تشهد الأوساط الاقتصاديه فى العالم حالة مـن القلق إزاء الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة، وما إذا كانـت ستدخل فى مرحلة ركود بسـبب الارتفاع الكبير فى أسعار الفائدة والظروف المستجدة التى يشهدها الاقتصاد العالمي.
وأشار تقرير نشره موقع “بزنس إنسايدر”، واطلعت عليه “العربية نت”، الي وجود ثلاث علامات تدل على ان الاقتصاد الأميركي لن ينزلق نحو الركود، وخلص المقال الي ان “الاقتصاد الأميركي يسير على ما يرام مع استمرار المستهلكين فى إنفاق أموالهم التى حصلوا عليها بشق الأنفس”.
ويقول الخبير الاقتصادي سونو فارغيز، مـن مجموعه “كارسون غروب” إن المرونة المثيرة للإعجاب للاقتصاد الأميركي تعني أنه لا يوجد ركود فى الأفق.
واستمر الاقتصاد الأميركي فى إظهار قوة ملحوظة اثناء العام الماضي على الرغم مـن وابل مـن التحذيرات مـن الرؤساء التنفيذيين والاقتصاديين مـن ان الركود يلوح فى الأفق.
ويقول موقع “بزنس إنسايدر” إن أحدث مجموعه مـن بيانات مطالبات البطالة تُظهر مدى مرونة سوق الوظائف، وبالتالي الاقتصاد، حيـث انخفض عَدَّدَ المطالبات بمقدار 228 ألفاً عَنْ الاسبوع السابق وأقل بكثير مـن توقعات الاقتصاديين البالغة 242 ألفاً.
ووفقاً لمذكرة مـن سونو فارغيز، محلل الاقتصاد الكلي العالمي لمجموعة كارسون، فإن الاقتصاد المرن يعني أنه لا يوجد ركود فى الأفق وأن ما يسمى “الهبوط الناعم” قد لا يكون ضرورياً.
وقال فارغيز: “لا نرى اى علامة على الركود فحسب، بل إنه لا يبدو أيضاً ان الاقتصاد يبحث عَنْ هبوط فى هذه المرحله”.
وبالنظر الي الأشهر الثلاثة الاخيره مـن البيانات الاقتصاديه، سلط فارغيز الضوء على ثلاث علامات تشير الي ان الاقتصاد مـن المرجح ان يظل أقوى مما يتوقعه الكثيرون ويتجنب الركود فى النهايه.
اما العلامة الأولى فهو ان الاستهلاك كان قوياً، حيـث ارتفعت مبيعات التجزئة بوتيرة سنوية بلغت 4.7% فى الربع الثانى مـن العام الحالي، وارتفعت مبيعات التجزئة باستثناء مبيعات السيارات ومحطات الوقود بوتيرة سنوية تبلغ 6.3%.
اما العلامة الثانية لقوة الاقتصاد الأميركي فهي ان “جانب العرض يعود”، حيـث تشير المذكرة الى ان إنتاج المركبات قفز بنسبة 7.6% فى الربع الثانى، بينما ارتفع الإنتاج فى صناعة الطيران بنسبة 4.7%. وفي الوقت نفسه، ارتفع الإنتاج فى صناعات التكنولوجيا الفائقة بنسبة 3.9% فى الربع الأخير، وهو أعلى بنحو 17% مـن مستويات ما قبل جائحة كورونـا.
وقال فارغيز: “يبدو ان إنتاج معدات الأعمال خارج المركبات والتكنولوجيا الفائقة قد جاء الي اقل مستوياته، وهي علامة إيجابية وليست سلبية”.
اما العلامة الثالثة فهي “البناء المزدهر”، وفق المذكرة، حيـث قفزت تصاريح الإسكان للأسرة الواحدة بنسبة 11% فى الربع الثانى، بينما ان المؤشر الذى يقيس معنويات بناء المساكن يستمر فى الارتفاع. ويشير ذلك الي ان شركات بناء المنازل أصبحت أكثر إيجابية بشأن الطلب المستقبلي، حتـى مع صعود نسبه الرهن العقاري الي 7%.
وقال فارغيز: “فى الوقت نفسه، فإن إجمالي الوحدات السكنية قيد الإنشاء يقترب مـن مستوى قياسي على الإطلاق. ادمج ذلك مع طفرة فى البناء التصنيعي، وليس مـن المفاجئ سبب زيادة رواتب العاملين فى البناء بمقدار 88 ألفاً هذا العام، وهي أعلى بنحو 339 ألفاً مـن مستويات ما قبل وباء كورونـا”.
وفي الوقت نفسه، تشير توقعات الناتج المحلي الإجمالي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ربع السنوي بنسبة 2.4% فى الربع الثانى، وفق ما يقول تقرير “بزنس إنسايدر”.