اعلن سكان إنه جرى سماع دوي نيران مدفعية فى مناطق بالعاصمة السودانية، كَمَا حلقت طائرات حربية فى سماء المدينة، لكن وقف الاعلان النار الخاضع لمراقبة دولية أحدث هدوءا نسبيا على ما يبدو بعد معارك ضارية فى الخرطوم.
وأشارت اخبار الي شن ضربات جوية ليلية فى منطقه واحده على الأقل بعد بدء سريان وقف الاعلان النار الليلة الماضية، بينما أفاد بعض السكان بحدوث هدوء نسبي.
محادثات جدة
جرى الاتفاق على الهدنة اثناء محادثات استضافتها مدينة جدة السعوديه يـوم السبت، بعد معارك ضارية استمرت 5 أسابيع بين الجيش وقوات الدعـم السريع شبه العسكرية.
وتتابع المملكة والولايات المتحدة الهدنة التى تهدف الي السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.
وكتب نشطاء لمبعوث الأمم المتحدة الي السودان يرحبون باتفاق وقف الاعلان النار، لكنهم اشتكوا مـن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تُرتكب بحق المدنيين، قالوا إنها وقعت مع احتدام القتال وطالبوا بفتح تحقيق فيها.
وقال نشطاء وعمال إغاثة إن لجان الأحياء التى كانـت فى طليعة جهود الإغاثة المحليه فى العاصمة الخرطوم تستعد لتلقي المساعدات، مشيرين الي ان كميات كبيرة مـن المساعدات التى وصلت الي بورتسودان على ساحل البحر الأحمر لم تُوزع بعد فى انتظار الحصول على التصاريح الأمنية.
المواجهات فى السودان
زاد اتفاق وقف الاعلان النار مـن الآمال فى استراحة مـن الحرب التى تسببت فى نزوح ما يقرب مـن 1.1 مليون شخص مـن ديارهم، مـن بينهم أكثر مـن 250 ألف فروا الي دول مجاورة.
وقال عاطف صلاح الدين، 42 عاما، مـن سكان الخرطوم: “أملنا الوحيد ان تنجح الهدنة حتـى نتمكن مـن العودة الي حياتنا الطبيعية والشعور بالأمان والعودة الي العمل مرة أخرى”.
وبالرغم مـن استمرار القتال اثناء سريان فترات سابقة لوقف الاعلان النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار يأتي بناء على اتفاق رَسْمِيٌّ بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.
ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعـم السريع بالإضافة الي ممثلين عَنْ المملكة والولايات المتحدة، اللتين توسطتا فى الاتفاق بعد محادثات فى جدة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن آلية المراقبة ستكون “عَنْ بعد”، دون ان يرصد اى تفاصيل.
مساعدة الجمهور السوداني
اضاف بلينكن فى رسالة عبر مقطع فيديـو: “إذا جرى انتهاك وقف الاعلان النار، سنعرف، وسنحاسب المنتهكين مـن اثناء عقوباتنا وأدوات أخرى تحت تصرفنا”.
كَمَا اعلن: “محادثات جدة كانـت تركز على إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني”.
وقبل قليل مـن سريان وقف الاعلان النار، بثت قوات الدعـم السريع رسالة صوتية مـن قائدها النادي أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، شكر فيها السعوديه والولايات المتحدة، لكنه حث رجاله على الصمود حتـى النصر أو الشهادة.
وقال: “لن نتراجع إلا بإنهاء الانقلاب”.
اتهامات متبادلة
تبادل الجانبان الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على السلطة فى بداية الصراع فى 15 أبريل.
وحذر فولكر بيرتس مبعوث الأمم المتحدة الي السودان الامس الإثنين مـن تزايد “الطابع العرقي” للصراع العسكري.
وقال بيرتس فى إفادة بمجلس الأمن الدولى: “الطابع العرقي المتزايد للصراع يهدد بإغراق البلاد فى صراع طويل الأمد وبامتداد تداعياته الي المنطقة”.
وكتب نشطاء سودانيون رسالة الي بيرتس يشكون فيها مـن القصف العشوائي والغارات الجوية على مناطق سكنية وكذلك أخذ المدنيين كدروع بشرية وعمليات القتل خارج نطاق القضاء والتعذيب والعنف الجنسي.
وتضغط الأزمة على الدول المجاورة للسودان.
اللاجئون السودانيون
اعلن مسؤول كثير بالصليب الأحمر اليـوم الثلاثاء إن اللاجئين السودانيين يتدفقون على تشاد بسرعة كبيرة لدرجة يستحيل معها نقلهم جميعا الي أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسـم الأمطار فى أواخر يونيو، فى إشارة الي خطر وقوع كارثة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاسبوع الحالي، إن ما بين 60 و90 ألفا فروا الي تشاد المجاورة منذ اندلاع العنف فى السودان الشهر الماضي.
