فى موقف لا يمكن تصوره، واصل موظفون فى مركز اتصالات بالعاصمة الإسبانية، الرد على الهواتف لمدة ساعتين وأربعين دقيقة فى نفس الغرفة التى سقطت فيها زميلتهم جثة هامدة.
ووقع الحادث، يـوم الثلاثاء الماضي عندما سقطت الموظفة فى مكتب “كونيكتا” وتدعى “إنما” (57 عاما)، فجأة مصابة بنوبة قلبية غير معروفة الأسباب.
الجثة على الأرض.. وكأن شيئاً لم يكن
كَمَا جرى إعلان وفاة “إنما” التى كانـت تعمل بالشركة منذ 15 عاماً، بعد نصف ساعة مـن تلقيها الإسعافات الأولية، فى وقت كان فيه زملاؤها يواصلون العمل بالرد على المكالمات حول الأعطال الكهربائية، وفق وسائل إعلام محلية.
وظلت الجثة على الأرض تحت حراسة ضباط الشرطة بانتظار القاضي، وقال مندوب نقابي إن 4 مـن زملائها بقوا لأكثر مـن ساعتين دون التحرك مـن مكاتبهم وكأن شيئا لم يحدث.
CALL CENTER OBLIGA A TRABAJADORES A SEGUIR SU JORNADA, JUNTO AL CADÁVER DE UNA COMPAÑERA
El día 13 de Junio, en el piso 26 del edificio donde opera la empresa multinacional de call center “Konecta”, ubicada en el centro de San Romualdo en Madrid, España, pasado el medio día… pic.twitter.com/Kk6VwBImo0
— Alerta Noticias (@alertanoti) June 21, 2023
عمل آلي غير إنساني
بينما ذكر شهود، ان زملاء السيدة الراحلة القريبين مـن مكتبها “وقفوا مصدومين” بعد وفاتها، لكن آخرين فى مكان العمل نفسه الذى يضم 70 موظفا، لم يكلفوا نفسهم عناء رفـع أعينهم عَنْ أجهزة الحاسوب المكتبية الخاصة بهم.
مـن جانبه، اعلن المتحدث باسم اتحاد العمال إن الموظفين “اعتادوا على نظام عمل آلي وغير إنساني حيـث يكون الخيار الغريزي بالنسبة لهم هو الاستمرار فى تلقي المكالمات”.
بدورها، أعلنت شركة كونيكتا أنها سمحت بالعمل عَنْ بعد للموظفين الذين يرغبون فى ذلك، وذلك بعد المأساة التى وصفتها صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية بـ “الحادثة الدنيئة فى قلب مدريد”.