أخبار فلسطين

نظام غذائي “عكسي” يساعد على فقد 5 كلغ مـن الوزن أسبوعياً!


يصاب الكثيرون ممن يتبعون حمية غذائية بالإحباط عندما يصلون الي مرحلة استقرار فى الوزن، وعدم تزحزح مؤشر الميزان بغض النظر عَنْ مقدار خفض السعرات الحرارية أو ممارسة التمارين الرياضية. تساءل الباحثون وأخصائيو الحميات، على حد سواء، عما إذا كان تناول المزيد مـن الطعام يمكن ان يساعد فى معاودة خسارة الوزن، الذى نتج عَنْ تناول كميات أقل. على مدى السنوات القليلة الماضية، درس العلماء نهج “تناول كميات أقل ثم التهام المزيد” وقام العديد مـن الأشخاص بتجربته بأنفسهم، وفقا لما ورد فى تقرير نشره موقع Yahoo.

خداع الجسم

يقول الطبيب إيان سميث، حاصل على درجة الدكتوراة فى جامعة هارفارد ومؤلف كتاب The Met Flex Diet، اتضح ان اتباع نظام غذائي صارم يدفع الجسم الي شبق، موضحًا ان “الهدف الاول للجسم هو ان يكون فعالًا، لذلك يتعلم كيفية التكيف مع كل سيناريو تجري أحداثه”. إن معرفة مقدار الطاقة التى يريد الجسم اليها بالضبط لاداء وظائفه اليومية، تؤدي الي أنه تقوم بحرق ما يكفي مـن السعرات الحرارية للحفاظ على استمراريته ويخزن الباقي كدهن لحالات الطوارئ المحتملة. إن الفكرة هى أنه إذا كان هناك بعض الأيام التى يتناول فيها المرء المزيد مـن الطعام، فإنه يقوم بخداع جسمه بشكل أساسي ليشعر بالأمان الكافي للحفاظ على حرق السعرات الحرارية بمعدل مرتفع.

الريجيم العكسي

عرضت دراسات دكتور سميث وكذلك مـن مجموعه مرتفعة مـن الأبحاث حول “الحمية العكسية”، وهي عبارة عَنْ طريقة جديدة لتناول الطعام تقضي بتناول القليل مـن الطعام فى يـوم واحد والكثير فى اليـوم القادم، بهدف خداع عملية التمثيل الغذائي وجعلها تقوم بحرق السعرات الحرارية بشكل اسرع كل يـوم. أثار نهج الحمية العكسية حماس الأطباء بفضل نتائـج الأبحاث، التى عرضت ان اتباع نظام غذائي عكسي يمكن ان يساعد فى تسريع حرق الدهون، وهو ما يجعل الأشخاص الذين يرغبون فى إنقاص الوزن فرحون.

التخلص مـن 90 كلغ زائدة

ولاستكشاف كيفية عمل النظام الغذائي العكسي وأنواع الفوائد التى يمكن ان يقدمها، استعرض تقرير Yahoo حالة باولا برينر، التى فقدت قدرًا مذهلاً مـن الوزن – 93.8 كيلو غرامًا على وجه الدقة – فى سن 64. مـن اثناء اتباع نظام غذائي عكسي.

مشاكل الركبة والقدمين

بعد ان حملت كيلوغرامات إضافية على جسدها الصغير لسنوات، بدأت بارولا برينر، جدة مقيمة فى إنديانا، تعاني مـن مشاكل مستمرة فى الركبة والقدم. خضعت برينر لعمليات جراحية لاستبدال الركبة وجراحة تركيب مسامير لتدعيم عظام القـدم. وحذرها الأطباء مـن أنها قد تفقد قدمها، ما لم تقم بإنقاص وزنها. وبالفعل، حاولت برينر اتباع حمية غذائية ولكن زاد وزنها لأعلى. ووصل وزن برينر الي حوالى 160 كيلوغرام، فى عمر 62 عَامٌ، بينما تتناول أدوية التهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم وتعاني مـن الألم البدني، فضلًا عَنْ المعاناة النفسية والمعنوية بعدما أصبحت تعتمد على زوجها “لربط حذائها” لأنها لم تعد قادرة على الانحناء، وفي لحظة محددة اعلنت برينر إنها “لا تريد عيش بقية الحياة بهذه الطريقة.”

مـن ثم قررت برينر اتباع حمية غذائية ترتكز على تقييد السعرات الحرارية التى تتناولها على مدار اليـوم، وحققت إنجازًا سريعًا جاء حد فقد نحو 5 كيلو غرامات مـن وزنها فى الاسبوع الاول، لكن سرعان ما تباطأت خسارة الوزن. لذا، اختارت ان تتبع النظام الغذائي “العكسي”، الذى يتضمن التبديل بين تناول السعرات الحرارية المنخفضة فى بعض الأيام والسعرات الحرارية العالية فى أيام أخرى. على الرغم مـن عدم وجود قواعد رسمية حول كيفية اتباع نظام غذائي عكسي، إلا أنها كانـت تهتم على تناول ما يقارب 1200 سعرة حرارية فى بعض الأيام و2400 سعرة حرارية فى أيام أخرى. كَمَا التزمت برينر بعدم تناول اى أطعمة بعد وجبة العشاء. ونجحت فى نهاية المطاف فى الوصول الي وزن 67 كيلو غرام، مؤكدة ان “الوجبات الضخمة لم تؤدي الي توقف عملية إنقاص الوزن، بل إنها عززت عملية الأيض”.

تقول برينر إنها تحتفظ بنفس الوزن منذ ثلاث اعوام، ولم تعد تحتاج الي تعاطي مسكنات الألم ومضادات الاكتئاب، بل إنها عندما بلغت عمر 68 عَامًٌا، قامت برحلات طويلة وذهبت للتزلج الهوائي مع أحفادها.

تحفيز حرق الدهون الزائدة

يرى العديد مـن “أخصائيي الحميات العكسية” ان التبديل ما بين 1200 يـوم مـن السعرات الحرارية و2400 يـوم مـن السعرات الحرارية، ربما ” لا يبدو كافيًا لإنشاء حالة الاختلاف، ولكن تبديل السعرات الحرارية باستمرار يؤدي الي خداع الجسم بطريقة تحفز حرق الدهون الزائدة”.

وقاية مـن داء السكري

وضح باحثون فى دراسة، نشرتها الدورية الأميركية للتغذية السريرية، ان اتباع نظام غذائي عكسي يمكن ان يضاعف خسارة الدهون ويعزز الصحة العامة مقارنة بتناول السعرات الحرارية المنخفضة كل يـوم. وتوصلت دراسة، نُشرت فى الدورية الدولية للسمنة، ان التناوب بين الأيام ذات السعرات الحرارية العالية والمنخفضة يمكن ان يؤدي الي تغييرات كيميائية حيوية تقلل مـن خطر الإصابة بمرض السكري وتزيد مـن حرق دهون البطن بنسبة تصل الي 60٪”.

تعزيز الصحة العامة

توفر الأيام ذات السعرات الحرارية المرتفعة الراحة مـن الشعور بالحرمان، مما يجعل الأيام منخفضة السعرات الحرارية مستدامة. واتضح ان الأيام المنخفضة السعرات تفعل لخلايا الجسم نفس تأثير التمارين الرياضية على العضلات، الذى يؤدي الي الشفاء والتجديد. يقول مارك ماتسون، باحث التغذية بجامعة جونز هوبكنز ومؤلف كتاب The Intermittent Fasting Revolution، إن هذا التناوب بين تناول القليل مـن الطعام والإكثار مـن تناول الطعام “يجعل الخلايا أقوى”.

تظهر الأبحاث ان الخلايا الأقوى تعمل على تحسين الشهية وتنظيم سكر الدم والمناعة وحتى تساعد فى خفض ضغط الدم بشكل أكبر بكثير مـن النظام الغذائي المعتاد، كَمَا أنه يمكن ان يؤدي الي التخلص مـن 5 كيلو غرامات مـن الوزن الزائد أسبوعيًا، بمجرد تناول حوالى 1200 سعرة حرارية فى اليـوم لبضعة أيام متتالية، ثم 2400 سعرة حرارية فى اليـوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى