أخبار فلسطين

كيف طوّر الإنسان الألغام وجعلها أداة قتل فعالة؟

يـوم 8 ديسمبر 2005، وافقت الأمم المتحدة على اعتماد يـوم 4 أبريل مـن كل سنة كيوم عالمي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة بجهود إزالتها. وحسب اخبار الأمم المتحدة، تتسبب الألغام سنوياً فى مقتل ما لا يقل عَنْ 5500 شخص. وقد أكدت التقارير الأممية ان النسبة الساحقة مـن الضحايا هم مـن المدنيين، كَمَا ذكرت أيضاً ان أغلبهم مـن الأطفال. مـن جانب اخر، أعلن المسؤولون الأمميون ان حوالى 60 مليون شخص بنحو 70 دَوْلَةٌ مهددون بالموت والإصابات بسـبب تواجدهم بالقرب مـن أماكن تعج بالألغام الأرضية.

الي ذلك، اتجه الإنسان لاستخدام الألغام منذ قرون لدورها الهام فى كبح جموح ترصد قوات العدو وقدرتها على إلحاق الأذى بهم بشكل مباغت.

قبل ظهور المواد المتفجرة، اتجه الرومان لاستخدام نوع فريد مـن الألغام لإلحاق الضرر بقوات العدو. وقد اقتصرت الطرق الرومانية على حفر نوع مـن الحفر التى ملؤوها بالأشواك وأغصان الأشجار وقطع الحديد المببة والحادة قبل تغطيتها بالأعشاب. وحال مرورهم فوقها، يقع جنود العدو بهذه الحفر التى قد تسبب لهم إصابات بليغة، أو حتـى الموت، تجعلهم غير قادرين على مواصلة السير. وخلال العام 52 قبل الميلاد، استخدم يوليوس قيصر هذه الطريقة اثناء حصار أليزيا (Alesia) اثناء الحروب الغالية. وقد اثبت هذه الطريقة نجاعتها حيـث تعرضت القوات التى أرسلت لفك الحصار لخسائر جسيمة وهو ما سمح ليوليوس قيصر بحسم المعركة لصالحه.

مـن جهة ثانية، شهدت الحقبة الرومانية، والقرون التالية، استخدام ما عرف بالحسك الروماني، الملقب أيضاً بقدم الغراب، الذى كان أداة صغيرة، تراوح طولها بين 12 و15 سنتيمترا، مزودة بمسامير حادة، أو أسلاك حديدية صلبة ومذببة، وضعت على الأرض لعرقلة العدو وإصابته عند السير فوقها.

صورة للحسك الروماني

صورة للحسك الروماني

ويعود استخدام المتفجرات بالألغام لأول مرة لفترة سلالة سونغ (Song) الحاكمة بالصين اثناء القرن الثالث عشر ميلادي. فعلى الرغم مـن عدم اعتمادهم على نموذج شبيه بذلك المعتمد بالألغام المعاصرة، استخدم الصينيون حينها شيئاً شبيهاً بالقنابل لمواجهة زحف المغول على أراضيهم.

وبأوروبا، أدخل الْمُهَنْدِسُ الإسباني بيدرو نافارو (Pedro Navarro) بداية القرن السادس عشر عدداً مـن الإصلاحات على مفهوم اللغم الأرضي اعتماداً على طرق كيمياوية وفيزيائية. وفي أوغسبرغ (Augsburg) بألمانيا عَامٌ 1573، ابتكر الْمُهَنْدِسُ صمويل زيمرمان (Samuel Zimmermann) ما لقب باللغم الطائر والذي تمثل حينها بكمية مـن البارود الأسود التى خبئت تحت الأرض بانتظار مـن يمر فوقها لتفعيلها إما بشكل تلقائي أو عَنْ طريق فتيل يتم إيقاده عَنْ بعد.

صورة معاصرة لأحد ألغام آس الألمانية

صورة معاصرة لأحد ألغام آس الألمانية

قبل بداية الحرب الأهلية الأميركية، أبدى المواطن الأميركي غابرييل رينز (Gabriel Rains) المنحدر مـن كارولينا الشمالية إعجاباً شديداً بالكيمياء، حسب السجلات العسكرية الأميركية. وقد ابتكر الأخير نوعاً مـن العبوات الناسفة التكتيكية التى جربت لأول مرة اثناء العام 1840 بحرب سيميول.

وبالحرب الأهلية الأميركية، استخدم اختراع رينز، الذى أدخلت عليه تحويرات، بشكل كثير. وقد صنعت قنبلة رينز الأرضية حينها مـن صفائح حديدية زودت بفتيل محمي بغطاء نحاسي مغطى بمحلول مـن شمع العسل. وقد تم تفجير هذا اللغم حينها إما عَنْ طريق التلامس المباشر مع مادة الاحتكاك باللغم أو بواسطة جسم متصل بالمتفجرات الموجودة باللغم.

جندي أميركي حاملا في يده أحد ألغام آس الألمانية

جندي أميركي حاملا فى يده أحد ألغام آس الألمانية

وبسبب التحاق رينز بالجنوبيين، استخدمت القوات الكونفدرالية هذا النوع البدائي مـن الألغام الأرضية امام قوات الاتحاد. فضلاً عَنْ ذلك، طوّرت هذه الألغام بشكل سريع بسـبب ظروف الحرب ونجاحها فى إثبات فاعليتها على ساحات المعارك. وقد اتجه الكونفدراليون حينها لاستخدامها لتفخيخ عَدَّدَ مـن مواقع الاتحاد كَمَا عمدوا أيضاً لوضعها بأكياس الفحم الذى استخدم حينها كوقود للسفن الحربية.

بالحرب العالميه الأولى، عرفت الألغام الأرضية تطوراً ملحوظاً واستخدمت جاء الى جميع الأطراف المتحاربة. وبالحرب العالميه الثانية، أنتج الألمان ألغام تيلر (Teller) التى مثلت ألغاماً مضادة للدبابات بينما عبارة عَنْ نوع مـن العلب الحديدية التى وضعت بداخلها كمية مـن المتفجرات يتم تفعيلها عَنْ طريق الضغط. أيضاً، أنتج الألمان بنفس الفتره ألغام آس (S-mine) التى مثلت نوعاً مـن الألغام المضادة للأفراد. فمع تفعيلها، يقذف اللغم الجسم المنفجر لمسافة متر بالهواء. ومع انفجاره، يطلق الجسم المنفجر مجموعه مـن الشظايا بجميع الاتجاهات.

صورة لأحد ألغام تيلر

صورة لأحد ألغام تيلر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى