اقتصاد

موجات الحر تنذر بارتفاع الطلب على الوقود التقليدي وزيادة أسعار النفط


مـن المتوقع ان تؤدي موجات الحر التى تشهدها المزيد مـن دول العالم حالياً الي صعود كثير فى الطلب على مصادر الطاقة التقليدية، وهو ما يُفسر الي حد كثير استمرار صعود أسعار النفط والغاز.

وقال تقرير نشره موقع “أويل برايس” المتخصص بأخبار النفط والطاقة، واطلعت عليه “العربية.نت”، إن موجات الحر هذا الصيف قد تؤدي الي زيادة فى استخدام الوقود الأحفوري، حيـث تستمر العديد مـن البلدان فى جميع ارجاء العالم فى الاعتماد على النفط والغاز والفحم لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وذلك فى الوقت الذى تسعى فيه العديد مـن الحكومات جاهدة لزيادة قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة التى تشكل بديلاً للوقود التقليدي.

وقال المقال إن عمليات “التحول الأخضر” تشهد بطئاً كبيراً، حيـث تستغرق العديد مـن المشاريع عدة اعوام، أو حتـى عقود، حتـى تكتمل.

وأضاف المقال أنه “حتـى إذا كانـت البلدان تحقق نجاحاً فى التحول التدريجي الي البيئة الخضراء، فإن العديد منها يستمر فى استخدام الوقود الأحفوري اثناء أوقات الطلب المرتفع للغاية، مما يسبب القلق بشأن موجات الحر التى مـن المحتمل ان نشهدها فى جميع ارجاء العالم هذا الصيف”.

وتشهد أجزاء كثيرة مـن أوروبا بالفعل درجات حرارة أعلى مـن المعتاد فى الصيف، مع توقع ظروف جوية أكثر قسوة اثناء الأشهر القادمة، وسـط مخاوف مـن الجفاف والتأثيرات السلبية على البيئة ونقص الطاقة إذا استمرت موجة الحر لمدة طويلة.

وبحسب تقرير “أويل برايس” فإن “درجات الحرارة المرتفعة للغاية على مدى مدة طويلة قد تعني ان الطاقة المتجددة المتوافرة فى العديد مـن الدول الأوروبية لا تكفي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وهذا سيجعل الحكومات تلجأ الي الوقود الأحفوري لتلبية متطلبات الطاقة وهذا سيؤدي الى صعود أسعار الطاقة أيضاً”.

وارتفعت درجات الحرارة فى بريطانيا هذا الاسبوع الى فوق 30 درجة مئوية لأول مرة فى عَامٌ 2023، مما أدى الي صعود طلب المستهلكين على الطاقة، وهو ما أُجبر شركة الكهرباء والغاز (National Grid) على اللجوء الي الفحم لتلبية الطلب على تكييف الهواء، بعد 46 يوماً أمضتها دون استخدام الفحم.

ويقول المقال إن التحول السريع الي الفحم فى مواجهه صعود الطلب على الطاقة أمر مقلق بالنظر الي ان بريطانيا قد تشهد صيفاً شديد الحرارة. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية ان يكون الصيف البريطاني أكثر سخونة بنحو 2.3 مرة مـن المعتاد، مما يدفع المزيد مـن المنازل والشركات فى جميع ارجاء البلاد الي استخدام مكيفات الهواء التى تستهلك كميات كبيرة مـن الكهرباء.

وعلى الرغم مـن ان بريطانيا طورت قدرتها على الطاقة المتجددة فى السنوات الاخيره، حيـث ساهمت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية بنسبة 40% مـن كهرباء البلاد فى عَامٌ 2022، بزيادة قدرها 5% عَنْ عَامٌ 2021، إلا ان المزيد مـن مصادر الطاقة الخضراء هذه لا تزال أقل موثوقية مـن الوقود التقليدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى