أخبار فلسطين

هكذا أعدم الزعيم السوفيتي ستالين رفاقه بتهمة الخيانة

بعد حصوله على السلطة على إثر وفاة فلاديمير لينين، اتجه القائد السوفيتي جوزيف ستالين لملاحقة عدوه اللدود ليون تروتسكي (Leon Trotsky) الذى نازعه طيلة اعوام على زعامة الاتحاد السوفيتي. وبادئ الامر، اتجه ستالين لطرد تروتسكي مـن الحزب الشيوعي والمكتب السياسي قبل ان يرصد على نفيه نحو كازاخستان. وعلى الرغم مـن بطاقة حمراء تروتسكي خارج الاتحاد السوفيتي، ترصد الأخير للملاحقة جاء الى جهاز مفوضية الجمهور للشؤون الداخلية الذى استطاع مـن اغتياله بالمكسيك عَامٌ 1940 بأوامر مباشرة مـن ستالين.

الي ذلك، لم يتردد ستالين فى التخلص مـن جميع رفاقه القدامى الذين ساندوه فى وقت ما على بلوغ سدة الحكـم. وانطلاقا مـن ذلك، عمد ستالين للإجهاز على جميع رفاقه بالحزب الذين حضروا جنازة لينين عَامٌ 1924 وظهروا معه بصور جماعية اثناء حملهم لنعش مؤسس الاتحاد السوفيتي.

زينوفييف عام 1908

زينوفييف عَامٌ 1908

غريغوري زينوفييف (Grigory Zinoviev)

التحق زينوفييف بمعارضي النظام القيصري الروسي وتحالف مع فلاديمير لينين والبلاشفة منذ العام 1903. وبالمنفى، رافق زينوفييف لينين قبل ان يعود معه للأراضي الروسية ويشارك بالثورتين اللتين أطاحتا بالنظام القيصري وأسفرتا عَنْ حصول البلاشفة على السلطة.

وأثناء مسيرته، تقلد زينوفييف العديد مـن المناصب الهامة حيـث أصبح رئيسا للجنة التنفيذية للأممية الشيوعية كَمَا عيّن رئيسا على سوفييت بيتروغراد وحصل فى مناسبات عدة على رتبة عضو بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي. اثناء الانقسام الذى عرفه الحزب الشيوعي بعد وفاة لينين، اصطف زينوفييف لجانب ستالين امام تروتسكي مساهما بذلك فى حصول الرجل الحديدي، اى ستالين، على السلطة.

بعد مقتل سيرغي كيروف (Sergei Kirov) عَامٌ 1934، لم يتردد ستالين فى بدء حملة التطهير العظيم التى طارد مـن خلالها العديد مـن رفاقه السابقين. وعام 1936، اعتقل زينوفييف ومثل امام القضاء، رفقة العديد مـن رفاقه، بتهمة التجسس والخيانة. ويوم 25 آب/أغسطس 1936، أعدم الأخير رميا بالرصاص. ومع سماعه لخبر طلب زينوفييف للرحمة والعفو قبل إعدامه، انفجر ستالين ضاحكا واصفا المدان بالجبان والضعيف.

ليف كامينيف (Lev Kamenev)

منذ بداية القرن العشرين، التحق ليف كامينيف بمعارضي النظام القيصري وشارك بثورة العام 1905. وبالمنفى، التقى الأخير بلينين والتحق بالبلشفيين. ومع عودته لروسيا عَامٌ 1914، اعتقل كامينيف ونفي نحو سيبيريا قبل ان يستعيد حريته عَامٌ 1917 بعد رحيل القيصر نيقولا الثانى ونظامه. اثناء الفتره الانتقالية التى تلقت ثورة شباط/فبراير 1917، عارض كامينيف فكرة التمرد المسلح التى دعا لها لينين. ومع نجاح الثورة البلشفية، تقلد كامينيف العديد مـن المناصب الحساسة حيـث عيّن الأخير نائبا لرئيس مجلس مفوضي الجمهور كَمَا حصل على عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي. ومع وفاة لينين، ســاهم كامينيف بالتحالف الثلاثي الذى جمعه مع كل مـن زينوفييف وستالين لإزاحة تروتسكي.

وفي الأثناء، لم يكن ذلك كافيا لكسب رضاء ستالين. فعام 1936، اعتقل كامينيف ضوء أحداث التظهير العظيم واتهم بالخيانة والتجسس. ويوم 25 آب/أغسطس 1936، أعدم كامينيف رميا بالرصاص.

كارل راديك (Karl Radek)

انخرط كارل راديك منذ بداية القرن العشرين بالحركات المعارضة للنظام القيصري بروسيا. وعام 1905، ســاهم هذا الرجل ذو الأصول الأوكرانية بالثورة التى اهتزت على وقعها الإمبراطورية الروسية امام نيقولا الثانى. وبسبب الملاحقات الأمنية، فر راديك نحو ألمانيا عَامٌ 1907 قبل ان ينتقل بينما بعد نحو سويسرا حيـث التقى بفلاديمير لينين.

وعقب ثورة شباط/فبراير 1917، نظم راديك عودة لينين للأراضي الروسية. ومع نجاح الثورة البلشفية، حصل الأخير على منصب نائب مفوض الجمهور للشؤون الخارجية وساهم فى بلورة اتفاقية برست ليتوفسك التى أنهت المشاركة الروسية بالحرب العالميه الأولى.

بسـبب دوره الفاشل بثورة الشيوعية الألمانية ومساندته لتروتسكي، أقصي راديك مـن الحزب الشيوعي وفقد جميع مناصبه الهامة بالحقبة الستالينية. وأثناء عملية التطهير العظيم، اعتقل راديك واتهم بالخيانة قبل ان يرسل نحو مراكز العمل القسري بسيبيريا حيـث توفي فى ظروف غامضة عَامٌ 1939.

نيقولاي بوخارين (Nikolai Bukharin)

وإضافة لميخائيل تومسكي (Mikhail Tomsky) الذى انتحر مفضلا الموت على المحاكمة زمن التطهير العظيم وإيفان سميرنوف (Ivan Smirnov) الذى أعدم عَامٌ 1936، اتجه ستالين لملاحقة صديقه المقرب نيقولاي بوخارين (Nikolai Bukharin). وأثناء مسيرته، ســاهم بوخارين بأحداث ثورتي عَامٌ 1917 ودعم حصول ستالين على السلطة بعد موت لينين.

وخلال العام 1938، اعتقل بوخارين جاء الى عناصر مفوضية الجمهور للشؤون الداخلية بأوامر مـن ستالين. ومن اثناء محاكمة صورية، اتهم بوخارين بالخيانة والتآمر امام ستالين وتسميم الكاتب المعروف مكسيم غوركي. وعلى إثر ذلك، أعدم بوخارين رميا بالرصاص على الرغم مـن توسلات العديد مـن الأدباء الذين طالبوا ستالين بالإبقاء على حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى