بالمليارات عرضتها الحكومة السويسرية والبنك المركزي للمضي قدماً فى عملية الاستحواذ على بنك كريدي سويس.
وكتب بنجامين غوي، المحلل لدى دويتشه بنك، فى مذكرة ان يو بي إس يبحر على ما يبدو “فى بحر هادئ مـن الأخبار الجيدة ولا يقابل عاصفة”.
وقالت لجنة المنافسة السويسرية لوكالة فرانس برس إنها ما زالت تدرس عملية الدمج، وتتوقع ان تصدر رأيها “فى نهاية سبتمبر/أيلول”.
