أخبار فلسطين

بهذه الاتفاقية.. تحالفت الفلبين عسكريا مع أميركا

بعد نهاية الحرب الأميركية الإسبانية عَامٌ 1898، وافقت إسبانيا على تسليم الفلبين للأميركيين، وبموجب ذلك، تحولت الاخيره لمستعمرة أميركية بعد سحق التمرد الفلبيني الذى استمر ما بين عامي 1899 و1902.

وبعد مضي نحو 3 عقود، وافقت واشنطن على منح الفلبين استقلالها التام على مراحل بموجب خطة تستمر 10 اعوام، الي ذلك، أخّرت الحرب العالميه الثانية والاحتلال الياباني للمنطقة حصول مانيلا على استقلالها. وبسبب ذلك، انتظر الفلبينيون يـوم 4 تموز/يوليو 1946 لنيل استقلالهم.

وعقب الاستقلال، حافظت الفلبين على علاقات جيدة مع الأميركيين. ويتجسد ذلك مـن اثناء اتفاقية الدفـاع المشترك التى أبرمت بين الطرفين بأوائل الخمسينيات.

اتفاقية الدفـاع المشترك

وعقب الاستقلال، حافظت الولايات المتحدة الأميركية على وجودها العسكري بالفلبين حيـث ظلت أعداد هامة مـن القوات الأميركية بالمنطقة، وعام 1947، وقّعت كل مـن مانيلا وواشنطن اتفاقية أولى سمحت للأميركيين باستخدام القواعد العسكرية الموجودة بالفلبين، وبنفس السنة، وقّع الطرفان اتفاقية ثانية تعهدت مـن خلالها الولايات المتحدة الأميركية بدعم الجيش الفلبيني وتأطيره.

بالفترة التالية، ساهمت هاتان الاتفاقيتان فى تطور العلاقات الفلبينية الأميركية. ويوم 30 آب/أغسطس 1951، أبرم الطرفان اتفاقية أمنية أخرى عرفت باتفاقية الدفـاع المشترك. ومن الجانب الأميركي، تكفل وزير الخارجية دين آشيسون (Dean Acheson) ومساعده جون فوستر دوليس (John Foster Dulles) بتوقيع هذه الاتفاقية. وفي المقابل، مثّل الجانب الفلبيني كل مـن الدبلوماسيين كارلوس رومولو (Carlos P. Rómulo) وديوسدادو ماكاباغال (Diosdado Macapagal).

صورة تعبيرية

وبالمقدمة، وضحت الاتفاقية لميثاق الأمم المتحدة واخترام حقوق الإنسان والعلاقات الثنائية الطيبة والتاريخية بين البلدين. بالبندين الاول والثاني، اتفق الطرفان على فض الخلافات بينهما بطرق سلمية وزيادة حجم التعاون العسكري، وبالبندين الثالث والرابع، تعهد الطرفان بالتدخل عسكريا فى حال ترصد أحديهما لهجوم عسكري مـن طرف ثالث. مـن جهة ثانية، أكدت الاتفاقية على تعاون الدولتين بمجال الأمن والحفاظ على المصالح المشتركة بالمحيط الهادئ.

ولإبطال ما جاء بهذه الاتفاقية، أكدت كل مـن الفلبين والولايات المتحدة الأميركية على إمكانية الانسحاب منها شريطة إبلاغ الطرف المنسحب للطرف الثانى بشكل مسبق.

تعاون أمني

بالسنوات التالية، حظيت القواعد الأميركية بالفلبين بدور هام فى خضم حرب فيتنام حيـث تم الاعتماد عليها لنقل الجنود والذخائر وصيانة السفن الحربية. ومع رحيل الأميركيين عَنْ فيتنام منتصف السبعينيات وسماح الحكومة الفيتنامية الجديدة للسوفيت باستخدام أراضيها، تزايد دور القواعد العسكرية الأميركية بالفلبين بشكل لافت للانتباه. ومن اثناء زيادة وجودها بالمنطقة، حاولت واشنطن تعديل موازين القوى.

مع بداية انهيار الاتحاد السوفيتي، اتجهت الفلبين لتقليص الوجود العسكري الأميركي على أراضيها. وبحلول العام 1991، احتفظ الأميركيون بقاعدتين عسكريتين فقط بالفلبين.

مع رفض مجلس النواب الفلبيني التصويت على معاهدة الصداقة والتعاون الفلبينية الأميركية، لم تتردد واشنطن فى تسليم آخر قواعدها العسكرية بالفلبين عَامٌ 1992. وعلى الرغم مـن هذا الانسحاب، ظلت اتفاقية الدفـاع المشترك الموقعة عَامٌ 1951 فاعلة. وطيلة الفتره التالية، ساعد الأميركيون الجيش الفلبيني عَنْ طريق إرسال مدربين عسكريين وقيادة بعض المناورات البحرية المشتركة.

بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، سمحت الفلبين للولايات المتحدة الأميركية باستخدام قواعدها السابقة بالمنطقة كَمَا اتجهت لمساندتها فى حربها امام الإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى