بينما ترتفع درجات الحرارة حول العالم الي أرقام استثنائية، استطاع باحثون تحديد المنطقة الأكثر تعرضا للشمس على كوكب الأرض.
وهذه المنطقة غير متوقعة لدى كثيرين، فهي سهل ألتبيلانو فى صحراء أتاكاما فى أميركا الجنوبية. وتكتسب صحراء أتاكاما الي حد كثير لقب الصحراء الأكثر جفافاً فى العالم، بسـبب موقعها بين مجموعه جبال كورديليرا دي لا كوستا الي الغرب وجبال الأنديز الي الشرق، حيـث تتراوح الارتفاعات المحيطة بها بين 5 و16 ألف قدم.
أشبه بكوكب الزهرة
كَمَا تعد تلك المنطقة أشبه بكوكب الزهرة، أقرب الكواكب الي الشمس، إذ تتلقى ضوءا مـن أشعة الشمس أكثر مـن اى مكان آخر على الكوكب، وفق دراسة نشرتها مجـلة جمعية الأرصاد الجوية الأميركية، ونقلتها صحيفة “واشنطن بوست”.
وحدد الباحثون المنطقة، اعتمادا على قياس “الرقم القياس العالمي للإشعاع الشمسي”، الذى يقيسون فيه “كمية الطاقة الضوئية الموجهة مـن الشمس الي الأرض”، إذ بلغت فى سهل ألتبيلانو 2177 واط لكل متر مربع، وأعلى بكثير مـن الإشعاع الذى يصل للغلاف الجوي العلوي الذى يستقبل 1360 واط لكل متر مربع.
صحراء أتاكاما فى أميركا الجنوبية – رويترز
مقارنة مدهشة
مـن جانبه، اعلن باحث المناخ فى جامعة غرونينغن فى هولندا راؤول كورديرو، إن الإشعاع الواصل لهذه المنطقة، التى تعتـبر ثاني أعلى هضبة فى العالم، يعادل ما يتلقاه سطح كوكب الزهرة، مشيرا الي ان هذه المقارنة مدهشة لدرجة “لا تصدق”، لأن كوكب الزهرة أقرب بحوالي 28% الي الشمس مقارنة بالأرض.
وأوضح ان “متوسط إمكانات الطاقة الشمسية فى ألتبيلانو أعلى بمرتين مما هى عليه فى وسـط أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة”.
صحراء أتاكاما – مـن رويترز
وعزا الباحثون ترصد هذه المنطقة الي إشعاع الشمس بمستوى عال رغم وجود سهول ومسطحات أعلى منها الي ان السحب فيها رقيقة، حيـث إن الغيوم غالبا ما تحجب ضوء الشمس أو تعكس الإشعاع مرة أخرى الي الفضاء”.
وبحسب راؤول كورديرو هذا الموقـع يشهد ما يسمى ظاهرة “الانتشار الأمامي”، حيـث تسمح المنطقة بتركيز أشعة الشمس على سطحها، مثل حمل عدسة مكبرة وتوجيه أشعة الشمس لنقطة محددة.