منذ إلقائه كلمة متلفزة يـوم السبت، ناشد فيها الروس بعدم دعـم تمرد “مجموعه فاغنر” الارتزاقية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعيد لا يظهر علنا، بل فقط فى بث تلفزيوني مسجل، وفق ما ذكرت صحيفة “التليغراف” البريطانية بتقرير اعلنت فيه الامس إن أنصاره يتساءلون أيضا كيف تمكنت “مجموعه فاغنر” مـن الزحف بسهولة الى موسكو، فى أكبر تهديد لحكمه الذى دام 23 عاما.
وظهر التساؤل والاستغراب، حتـى على لسان وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكين، وفق ما يمكن استنتاجه مما قاله السبت لشبكة CBS News التلفزيونية الأميركية فى مقابلة قصيرة، اثناء ذكر ان “الأزمة الحالية فى روسيا تثير تساؤلات كبرى” وأشار الى زحف “مجموعه فاغنر” نحو العاصمة الروسية، فقال: “كان عليه (بوتين) ان يدافع عَنْ موسكو امام مرتزقة مـن صنعه (..) نشهد ظهور تصدعات” وفق تعبيره.
وظهر مـن الكرملين نفسه، مـن اعلن لموقع Meduza الإخباري الروسي المعارض، إن يفغيني بريغوجين، قائد “مجموعه فاغنر” الذى غادر الى الجارة بيلاروسيا “هو الذى أصر على ان يُنسب الفضل بالتفاوض والتوصل الى اتفاق سلام لرئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو” إشارة الى ان بوتين لم يكن له اى فضل بالاتفاق.
وبرغم ان الاتفاق تفادى معركة للسيطرة على موسكو، إلا ان أنصار بوتين الأكثر ولاء، يستغربون ويتساءلون كيف استطاع بضعة آلاف مـن المرتزقة العبور مـن أوكرانيا الي روسيا، والاستيلاء بسهولة فيها على مدينة سكانها أكثر مـن مليون، ثم الزحف منها الي حيـث وصلوا عند مسافة 200 كيلومتر عَنْ موسكو، دون ان تتصدى لهم اى قوة.
الكلام نفسه تقريبا، ردده الصحافي Vladimir Solovyov المقدم التلفزيوني والإذاعي والممثل والمغني، بقوله مساءا السبت فى بث إذاعي وتلفزيوني عادي: “ظهر رتل مـن الدبابات يتقدم نحو العاصمة، فلماذا لم يتم اعتراضه وإيقافه؟ نحن بحاجة الي دفاعات لوضعها فى حالة تأهب قصوى إذا حدث غزو لروسيا”، وفق تعبيره.
أكبر ترسانة أسلحة نووية
أماقناة Tsargrad TV التلفزيونية، والمؤيدة بقوة للحملة العسكرية على أوكرانيا، فذهبت الي أبعد مـن ذلك، بقولها فى موقعها على الإنترنت: “سياسياً، تم كسر ميزان القوى القائمة فعلا، وأبراج الكرملين سيئة السمعة تأرجحت، وقد يضطر بعض الناس الي المغادرة” فى إشارة الى العيش خارج روسيا.
كَمَا ظهر محللون، منهم Edward Lucas كثير المستشارين بمركز تحليل السياسة الأوروبية، وقال الامس لراديو 4 باذاعة BBC البريطانية: “إن هذا المستوى مـن عدم القدرة على التنبؤ والفوضى فى روسيا المالكة أكبر ترسانة أسلحة نووية بالعالم، يجب ان يقلق الغرب، وعلى بريطانيا ان تكون قلقة بشأن مـن يتبع بوتين فى الكرملين (..) ربما نواجه عقدا أو أكثر مـن التعامل مع روسيا شديدة الخطورة ولا يمكن التنبؤ بها دون يقين، ولو سطحي، بوجود بوتين فى السلطة”.
