أُعلنت حالة الطوارئ لمدة ستة اشهر فى أمهرة، ثاني أكبر الأقاليم فى إثيوبيا، بعد اشتباكات مستمرة منذ أيام بين الجيش وميليشيا فانو المحليه.
واندلع القتال فى وقت لاحق مـن هذا الاسبوع، وبات أخطر أزمة أمنية فى إثيوبيا منذ الحرب الأهلية فى إقليم تيجراي المجاور لأمهرة التى استمرت عامين وانتهت فى نوفمبر.
وطلبت حكومة أمهرة الامس الخميس مساعدة إضافية مـن السلطات الاتحادية لإعادة فرض النظام.
إعلان الطوارئ فى إقليم أمهرة الإثيوبي
وذكر أبي احمد: “تبين أنه مـن الضروري إعلان حالة الطوارئ إذ أصبح مـن الصعب السيطرة على هذه الاحداث الفظيعة باتباع النظام القانوني العادي”.
وهذه الاضطرابات هى أحدث حلقة فى مجموعه مـن موجات العنف فى ثاني أكبر دَوْلَةٌ فى أفريقيا مـن حيـث عَدَّدَ السكان منذ ان تولى أبي منصبه فى عَامٌ 2018.
وأعطى الامر الصادر للحكومة سلطات فرض حظر التجول، وتقييد الحركة، وحظر حمل السلاح والأدوات الحادة، وحظر التجمعات العامة، وتنفيذ اعتقالات وإجراء عمليات تفتيش دون أوامر قضائية.
اندلاع القتال فى إقليم أمهرة الإثيوبي
وقالت خدمة الاتصال الحكومي فى منشور على منصه “إكس”، المعروفة سابقا باسم تويتر، إن الحكومة يمكنها أيضا إغلاق أو فرض قيود على تحركات وسائل الإعلام التى ترى أنها تعمل بالمخالفة لمقتضيات وأوامر حالة الطوارئ.
وذكرت الحكومة إن الأوامر تنطبق على أمهرة فى الوقت الحالي، لكن مـن الممكن فرضها على مناطق أخرى إذا لزم الامر.
كانـت ميليشيا فانو حليفا رئيسيا لقوات الدفـاع الوطني الإثيوبية اثناء الحرب الأهلية فى تيجراي.
لكن العلاقة توترت لأسباب مـن بينها جهود السلطات الاتحادية فى الآونة الاخيره لكسر شوكة الجماعات شبه العسكرية فى الإقليم. ويقول بعض النشطاء إن هذا التطور جعل أمهرة عرضة لهجمات المناطق المجاورة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن اعلن عَنْ إحراز ترصد فى تنفيذ وقف الاعلان النار فى الشمال لكنه عبر عَنْ قلقه بشأن الوضع فى منطقتي أمهرة وأورومو فى اتصال هاتفي مع أبي اليـوم الجمعة.
وأضافت أنهما ناقشا إنشاء نظام لتوزيع المساعدات الإنسانية مع تعزيز الرقابة للسماح باستئناف المساعدات الغذائية. ودفعت المخاوف مـن تحويل مسار الغذاء واشنطن الي تعليق هذه المساعدات لإثيوبيا فى يونيو حزيران.
الصراع فى إقليم أمهرة الإثيوبي
ولفت اثنان مـن سكان جوندار، ثاني أكبر مدن أمهرة، الي ان قتالا عنيفا اندلع الامس بالقرب مـن الجامعة.
وذكر أحدهما ان “قوات الدفـاع الوطني سيطرت فى البداية على الجامعة، لكن ميليشيا فانو طردتها. كانـت القوات تحاول التقدم الي وسـط المدينة، لكنها لم تتمكن مـن ذلك”.
وقال الآخر، وهو مسؤول محلي، إن الجيش انسحب مـن الجامعة لكنه لم يذكر السبب. وطلب الاثنان عدم ذكر اسميهما لأسباب أمنية.
بينما اعلن عضو فى فانو، اعلن أيضا شريطة عدم الاعلان عَنْ هويته، إن رجال الميليشيا يحاولون تطويق بحر دار عاصمة أمهرة. وأضاف أنهم استولوا على بلدة مراوي الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوبي بحر دار.
وقال وزير التعليم برهانو نيجا فى مؤتمر صحفي إن 16 ألف طالب فى جوندار لم يتمكنوا مـن أداء امتحانات التخرج اليـوم الخميس.
وأفاد سكان بأن خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة ما زالت مقطوعة فى المنطقة، بينما ألغيت الرحلات التى تسيرها الي ثلاثة مـن المطارات الأربعة فى أمهرة.
الاحتجاجات العنيفة فى ارجاء أمهرة
واندلعت احتجاجات عنيفة فى ارجاء أمهرة فى أبريل، بعد ان أمر أبي احمد بدمج قوات الأمن فى 11 منطقه بالبلاد فى صفـوف الشرطة أو الجيش الوطني.
وقال متظاهرون إن الامر يهدف الي إضعاف أمهرة، ونفت الحكومة الاتحادية ذلك وقالت إن الهدف هو ضمان الوحدة الوطنيه، ومنذ وصوله الي الحكـم، حاول أبي احمد تحقيق مركزية فى السلطة فى بلد تتمتع كل منطقه فيه بقدر مـن الحكـم الذاتي.
وترجع جذور الحرب فى إقليم تيجراي الي التوترات بين سلطات الإقليم والسلطات الاتحادية بالإضافة الي خلافات قديمة بين المجموعات العرقية. وقتل عشرات الآلاف واضطر الملايين لترك منازلهم قبل توقيع اتفاق الهدنة.