فى مثل هذا اليـوم الموافق 26 يوليو مـن عَامٌ 2016 رحل عَنْ عالمنا المخرج الكبير محمد خان واحد مـن ابرز المخرجين ممن قدموا المهمشين والبسطاء فى السينما، ورغم ان خان ولد لأب مـن أصل باكستانى وأم مصرية مـن أصول بريطانية، إلا أنه كان مصريا حتـى النخاع الي ان حصل رسميا على الجنسية المصرية وأصبح مصريا امام القانون.
عايدة عبد العزيز فى فيلم خرج ولم يعد
الدقن والفخراني وفريد شوقي فى خرج ولم يعد
يحيي الفخراني فى خرج ولم يعد
الفخراني وفريد شوقي فى خرج ولم يعد
حَقَّق محمد خان كثيرا مـن النجاحات بأفلامه ولكن يعد فيلم “خرج ولم يعد” واحد مـن أمتع أفلامه فهو علامة بارزة مـن علامات السينما المصرية وظروف الفيلم جعلته قصة صناعته واحده مـن القصص الملهمة، حيـث لم يكن يتحمس أحد للمشاركة فى الفيلم امام يحيي الفخراني والذي جسد شخصية “عطية”، خاصة وأن الفخراني لم يكن له سوق فى مجال السينما وقتها واعتذر المزيد مـن الفنانين، الي ان وافق الفنان الكبير فريد شوقي بعد مفاوضات وكان المزيد لا يترقب للفيلم النجاح خاصة وأن خان لم يكن يري ليلى علوى فى شخصية “خيرية” بسـبب ملامحها ولكنه اقتنع بها بينما بعد.
خرج ولم يعد
خرج ولم يعد
خرج ولم يعد
خرج ولم يعد
“خرج ولم يعد” واحد مـن الأفلام التى تدخل البهجة والسرور على النفوس، وهو ما نجح فيه خان بشكل كثير فبمجرد خروج “عطية” مـن المدينة الصاخبة بجنونها الي الريف المصرى، اصطحب خان الجمهور فى رحلة مع السعادة، براح ليس له آخر، صفاء وراحة بال نقلها خان فى كل التفاصيل فى شروق الشمس فى صوت الكراون وأصوات الريح وخرير الماء فى بساطة أهل الريف وكرمهم وتقديرهم للضيف، ولنعم الله على الأرض وأبرزها “الأكل” الطعام الذى وظفه خان بشكل يستقبل نفس الجمهور علي الحياة وتناول الطعام بنفس ذاك النهم الذى كان يأكل به فريد شوقي، باعتباره واحده مـن متع ولذات الحياة.
ليلي علوى فى دور خيرية
فلا يستطيع أحد ان ينسى مشهد فطار عطية و كمال بيه “فريد شوقي” عندما كانا يتناولا البيض المقلي وكلمات كمال بيه حول لذة الأكل وأنه متعة مـن متع الحياة وأن السفرة لازم تتمسح مسح، إضافة الي عزومات كمال بيه لعطية وشكل السفرة وحالة النهم التى تأكل بها الأسرة بالكامل.
فيلم ” خرج ولم يعد ” بطوله يحيى الفخراني وليلى علوي وفريد شوقي وعايدة عبد العزيز وتوفيق الدقن ومن إخراج محمد خان للسيناريست (عاصم توفيق) الذى استوحى الفكرة مـن رواية (براعم الربيع) للكاتب إتش إيه بيتش والفيلم إنتاج سنة 1984.
الفيلم يتناول رحلة الشاب “عطية ” يحيى الفخراني فى بحثه عَنْ طريقة جديد للحياة، بعد ان ظلمته المدينة ، ورغم أنه موظف بسيط فى أرشيف إحدى الوزارات، يحلم بأن يصبح مديرها العام حتـى لو اقتضى ذلك عشرين عاما مـن الانتظار ، فهو يسكن منزل آيل للسقوط فى إحدى حواري القاهره الفقيرة، وبسبب أزمة الإسكان، نراه يؤجل زواجه مـن خطيبته لمدة سبع اعوام ، ولكنه إزاء تهديد والدة خطيبته بفسخ الخطوبة، ويقرر الذهاب الي الريف ليبيع قطعة أرض يملكها هناك كحل لأزمة الشقة هناك فى الريف. إنما لظروف طارئة، يمكث مدة ليست بالقصيرة، يتعرف خلالها على كمال بيك فريد شوقي وابنته خيرية ليلى علوي الذين يوقظان فى داخله حب الجمال والطبيعة، ويغريانه بالمكوث معهما فى الريف، هنا يجد نفسه فى صراع داخلي بين العودة الي المدينة التى اعتاد على الحياة فيها رغم قسوتها، وبـين الاستقرار فى القرية التى جذبته ببساطتها وطبيعتها الساحرة والخلابة. فى النهايه يحسم هذا الصراع لصالح الريف الذى وجد نفسه فيه بجانب خيرية التى أحبها.
فـاز الفيلم بالجائزة الفضية فى مهرجان قرطاج السينمائي الدولى وحصل الفنان يحيي الفخراني علي جَائِزَةٌ افضل ممثل والفنان فريد شوقي علي شهادة تقدير عَنْ دوره فى الفيلم.