أخبار فلسطين

هرباً مـن المحاكمة.. انتحر ابرز مؤسسي الاتحاد السوفيتي

بداية شهر ديسمبر 1934، اهتز الاتحاد السوفيتي على وقع حادثة اغتيال السياسي المقرب مـن ستالين سيرغي كيروف (Sergei Kirov). وعلى إثر هذه الحادثة، أطلق ستالين العنان لحملة أمنية واسعة طالت العديد مـن المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين بالبلاد. وقد بلغت الملاحقات الأمنية أوجها ما بين عامي 1936 و1938 ضوء ما عرف بالتطهير الكبير الذى أسفر حينها عَنْ مقتل نحو 700 ألف شخص.

وضمن حملة التطهير الكبير، اتجه ستالين لملاحقة العديد مـن رفاقه القدامى أيام الثورة البلشفية. وإضافة لنيقولاي بوخارين (Nikolai Bukharin)، لم يتردد ستالين فى التخلص مـن رفيقه السابق ميخائيل تومسكي (Mikhail Tomsky) الذى شغل بوقت ما منصب رئيس نقابات العمال بالاتحاد السوفيتي.

تومسكي بوسط الصورة رفقة عدد من رفاقه بالحزب

تومسكي بوسط الصُّورَةُ رفقة عَدَّدَ مـن رفاقه بالحزب

تماماً كأغلب رفاقه البلشفيين، امتلك تومسكي، المولود عَامٌ 1880 فى سانت بطرسبرغ، سجلاً أمنياً حافلاً أيام الإمبراطورية الروسية. فعلى الرغم مـن تواجده فى إستونيا، كان تومسكي عنصراً فاعلاً بثورة العام 1905. وبسبب ذلك، اعتُقل وأرسِل نحو سيبيريا حيـث قضى أشهراً قبل ان يتمكن مـن الهرب والعودة لسانت بطرسبرغ.

وعام 1908، اعتُقل تومسكي مجدداً ونفيَ نحو فرنسا. وبالعام القادم، فضّل الأخير التسلل للإمبراطورية الروسية لمواصلة أنشطته برفقة زملائه البلشفيين. ومرة أخرى، اعتُقل تومسكي بسـبب أنشطته السِّيَاسِيَّةُ التى وصفت بالإرهابية وأرسل نحو أحد معسكرات العمل بسيبيريا لمدة خمس اعوام.

بعد ثورة فبراير 1917، اطلقت الحكومة المؤقتة سراح تومسكي الذى عاد مجدداً لسانت بطرسبرغ وانتقل لموسكو ليشارك بالثورة البلشفية التى أدت لرحيل الحكومة المؤقتة واستيلاء البلشفيين على السلطة.

سنة 1919، انتخب تومسكي باللجنة المركزية للحزب البلشفي قبل ان ينتخب عَامٌ 1922 عضواً بالمكتب السياسي. وبرفقة كل مـن نيقولاي بوخارين وألكسي ريكوف (Alexey Rykov)، ساهم تومسكي فى إزاحة مؤيدي تروتسكي ممهداً بذلك الطريق لحصول جوزيف ستالين على الحكـم بعد وفاة فلاديمير لينين عَامٌ 1924.

صورة لألكسي ريكوف

صورة لألكسي ريكوف

بداية مـن العام 1928، اتجه جوزيف ستالين للتخلص مـن رفاقه القدامى عَنْ طريق إبعادهم عَنْ مركز اتخاذ القرار. وعقب اجتماع اللجنة المركزية اثناء شهر أبريل 1929، أجبر تومسكي على التخلي عَنْ منصبه كرئيس لنقابات العمال قبل ان يعين لفترة وجيزة كمسؤول عَنْ الصناعة الكيمياوية بالاتحاد السوفيتي.

صورة من الاجتماع السابع عشر للحزب الشيوعي السوفيتي

صورة مـن الاجتماع السابع عشر للحزب الشيوعي السوفيتي

بحلول شهر يوليو 1930، أقصي تومسكي مـن المكتب السياسي للحزب بعد رفض رفاقه السابقين، وحلفاء ستالين، إعادة انتخابه. وبعدها بأربع اعوام، جُرد الأخير سنة 1934 مـن منصبه فى صلب اللجنة المركزية.

مع فقدانه لموقعه السياسي بالبلاد، اتُهم تومسكي اثناء شهر أغسطس 1936، اثناء محاكمات موسكو الأولى، بالخيانة وقيادة مجموعـات إرهابية. وبدلاً مـن مواجهه القضاء الستاليني الذى لفّق له هذه التهم، أقدم تومسكي على وضع حد لحياته بمنزله بموسكو يـوم 22 أغسطس 1936 عَنْ طريق الاعلان النار على نفسه.

بعد وفاته، ثبّت القضاء السوفيتي عَامٌ 1938 التهم الموجهة لتومسكي. وبعد نحو خمسين عاما، برّأت الحكومة السوفيتية عَامٌ 1988 الأخير مـن جميع التهم التى وجهت له ووصفتها بالتهم الملفقة جاء الى ستالين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى