قفز الجنيه الاسترليني الى أعلى مستوى له منذ 14 شهراً، وتجاوز مستوى الـ1.28 دولاراً أميركياً، مدفوعاً ببيانات اقتصادية إيجابية وتراجع المخاوف مـن الانزلاق نحو الركود، إضافة الى الاستمرار فى رفـع أسعار الفائدة عليه.
وتجاوز الجنيه الاسترليني مستوى 1.281 دولار أميركي فى التداولات المبكرة صباح الجمعة، وفق ما رصدت “العربية نت”، وهذا أعلى مستوى تسجله العملة البريطانية منذ أكثر مـن عَامٌ.
وسجل الناتج المحلي الإجمالي فى بريطانيا نمواً بنسبة 0.2% فى أبريل الماضي، مدفوعاً بقطاع الخدمات حيـث شهدت الشركات التى تركز على المستهلك المزيد مـن الأعمال مع انتعاش الطلب على منتجاتها.
واستعاد الاقتصاد البريطاني النمو، حيـث ساعد صعود مبيعات السيارات وإنفاق العملاء على التعافي مـن موجة إضرابات القطاع العام فى الشهر السابق.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري، متطابقاً مع توقعات الاقتصاديين للتعافي مـن المستويات التى سجلها فى مارس الماضي عندما انخفض الإنتاج بنسبة 0.3%.
لكن مكتب الإحصاء الوطني حذر مـن ظهور علامات على التوتر وسـط تراجع شهري حاد فى نشاط البناء. وتحت ضغط صعود أسعار الفائدة وانخفاض قيم العقارات، اعلن المكتب إن أصحاب المنازل ووكلاء العقارات مروا بشهر سيء.
وتأتي هذه البيانات وسـط توقعات مرتفعة بأن بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة عشرة على التوالي الاسبوع القادم مـن مستواه الحالي البالغ 4.5% استجابةً للتضخم المرتفع، مما يزيد الضغط على الأسر والشركات التى تعاني بالفعل مـن صعود تكاليف الاقتراض الى أعلى مستوى منذ عقود.
وقال الاقتصاديون إن العودة الي النمو فى أبريل يمكن تفسيرها جاء الى صانعي السياسة بالبنك على أنها إشارة الي ان أسعار الفائدة المرتفعة لم تثبط الطلب حتـى الان بما يكفي لتقليل الضغط التضخمي.
ونقلت جريدة “الغارديان” البريطانية عَنْ كيتي أشر، كبيرة الاقتصاديين فى معهد المديرين قولها: “استجابت الأسر لتحسن الطقس فى أبريل مـن اثناء رفـع مستويات الإنفاق التقديري، وذلك على الرغم مـن صعود التكاليف”.
كَمَا عرضت البيانات الحكومية الرسمية ان النشاط فى سوق الوظائف فى بريطانيا كان أقوى مـن المتوقع فى أبريل الماضي، حيـث جاء نمو الأجور الي أعلى مستوى على الإطلاق منذ انتهاء جائحة كورونـا، بينما انخفض التضخم بأقل مـن المتوقع فى أبريل الي 8.7%، وهو أعلى مستوى فى مجموعه السبع، مما عزز التوقعات برفع سعر الفائدة.