أخبار فلسطين

بسـبب حادث بحري.. كادت الحرب تندلع بين واشنطن وموسكو


مع نهاية الحرب العالميه الثانية، غاص العالم بأهوال الحرب الباردة التى مثلت نزاعا غير معلن بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين مـن جهة، والاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الشرقي مـن جهة ثانية.

وفي خضم هذا النزاع الذى استمر لنحو نصف قرن وانتهى بسقوط الاتحاد السوفيتي، كتم العالم أنفاسه لأكثر مـن مرة بسـبب تصاعد حدة التوتر بين المعسكرين وإمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وخلال النصف الثانى مـن الثمانينيات، اندلعت أزمة بين موسكو وواشنطن بسـبب البحر الأسود. فعقب دخول السفن الأميركية المنطقة واقترابها مـن الحدود البحرية السوفيتية، اتجهت موسكو لحشد قواتها استعدادا للأسوأ.

صورة للسفينة الحربية الأميركية يوركتاون

صورة للسفينة الحربية الأميركية يوركتاون

حادثة العام 1986

قبل العام 1988، آمن السوفييت بإمكانية مرور السفن الحربية، كتلك التى كانـت تحت إمرة القوات البحرية الأميركية، بشكل مسالم عبر ممرات بحرية محددة بدقة قرب مياههم الإقليمية. وفي المقابل، كان للأميركيين رأي آخر حيـث اعتقدت واشنطن بعدم ضرورة الالتزام بهذه الممرات والمسالك البحرية المحددة.

وخلال العام 1986، مرت السفينتان الحربيتان الأميركيتان يو أس أس كارون (USS Caron) ويو أس أس يوركتاون (USS Yorktown) بالبحر الأسود وأبحرتا على بعد 6 أميال فقط مـن المياه الإقليمية السوفيتية. وفي خضم هذه الاحداث، وجدت السفينتان الأميركيتان نفسيهما فى مواجهه الفرقاطة السوفيتية لادني (Ladny) التى حذرتهما مـن مغبة مواصلة هذه الخطوة مطالبة إياهما بمغادرة المياه السوفيتية بأسرع وقت.

صورة لأحد المدافع بالسفينة يوركتاون

صورة لأحد المدافع بالسفينة يوركتاون

الي ذلك، استوجب الامر حوالى ساعتين قبل ان تتجه السفن الأميركية لمغادرة المنطقة. وفي خضم هاتين الساعتين، صرح الاتحاد السوفيتي حالة الطوارئ القصوى فى صفـوف قواته البحرية والجوية واستعد للرد على اى مناوشات محتملة بالبحر الأسود.

وعقب هذه الحادثة، أجرى القائد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف اجتماعا أمنيا مع عَدَّدَ مـن وزرائه. وفي خضم هذا الاجتماع، وافق الحاضرون على منح الضوء الأخضر للبحرية السوفيتية بالتحرك عسكريا لطرد وإبعاد السفن الحربية الأميركية التى تعمد للاقتراب مـن المياه الإقليمية السوفيتية.

فيديـو لحادث يـوم 12 فبراير/شباط


حادثة العام 1988

ويوم 12 شباط/فبراير 1988، عاشت المنطقة على وقع مواجهه أخرى بين السفن الأميركية والسوفيتية. فبذلك اليـوم، حاولت السفينتان الحربيتان الأميركيتان يوركتاون وكارون المرور عبر أحد الممرات البحرية القريبة مـن المياه الإقليمية السوفيتية بالبحر الأسود. وكرد على ذلك، تلقت السفن الأميركية بادئ الامر رسائل راديو تحذيرية طالبتها بالمغادرة متوعدة إياها بمواجهة عسكرية فى حال عدم قيامها بذلك. وأمام رفضها تغيير مسارها، تلقت السفن الأميركية تحذيرات مـن وجود طائرات توبوليف تو 16 (Tupolev Tu-16) بالمنطقة.

مع اقتراب الفرقاطات السوفيتية منها وارتطام إحداها بالسفينة يو أس اس يوركتاون، فضلت السفن الحربية الأميركية مغادرة المنطقة والعودة للمياه الدولية. وعلى إثر ذلك، نجت البشرية مـن مواجهه عسكرية بحرية كادت ان تتسبب فى اندلاع نزاع عسكري بين موسكو وواشنطن.

لاحقا، أجرى الأميركيون والسوفييت مفاوضات حول حقوق الإبحار بالبحر الأسود، وعلى إثر ذلك، اتفق الطرفان على جانب مـن قواعد الإبحار بالمسالك البحرية الإقليمية والنشاطات العسكرية للسفن بالمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى