أخبار فلسطين

خسرت آلافاً.. لماذا أرسلت كوبا جيشها نحو أنغولا القرن الماضي؟


بعد حصولها على الاستقلال بالسنوات التى تلت نهاية الحرب العالميه الثانية، وجدت الدول الإفريقية نفسها بدوامة الحرب الباردة التى وضعت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها الغربيين، فى مواجهه الاتحاد السوفيتي المدعوم مـن دول المعسكر الشرقي.

وفي خضم هذا النزاع الجديـد، عاشت الدول الإفريقية على وقع انقلابات وحروب أهلية دامية.

وقد جاءت ابرز هذه الحروب الأهلية بمستعمرة الكونغو البلجيكية السابقة حيـث عاشت البلاد اثناء الستينيات، بعد الاستقلال، على وقع حرب أهلية أدت لمقتل أكثر مـن 100 ألف شخص.

مـن جهة ثانية، شهدت هذه الأهلية عَامٌ 1961 واقعة اغتيال باتريس لومومبا (Patrice Lumumba) المصنف ضوء أبطال الاستقلال.

وامتدت حروب النفوذ الأميركي السوفيتي بالقارة الإفريقية لتشمل دَوْلَةٌ أنغولا. فعلى إثر استقلالها مـن البرتغال عَامٌ 1975، غاصت البلاد بدوامة حرب أهلية طاحنة شهدت إرسال كوبا لعشرات الآلاف مـن قواتها للمنطقة.

36 ألف عسكري كوبي

مع حصولها على الاستقلال عَامٌ 1975، تحولت أنغولا لساحة صراع بين المعسكرين الشرقي والغربي. وبهذه الحرب الأهلية، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية وجنوب إفريقيا لتوفير دعـم هام لقوات يونيتا (Unita) والجبهة الوطنيه لتحرير أنغولا. وفي المقابل، ساندت دول المعسكر الشرقي، بزعامة الاتحاد السوفيتي، جنود الحركة الشعبية لتحرير أنغولا التى لقبت جاء الى البعض بحزب العمال الأنغولي.

جنود كوبيون رفقة عدد من القوات الأنغولية بالحرب الأهلية

جنود كوبيون رفقة عَدَّدَ مـن القوات الأنغولية بالحرب الأهلية

وفي خضم هذه الحرب الأهلية، وافق القائد الكوبي فيدل كاسترو بشكل غريب على إرسال قوات بلاده نحو أنغولا، ضوء عملية كارلوتا (Carlota)، لدعم القوات الشيوعية التابعة للحركة الشعبية لتحرير أنغولا. ومنذ أواخر شهر تشرين الثانى/نوفمبر 1975، باشر الجنود الكوبيون نزولهم بالأراضي الأنغولية. وأواخر العام 1975، قدّر عَدَّدَ العساكر التى أرسلتها هافاتا (Havana) نحو أنغولا بأكثر مـن 25 ألف عنصر. وبالعام القادم، ارتفع هذا العدد ليبلغ 36 ألفا.

ويلات حرب عصابات

مع بداية تدخلها، تمكنت القوات الكوبية مـن صد التقدم المشترك لجيوش كل مـن جنوب إفريقيا والزائير وقوات الجبهة الوطنيه لتحرير أنغولا ويونيتا. مـن جهة ثانية، ساهمت القوات الكوبية، المدعومة مـن السوفييت، بشكل مباشر فى إلحاق الخسارة بجنود الجبهة الوطنيه لتحرير أنغولا بشمال البلاد كَمَا كبدت فيالق يونيتا خسائر فادحة بالجنوب. وبفضل ذلك، آلت موازين القوى بالبلاد لصالح الجبهة الشعبية لتحرير أنغولا. أيضا، قاتل الجنود الكوبيون امام الحركات الانفصالية بأنغولا. ففي خضم الحرب الأهلية الأنغولية، ألحق الكوبيون الخسارة بقوات جبهة تحرير كابيندا.

صورة لباتريس لومومبا

صورة لباتريس لومومبا

وعند انسحاب قوات جنوب إفريقيا والزائير، عاش الجنود الكوبيون على وقع مصاعب بالجبهات المتعددة بأنغولا.

فطيلة العقد القادم، تحملت القوات الكوبية الهجمات الخاطفة التى شنتها قوات جنوب إفريقيا على مواقعها كَمَا اضطرت لتحمل ويلات حرب العصابات التى قادتها فيالق يونيتا.

خسائر جسيمة وسحب للقوات

بحلول العام 1988، ارتفع عَدَّدَ القوات الكوبية بأنغولا ليبلغ حوالى 55 ألف عنصر.

جنود كوبيون رفقة عدد من القوات الأنغولية بالحرب الأهلية

جنود كوبيون رفقة عَدَّدَ مـن القوات الأنغولية بالحرب الأهلية

وقد ساهم الكوبيون حينها فى إنقاذ حلفائهم الشيوعيين مـن كارثة عسكرية اثناء هجومهم على فيالق يونيتا. مـن جهة ثانية، ســاهم الجنود الكوبيون بمعركة كويتو كوانافال (Cuito Cuanavale)، المصنفة كأكبر معركة بالحرب الأهلية الأنغولية، التى انتهت بدحر قوات يونيتا المدعومين مـن جنوب إفريقيا.

يشار الي ان هذه النتائج العسكرية أثرت بشكل كثير على المفاوضات التى أسفرت عَنْ توقيع اتفاقية نيويورك عَامٌ 1988.

وبهذه الإتفاقية، استقلت ناميبيا عَنْ جنوب إفريقيا. وبالتزامن مع ذلك، قبلت كل مـن كوبا وجنوب إفريقيا بسحب قواتهما مـن الأراضي الأنغولية. وعام 1991، أنهت كوبا بشكل رَسْمِيٌّ وجود قواتها على الأراضي الأنغولية. وطيلة مدة مشاركتها بالحرب الأهلية الأنغولية، خسرت كوبا أكثر مـن 10 آلاف عسكري بين قتيل وجريح ومفقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى