أخبار فلسطين

بأميركا وليس باليابان.. سقط أول ضحايا التجارب النووية


ما بين يومي 6 و9 أغسطس 1945، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية متسببة فى مقتل مئات آلاف الأشخاص بلحظات. وبتلك الفتره، عمد الأميركيون لاستخدام القنابل الذرية، التى تم العمل عليها ضوء مشروع مانهاتن، أملا فى إجبار اليابان على الاستسلام والخروج مـن الحرب العالميه الثانية بأسرع وقت.

وقبل هيروشيما وناغازاكي، أجرت الولايات المتحدة الأميركية أولى تجاربها النووية على أراضيها بإحدى مناطق نيومكسيكو. وبأول تجربة نووية، التى عرفت بتجربة ترينيتي (Trinity)، استخدم الأميركيون أول قنبلة ذرية لهم بمنطقة حوض تولاروزا (Tularosa Basin) التى مثلت حينها منطقه صحراوية نائية، حسب المسؤولين على مشروع مانهاتن.

صورة للفطر الذي أحدثته تجربة ترينيتي

صورة للفطر الذى أحدثته تجربة ترينيتي

إخفاء حقيقة التجربة النووية

وعلى بعد عشرات الأميال مـن موقع تجربة ترينيتي، تواجد حوالى نصف مليون أميركي كان جلهم مـن السكان الأصليين والهسبانيين. فضلا عَنْ ذلك، قطن بعض هؤلاء الأميركيين على بعد نحو 12 ميلا فقط مـن موقع التفجير النووي. الي ذلك، أحس عَدَّدَ كثير مـن هؤلاء السكان برجة أرضية قوية وشاهدوا وميض الانفجار النووي لحظة تجربة ترينيتي فى حدود الساعة الخامسه والنصف صباحا يـوم 16 يوليو 1945. وعند تساؤلهم عَنْ طبيعة هذا الانفجار، اتجهت السلطات الأميركية لطمأنة السكان أملا فى الحفاظ على سرية التجربة النووية. وانطلاقا مـن ذلك، اعلن المسؤولون الأميركيون بالمنطقة عَنْ انفجار عرضي بأحد مخازن الذخيرة ورفضوا إجلاء السكان بحوض تولاروزا وتركوهم عرضة للأشعة النووية المنبثقة مـن تجربة ترينيتي.

صورة للفطر الدخاني الذي تم تصويره عقب قصف ناغازاكي

صورة للفطر الدخاني الذى تم تصويره بعد قصف ناغازاكي

نسبه إشعاعات مرتفعة وأمراض

بعد مضي اشهر عَنْ تجربة ترينيتي، دق مسؤولون بالمجال الصحى ناقوس الخطر بالمناطق القريبة مـن موقع أول انفجار نووي وتحدثوا عَامٌ 1947 عَنْ صعود مريب فى نسبه الوفيات عند الولادة. وعلى الرغم مـن بداية إدراكهم لما يمكن ان تسببه الإشعاعات النووية مـن خطر على صحة الإنسان وإمكانية تزايد نسبه الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان، قلل المسؤولون بمكتب السلامة بمشروع مانهاتن مـن خطورة الوضع، وتحدثوا عَنْ عدم علمهم بارتفاع نسبه الوفيات عند الولادة مؤكدين فى الان ذاته عدم وجود أدلة تربط بين التجربة النووية ترينيتي والوفيات بالمناطق القريبة مـن موقع الانفجار.

اثناء العقود التالية، سجلت نسبه الإصابة بالسرطان وأمراض القلب انتشارا كبيرا بين السكان الذين تواجدوا بالقرب مـن موقع الانفجار النووي. فضلا عَنْ ذلك، سجلت ولاية نيفادا (Nevada) الأميركية ارتفاعا واضحا بنسبة الإصابة بمثل هذه الأمراض الخطيرة بعد توسع دائرة الإشعاعات النووية وتواصل أعمال استخراج اليورانيوم بالمنطقة.

ومع صعود نسبه الأمراض، وصف الأشخاص الذين قطنوا بالمناطق المتضررة أنفسهم بضحايا الإشعاعات.

عَامٌ 1990، مررت الولايات المتحدة الأميركية قانون تعويض ضحايا الإشعاعات النووية. وبموجب ذلك، حصل العديد مـن أهالي نيفادا ممن تواجدوا قرب مناطق التجارب النووية على تعويضات مالية. مـن جهة ثانية، استثنى هذا القانون ضحايا تجربة ترينيتي بنيومكسيكو. وبسبب ذلك، تعالت طيلة السنوات التالية الأصوات التى طالبت السلطات الأميركية بالاعتذار عَنْ تجربة ترينيتي عَامٌ 1945 وتعويض الضحايا خاصة مع صدور اخبار تحدثت عَنْ نسبه اشعاعات مرتفعة جدا مقارنة بالنسب المسموح بها.

صورة لإحدى التجارب النووية الأميركية بنيفادا عام 1951

صورة لإحدى التجارب النووية الأميركية بنيفادا عَامٌ 1951

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى