بعد رفعه دعوى امام شركة نيسان، ومطالبته بتعويض بقيمة مليار دولار أميركي، أعلن الرئيس السابق لعملاق السيارات اليابانية، كارلوس غصن “أنه ماضٍ فى دعواه”، معتبرا ان هذا البلغ ليس شيئاً، مقارنةً مع ما تعرّض له فى اليابان وما عاناه مـن تشويه لصورته.
وقال فى تصريحـات لـ”العربية.نت”: “أملك الأدلة الكافية لإثبات براءتي مـن التُهم المُساقة امامّي عبر القضاء الياباني”، معتبراً ان القائمين على “نيسان” ارتكبوا جرماً امامّه بالتعاون مع القضاء الياباني”.
حرضوا ضدي
كَمَا أشار الي “ان اليابانيين جرّدوه مـن كل شيء، وصادروا كل الحواسيب التى كانـت معه، كَمَا أنهم داهموا منزله فى لبنان مـن دون إذن قضائي، ثم أطلعوا الفرنسيين على الملف وحرّضوهم امامّه”. وقال”لذلك عندما عدت الي لبنان بدأت بتجميع الأدلة الي ان توصلت الي قرار برفع دعوى امام نيسان والأفراد الآخرين”.
ورفع رجل الأعمال اللبناني (69 عاماً) دعوى قضائية بقيمة مليار دولار الشهر الماضي، امام نيسان وحوالي 12 فرداً فى بيروت بتهمة التشهير وتلفيق التهم ضده بسـبب سجنه فى اليابان.
وبحسب البيانات تم تحديد جلسة استماع أولى فى أيلول/سبتمبر القادم.
ومن المرجح ان ترسل نيسان والمتهمين ممثلين عنهم الي بيروت لاختيار محامٍ لبناني فى هذه القضية.
ويوم الاثنين الفائت، استجوب قاض لبناني غصن فى بيروت بشأن صلات محتملة بوزيرة العدل السابقة، رشيدة داتي التى اتّهمت قبل عامين بالفساد السلبى بسـبب العمل الذى قامت به لصالحه، وفقاً لمسؤولين مطلعين على القضية.
علاقتي بوزيرة العدل الفرنسية “مسخرة”
الي ذلك أوضح غصن ان الكلام عَنْ رشى دفعها لوزيرة العدل الفرنسية السابقة، “مسخرة”، وعندما كنت رئيساً تنفيذياً لشركة رينو الفرنسية تم تعيينها سفيرة للشركة لدى الدول العربية كونها كانـت تتحدّث اللغة العربية، وذلك قبل ان تُصبح وزيرة للعدل، لكن للأسف تم تلفيق تهمة الرشى بحجّة أنها كانـت تؤمّن لي علاقات بالبرلمان الأوروبي كونها كانـت نائبة فيه وهذا أيضاً مُجافٍ للحقيقة”. وأكد “أنه يؤمن بأن القضاء اللبناني سيحكم بموضوعية فى قضيتي ولدي كل الثقة به، هو ليس منحازاً كالقضاء الياباني”.
وقال “أنا مواطن لبناني تعرّض للاضطهاد مـن القضاء اللبناني، كَمَا ان الفرنسيين لم يقصّروا معي بذلك على رغم ان القضاء الفرنسي غير مسيّس كالياباني”.
الفرنسيون وضعوا يدهم على ممتلكاتي
إلا أنه وضح “ان الفرنسيين وضعوا يدهم على أملاكه فى أوروبا بينما ان اليابانيين لم يفعلوا ذلك”.
وتوجّه الي المستثمرين الأجانب قائلا “لا تستثمروا باليابان، لأن النظام القضائي الياباني لن يُنصفكم وأنا وضعت النقاط على حروف هذا النظام المُجحف غير العادل الذى لا يحترم حقوق الإنسان”.
كَمَا أعلن “أنه يمارس حياته بشكل طبيعي فى لبنان وليس خائفاً على حياته”.
هرب بطريقة جريئة
يشار الي ان رئيس مجلس ادارة تحالف رينو-نيسان-ميتسيبيشي كان أوقف فى اليابان، فى تشرين الثانى/نوفمبر 2018، بتهم خيانة الأمانة وإساءة استخدام أصول الشركة لتحقيق مكاسب شخصية، وانتهاك القوانين اليابانية والتهرب مـن الضرائب، إلا أنه ردّد أنه بريء أكثر مـن مرّة.
كارلوس غصن
ويحمل غصن الذى قاد تحالف رينو-نيسان لنحو عقدين، الجنسيات الفرنسية واللبنانية والبرازيلية، ويقيم فى لبنان (بلده الأصلي) منذ ديسمبر (كانون الاول) 2019، إثر فراره المُثير للجدل مـن اليابان، حيـث كان ينتظر المحاكمة بعد توقيفه العام 2018. واتهم القضاء الياباني آنذاك ثلاثة أميركيين بمساعدته على الفرار.
بينما تلقت بيروت ثلاثة إخطارات مـن الإنتربول بناء على مذكرات توقيف صدرت بحق غصن فى اليابان وفرنسا. ويواجه الرجل الذى حَقَّق مشروعاً ناجحاً فى رينو عدداً مـن التهم فى فرنسا، بينها التهرب الضريبي وغسيل الأموال والاحتيال، وإساءة استخدام أصول تحالف رينو-نيسان.