اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، اليـوم الجمعة، ان تصرفات رئيس بعثه الأمم المتحدة الي بلاده فولكر بيرتس أحد الأسباب التى أدت لنشوب الحرب، متهما إياه بالتعاون مع بعض الجهات دون العديد “بشكل متحيز”.
وقال المتحدث خالد الشيخ لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن المبعوث الأممي “أقصى بعض الجهات فى الدولة التى تبحث عَنْ حلول للأزمة، وركز فقط على جهات أخرى تعنتت فى آرائها”.
وأضاف “بيرتس كان يتعاون مع بعض الجهات المحددة دون العديد فى السودان بشكل متحيز وخارج نطاق الصلاحيات الممنوحة للبعثة الأممية فى البلاد، التى مـن المفترض ان تكون حيادية وتتواصل مع جميع الأطراف”.
وأوضح الشيخ ان رئيس بعثه الأمم المتحدة الي السودان “لم يتحدث إطلاقا عَنْ إجراء الانتخابات والانتقال الديمقراطي، على الرغم مـن ان الأمم المتحدة كانـت تنادي دائما بالديمقراطية وإجراء الانتخابات فى السودان”.
وكان وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق اعلن إن رفض الخرطوم لحضور بيرتس جلسة مجلس الأمن الدولى الامس لا ينطوي على “اى ابتزاز أو تهديد لأحد”.
وأضاف الصادق ان رفض السودان حضور بيرتس للجلسة “ممارسة لحقه المشروع فى قبول مـن يرى أنه يخدم السودان وشعبه ويرفض مـن يعمل ضده”.
سحـب الدخان الأسود تتصاعد فوق مدينة بحري أو شمال الخرطوم (أرشيفية مـن رويترز)
ممثل أممي جديد
وقال متحدث الخارجية السودانية فى حديثه مع وكالة “أنباء العالم العربي” إنه تم إرسال عدة رسائل للأمم المتحدة بخصوص تصرفات بيرتس، لكنها “لم تأخذها على محمل الجد حتـى اضطررنا الي الإعلان عَنْ أنه شخص غير مرغوب فيه فى السودان”.
ودعا الشيخ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الي “تعيين مبعوث جديد للسودان ليكون رئيسا للبعثة الأممية، خاصة فى هذا الوقت الحساس”.
وأشار الي ان إرسال البعثة الأممية الي السودان جاء بطلب مـن الحكومة، لذلك يجب ان “تقوم بالتنسيق معها والاستماع لآرائها ومطالبها والالتزام بما تنص عليه الصلاحيات الممنوحة لها”.
ولفت المتحدث الي أنه لو حضر بيرتس جلسة مجلس الأمن الاخيره “لاضطررنا الي إنهاء عمل البعثة الأممية فى السودان، لأننا أوقفنا التعامل معه كدولة ذات سيادة”.
بينما المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد اعلنت يـوم الأربعاء الماضي امام جلسة مجلس الأمن إن الحكومة السودانية حذرت مـن أنها ستنهي وجود البعثة الأممية بالبلاد إذا ســاهم رئيسها فى هذه الإحاطة، معتبرة ان هذا التحذير “غير مقبول”.
منبر جدة
وعلى صعيد الوساطة السعوديه الأميركية، أعلن المتحدث باسم الخارجية السودانية على ان “وفد الحكومة لا يزال فى الخرطوم، وننتظر ان ترصد الوساطة مقترحا جديدا بينما يتعلق بانسحاب قوات الدعـم السريع مـن المنازل والمؤسسات الحكومية فى الخرطوم”.
وأضاف “ما لم نرَ التزاما واضحا مـن الدعـم السريع بالخروج مـن منازل المدنيين، فلن نعود الي جدة، لأننا لا نستطيع التفاوض وسـط المعاناة التى يكابدها المدنيون فى الخرطوم بعد الاستيلاء على منازلهم”.
وتابع قائلا “الدعـم السريع هو الطرف الوحيد الذى كان يستفيد مـن الهدن التى تم الاتفاق عليها سابقا، لانه كان يقوم بعمليات السيطرة على منازل المدنيين والاستيلاء على محتوياتها”.
“هاوية الحرب”
وانزلق السودان الي هاوية الحرب بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعـم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو فى منتصف أبريل/نيسان الماضي فى أعقاب خلافات حول خطط دمج الدعـم السريع فى القوات المسلحة.
وعندما اندلع القتال بين الطرفين، كانـت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائيه على عملية سياسية مدعومة دوليا للانتقال الي حكـم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير فى انتفاضة شعبية عَامٌ 2019.
وتوصل الطرفان المتحاربان لعدة اتفاقيات لوقف الاعلان النار بوساطة مـن السعوديه والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التى جرت فى جدة تم تعليقها بداية يونيو/ حزيران بعد ان تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بانتهاك الهدنة بينهما، وهو اتهام يكيله كل طرف للآخر بشكل متكرر.