كلامنا يسبق سلامنا ، يتجول معنا حول المستمعين ، طائر يزقزق رحيما وذا مغزى ، عَنْ الأرض والبني والقمر ، وضفافه ، ونهره ، وقواربه ، ورفاقه فى مسيرة صعبة ، وصورة الحشد والموكب. فى عيون الصبيان الجميلين بالكلام والمعنى .. تلك الكلمات التى توقظ الشعور بالوطنية فى قلب علي .. خاصة عندما تسمعها بصوت حب الوطن .. صوت الشيخ إمام وهو الإمام. عيد ميلاد اليـوم هو الأحد 2 يوليو ، الخريف.
كان الشيخ إمام حالة فنية فريدة مـن نوعها استطاع ان يثري حياتنا بفن جميل وأغاني رائعة دفعها بحياته وحريته ، وقدم أغنيات سياسية دعت الي انتفاضة وكان لها المزيد مـن الانتقادات السِّيَاسِيَّةُ. كان اعتقال الإمام لعدة اعوام ، لكن هذا الاعتقال لم يمنعه مـن أغانيه وأغانيه ، بل كان حافزًا لمواصلة عمله وشعوره الدائم بأنه صوت الحق وعلى الطريق الصحيح.
لم نكن نذكر اسم الشيخ إمام دون ان نذكر رفيقه احمد فؤاد نجم ، الذى شكل معًا ثنائيًا رائعًا غنى أغنيات وطنية على مدى ثلاثين عَامًٌا ، لا تزال بيننا حتـى اليـوم. مع إبداعي ذهبت معه وعندما دخلت غرفته سألني عما أريد ان أسمعه فطلبت ان أسمع أغنية لسيد درويش وأزال العود الذى كان عليه المزيد مـن الغبار. تكرار
وتابع نجم: ولكن بمجرد ان بدأ العزف ، اندهشت وقراءت ، متى ستجمع العاطفة وفوجئت بأدائه ومن تلك اللحظة قررنا عدم الانفصال واستمرت صداقتنا قرابة ثلاثين عَامًٌا. وقال نجم عَنْ خلافه مع إمامي: برأيي كانـت مؤامرة ، فاستغلوا حب قلب إمامي وخلقوا فرقًا بيننا ، نجحوا ، فلما سمعت. تسجيلاً له اثناء وجوده فى فرنسا وقد أخطأ عني ، أخبرتهم ان هذا ليس صوت الإمام وهنا أعني صوته الداخلي.
وتوفي الشيخ إمام وحده فقيرًا فى زنزانته بحي الغورية بعد ان ابتعد عَنْ رفيقه بعشر اعوام.
