أخبار فلسطين

حارب امام إيطاليا وهو طفل.. قصة إثيوبي درس فى روسيا وطوّر بلاده


بعد توحدها ودخولها السباق الاستعماري بشكل متأخر، اتجهت إيطاليا للتدخل عسكريا امام إثيوبيا أملا فى توسيع ممتلكاتها بإفريقيا. وما بين عامي 1895 و1896، عاش العالم على وقع الحرب الإيطالية الإثيوبية الأولى، التى دعمت خلالها روسيا الإثيوبيين، التى انتهت بانتكاسة عسكرية وأزمة سياسية فى إيطاليا حيـث تمكنت القوات الإثيوبية، على الرغم مـن تسليحها الهزيل مقارنة بالإيطاليين، مـن إلحاق الخسارة بالقوات الإيطالية مجبرة إياها على العودة أدراجها.

فى خضم هذه الحرب، برز اسم الطفل تاكلي هواريات تاكلي مريام (Tekle Hawariat Tekle Mariyam) الذى قاتل فى صفـوف القوات الإثيوبية وهو فى الحادية عشرة مـن العمر قبل ان يجد نفسه بالعام القادم على الأراضي الروسية.

صورة لتاكلي هواريات

صورة لتاكلي هواريات

تعليم روسي

وفي خضم الحرب الإيطالية الإثيوبية الأولى، أرسلت الإمبراطورية الروسية فرقة تابعة للصليب الأحمر لمساعدة المدنيين والجرحى الإثيوبيين. وأثناء النزاع، اتجه الإمبراطور الإثيوبي مينليك الثانى (Menelik II) للاستفادة مـن الوجود الروسي فأقدم على تقديم الطفل تاكلي هواريات تاكلي مريام للكونت نيقولاي ليونتييف (Nikolay Leontiev)، الموجود ضوء بعثه الصليب الأحمر، داعيا إياه لاصطحاب هذا الطفل الإثيوبي نحو الأراضي الروسية للحصول على تعليم جيد والاطلاع على الثقافة الأوروبية بفترة شهدت خلالها دول غرب أوروبا انتشارا واسعا للعنصرية.

وفي روسيا، تبنى الكولونيل مالشانوف (Molchanoff) الطفل الإثيوبي تاكلي هواريات تاكلي مريام. وبفضل ذلك، حصل الأخير على تعليم عسكري وتخرج مـن الكلية العسكرية بسانت بطرسبرغ تزامنا مع تخصصه بمجال المدفعية. فضلا عَنْ ذلك، ســاهم هذا الطفل الإثيوبي بعمليات الصيد وأتقن الحدادة والنجارة والزراعة.

صورة للإمبراطورة زيوديتو

صورة للإمبراطورة زيوديتو

لاحقا، تنقل تاكلي هواريات بين فرنسا وإنجلترا وتابع العديد مـن العروض المسرحية التى ساعدته فى تعلم اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

نص مسرحي فى إثيوبيا

مع عودته لوطنه عَامٌ 1912، تقلد تاكلي هواريات العديد مـن المناصب الهامة كحاكم أديس أبابا وحاكم منطقه جيجيجا (Jijiga) كَمَا ســاهم فى عزل الإمبراطور ليج إياسو (Lij Iyasu) عَامٌ 1916 لصالح الإمبراطورة زيوديتو (Zewditu). وبالتزامن مع ذلك، تقرب الأخير مـن الإمبراطور المستقبلي هايلي سيلاسي واتجه ما بين عامي 1917 و1921 لكتابة أول نص مسرحي درامي افريقى، ممهدا بذلك الطريق لظهور المسرح الإثيوبي.

صورة للإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني

صورة للإمبراطور الإثيوبي منليك الثانى

الي ذلك، اتهم تاكلي هواريات منتصف العشرينيات بنهب أموال الجمهور والتسبب بأزمة غذائية. وبسبب ذلك، أجبر الأخير على دفع غرامة مالية كبيرة. وعام 1928، سجن تاكلي هواريات لفترة وجيزة بعد توجيه تهم له بالتخطيط للقيام بإنقلاب بمساعدة البلاشفة الروس.

مع توليه لزمام الامور بإثيوبيا عَامٌ 1930، كلّف الإمبراطور هايلي سيلاسي صديقه تاكلي هواريات بإعداد أول دستور بتاريخ إثيوبيا. وانطلاقا مـن ذلك، عمد تاكلي هواريات لدراسة دساتير كل مـن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان. وفي الاثناء، أعجب الأخير بالنموذج الياباني واتجه لاقتباس العديد مـن المواد منه. لاحقا، أدخل هايلي سيلاسي بعض التغييرات التى حدت مـن سلطة البرلمان كَمَا فضّل تعيين النواب بدل انتخابهم جاء الى عامة الجمهور.

أول دستور

وبفضل المجهودات التى قدّمها تاكلي هواريات تبنت إثيوبيا يـوم 16 تموز/يوليو 1931 أول دستور بتاريخها. وكتكريم له على ما قام به، عيّن تاكلي هواريات، ذو التعليم الروسي، اثناء شهر أيلول/سبتمبر 1931 وزيرا للمالية كَمَا اتجه بالسنوات التالية لتمثيل بلاده لأكثر مـن مرة باجتماعات منظمة عصبة الأمم.

صورة للإمبراطور الإثيوبي هايلي سيلاسي

صورة للإمبراطور الإثيوبي هايلي سيلاسي

مع نجاح الغزو الإيطالي لإثيوبيا منتصف الثلاثينيات، غادر تاكلي هواريات البلاد ليقضي اعوام عديدة بالمنفى قبل ان يعود مجددا لإثيوبيا بالخمسينيات.

مع عودته، صرح تاكلي هواريات مغادرته للحياة السِّيَاسِيَّةُ مفضلا الاستقرار بإحدى الضيعات التى كانـت مملوكة له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى